الاثنين، 7 سبتمبر 2009

فضيحة جديدة إضافية

الجمعة 28/8/2009
أضاف الصحافي والمصور والمؤلف السويدي الشجاع دونالد بوستروم وصحيفة المسائية/ افتون بلادت، فضيحة جديدة إضافية لمسلسلات الفضائح والفظائع الصهيونية التي ترتكب منذ صناعة القاعدة الإستراتيجية في قلب الوطن العربي. والجديد فيها هو التوثيق الإعلامي، بالصورة والنص والأسماء، لتضاف إلى قوائم وشهادات سابقة، سيأتي يوم بالتأكيد وتضع مرتكبيها إمام محاكم قانونية دولية.
التقرير الذي نشرته الصحيفة السويدية بقلم بوستروم ( 17/8/2009 ) على صفحتها الأولى ووضعت في عنوانها الرئيس: " أبناؤنا تسلب أعضاؤهم"، موثقا بصور لاطفال الحجارة، وضحية فلسطينية وحاخام أمريكي بايدي الشرطة متهم بالاتجار بالأعضاء البشرية، أثار ردود فعل مختلفة بين غاضبة جداً من المرتكبين وأعوانهم أو أبواقهم، ومؤكدة وموضحة بشهادات إثبات له من الضحايا والمتابعين لمثل هذه الأفعال الشنيعة. سجل التقرير أجزاءا من اعترافات المتهمين من شبكة الاتجار الأمريكية وربطها بما تقوم به قوات الاحتلال من اعمال قتل عمداً في قطاع غزة والضفة الغربية لشبان فلسطينيين وسرقة أعضاء منهم، أو انتزاع أعضاء ممن توفوا خلال مواجهات وأحداث مختلفة، بهدف السرقة، والمتاجرة بها بشكل غير قانوني، في المستشفيات الصهيونية أو عبر شبكة دولية ضُبطت مؤخرا في الولايات المتحدة، وضمت في عضويتها حاخامات يهود، تعمل في تجارة الأعضاء البشرية وتبييض الأموال بشكل غير شرعي. أكد ذلك مختصون مثل الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة الذي عقب على التقرير الذي نشرته الصحيفة، مؤكدا أن إحدى سمات دولة الاحتلال الإسرائيلي هو افتتاح سجون ومعتقلات سرية أو أقسام سرية داخل سجون معلنة ومعرَّفة، وأن إخفاء واختفاء المعتقلين والمواطنين العُزل يندرج في إطار هذه السياسة، ولا تزال تنكر وجود المئات من المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجونها ومعتقلاتها وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "المفقودين"، وأن عائلات فلسطينية ومن قبلها لبنانية وأردنية عديدة قد تقدمت بشكاوى تشير إلى اختفاء أبنائها وكأن الأرض انشقت وابتلعنهم، وخلال حربها على غزة رفضت التعاون مع منظمة الصليب الأحمر أو السلطات الفلسطينية بشأن من اعتقلتهم ولم تقدم قائمة بأسمائهم أو حتى أعدادهم، ولا يزال مصير العشرات من مواطني غزة مجهولا.
كتب الصحافي السويدي دونالد بوستروم في التقرير "كنت في المنطقة، أعمل على كتابة كتاب، وتلقيت اتصالات من موظفين في الأمم المتحدة عدة مرات يعربون فيها عن قلقهم من أن سرقة الأعضاء تحصل فعلا، ولكنهم غير قادرين على فعل شيء. تحدثت مع عدة عائلات فلسطينية أعربت عن شكوكها من سرقة أعضاء من أجساد أبنائها قبل قتلهم. ومثال على ذلك كنت شاهدا على حالة الشاب راشق الحجارة بلال أحمد غانم. كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل عندما سمع هدير محركات المجنزرات الإسرائيلية على مشارف قرية أماتين شمال الضفة الغربية، التي يسكنها ألفا نسمة. كانت الرؤية واضحة، والجيش قطع الكهرباء وحوّل القرية إلى منطقة عسكرية مغلقة. فقبل خمسة أيام حينها، أي في 13 أيار/ مايو 1992، كانت قوة إسرائيلية قد وقعت في كمين، وعندها قررت الوحدة الخاصة قتل بلال غانم (19 عاما)، أحد قادة أطفال الحجارة . سار كل شيء وفقا لخطة القوات الخاصة الإسرائيلية، وكان بلال قريبا بما فيه الكفاية منهم. أطلقوا النار عليه فأصابوه في صدره. وبحسب سكان القرية الذين شاهدوا الحادث، أطلق عليه النار مرة أخرى فأصابوه في ساقه، ثم أصيب برصاصة أخرى في بطنه. وقامت القوات الإسرائيلية بجر بلال مسافة 20 خطوة، قبل أن يتم تحميله في جيب عسكري باتجاه مشارف القرية، حيث تم نقله بمروحية عسكرية إلى مكان مجهول" . بحسب العائلات الفلسطينية فإنها على ثقة من أنه تم استخدام أبنائها كمتبرعين بالأعضاء غصبا عنهم. كما قال ذلك أقارب خالد من نابلس، ووالدة رائد من جنين، وأقارب محمود ونافذ في غزة، وجميعهم تمت إعادة جثثهم بعد تشريحها.
كان بلال غانم واحدا من بين 133 فلسطينيا قتلوا في العام 1992 بطرق مختلفة، وتم تشريح 69 جثة منهم. وكشف في التقرير بأن نحو نصف عدد الكلى المستخدمة في عمليات الزرع منذ العام 2000 جرى شراؤها بشكل غير قانوني، وأوصل بين هذه العمليات والشبكة الأمريكية التي اعتقلت مؤخرا وعرف من بين إعمالها بيع الكلى بـ160 إلف دولار.
دونالد بوستروم ختم تقريره الصحفي بنداء واضح: "نحن نعلم أن الحاجة إلى الأعضاء البشرية كبيرة في إسرائيل، وأن تجارة الأعضاء غير القانونية منتشرة بشكل واسع وبمباركة السلطات وكبار الأطباء في المستشفيات. ونعلم أيضا أن جثة شاب تختفي يتم تسليمها مشرحة بعد خمسة أيام، بسرية تامة ليلا.
حان الوقت لتسليط الضوء على العمليات المروعة التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة".
أجل حان الوقت، أو لم يعد الصمت ممكنا!.
لماذا أثار هذا التقرير الصحفي كل تلك الضجة الإعلامية وردود الغضب من المسؤولين الصهاينة وأعوانهم في أوروبا والسويد خصوصا؟، ولماذا اتهامه بعكس هدفه والسعي الى تغيير وجهته؟ .. ما سطره الصحافي السويدي الشجاع، وسبق له ان اصدر كتابا موثقا بالصور عن الانتفاضة، عبّر عن ضمير أنساني ونداء من اجل الكشف عن الجرائم. وهي فضائح إضافية لسجل الجريمة الكبرى. إن ردود الأفعال التي لاحقت الصحافي والصحيفة وحتى العلاقات الدولية مع السويد، ومهما كانت خطورتها الشخصية على الإفراد، تسجل للصحافي والصحيفة وبلادها وساما إنسانيا لا ينسى مثلما لا تنسى الجرائم ومرتكبوها والصامتون عليهم أو المدافعون عنهم. الذين بدفاعهم هذا يضيفون للفضيحة عنوانا أخر في وقائعها والدعوة لفضحها وعدم الصمت عنه.