الجمعة 5/12/2008
تضع ذكرى صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان العالم كله، ومن وقع عليه خصوصا، أمام إختبار حقيقي، حكومات ومنظمات دولية ومؤسسات مجتمع مدني تدعي أو تزعم الدفاع عنه أو تتحدث باسمه أو بمحتواه. عمر طويل وزمن كاف لوضع الأمور في نصابها الصحيح. كل عام تجري احتفالات، هنا وهناك، من قبل أوساط تحمل اسمه، وإشعال شموع من اجله، واغلبها من باب اضعف الأيمان. ولا تخلو ذكراه، وليس يوما من أيام السنة وحسب، من انتهاكات صارخة لمواده ولمعناه وحتى لإسمه. وليس غريبا طبعا أن تكون الدولة التي احتضنته وادعت به وحملته شعارا لحملاتها العدوانية على البلدان أو المعسكرات الأخرى، أو في حروبها الأيديولوجية وغيرها من ملفات قائمة تطول عليها، هي الأكثر خرقا لبنوده، والأشد مخالفة لنصه، والأوسع انتهاكا لأبسط معانيه.
ستة عقود من الزمن، وما زالت كلماته التي حملها منذ البدء تتحدث عن قيم ومبادئ عامة، إنسانية، حضارية، مترابطة، تصب في مجراها العام في صالح الإنسان وحقه في العيش الكريم في وطن حر وعالم عادل. وهي لا تثير اختلافا كبيرا في مراميها أو توجهاتها ولكنها بعد هذا العمر الطويل تصرخ بنداء إعادة قراءتها من جديد والعمل على تطبيقها بما يليق بها، لا بما يخالفها ويتذرع بها لمصالح ضيقة أنانية تخدم العدوان والحروب والهيمنة والاستغلال.(ماذا أعدت الدول والمنظمة التي أصدرته في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 1948 لتطبيقه ومحاسبة كل من أخل به وأساء له وحاربه بجوهره ومدلولاته، هذا العام؟).
وضحت ديباجته والثلاثون مادة منه أهميته، وإعادة كلمات منها قد تذكر أو تنفع في الذكرى :"لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم. ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة. ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم. ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح. ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها. ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد. فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها".
ومنذ مادته الأولى التي تقول بولادة جميع الناس أحرارا متساويين بالكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء، تبدأ الأسئلة عن الجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق الإنسان، من الولايات المتحدة وحلفائها ولاسيما إدارتها الراحلة، والى باقي الحكومات التي تدعي إمكانات في حماية الحقوق وشعارات الحرية والمساواة وغيرها، ورغم مرور هذه الفترة مازالت الإدارات الأمريكية خصوصا تدعم اشد الحكومات عداء لحقوق الإنسان، وتمارس اشد العنف ضد الإنسانية، لا بل تنفذ عقوبات جماعية على ملايين من البشر وتقوم بجرائم حرب وحشية يوميا، والشواهد مرئية ومثبتة بالصوت والصورة في وسائلها ولا يتحرك لها أو عندها شعور أو ضمير إنساني، منطلقا من تلك المادة الأولى من الإعلان. وتقترف الإدارات الأمريكية بنفسها جرائم حرب واحتلال لشعوب وبلدان باعتراف منظماتها الحقوقية وغيرها من المنظمات الدولية، وتنتهك بأعمالها ابسط تلك الحقوق المنصوص عليها في الإعلان وديباجته. كما أنها مسؤولة قبل غيرها عما يحصل في العالم من ارتكابات جسيمة ضد حقوق الإنسان وكرامته وثرواته وأرضه. وهي المادة الأولى في النداء الحالي الذي يراد منه أن يكون الإعلان مرة أخرى وأخيرة موضع احترام وتقدير واقعي وتحقيق فعلي وذات قدرة على وضعه في التحديات الرئيسية والمهمات الأولى لأية حكومة أو منظمة تريد أن تقول أنها تعيش العقد السادس لإعلانه وبدايات القرن الواحد والعشرين من عمر البشرية الميلادي. وإذا أضفنا مواده الأخرى التي تنسجم كليا مع الشعارات المرفوعة يصبح النداء واجبا إنسانيا على الجميع، سلطات ومنظمات وأفراد، التقيد بمواده ومعانيها القانونية والأخلاقية. ومعلوم أن العالم طور فيه صوب خدمة الإنسان، والحقه بعهود إضافية تكفل احترام كل الحقوق الإنسانية وتكرم بني البشر لما هو حق طبيعي وفعلي لهم. تضيف له الوثائق الأخرى التي حثها صدوره ودفعها للعمل عليها من تركيبتها القومية أو الإقليمية أو الدينية، لتجمع بالأخير معنى حضاريا عالميا له ولمكانته وموقعه في سلم الأوليات الإنسانية التي تطالب الأمم المتحدة بالالتزام به من جديد وبروح تنفيذية عملية، لا تتفرج أو تصمت كما حصل في أحيان كثيرة على الممارسات المتعارضة معه.
نداء للإعلان عن عالميته والتأكيد عليه وضرورة تطبيقه من اجل الإنسان.
تضع ذكرى صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان العالم كله، ومن وقع عليه خصوصا، أمام إختبار حقيقي، حكومات ومنظمات دولية ومؤسسات مجتمع مدني تدعي أو تزعم الدفاع عنه أو تتحدث باسمه أو بمحتواه. عمر طويل وزمن كاف لوضع الأمور في نصابها الصحيح. كل عام تجري احتفالات، هنا وهناك، من قبل أوساط تحمل اسمه، وإشعال شموع من اجله، واغلبها من باب اضعف الأيمان. ولا تخلو ذكراه، وليس يوما من أيام السنة وحسب، من انتهاكات صارخة لمواده ولمعناه وحتى لإسمه. وليس غريبا طبعا أن تكون الدولة التي احتضنته وادعت به وحملته شعارا لحملاتها العدوانية على البلدان أو المعسكرات الأخرى، أو في حروبها الأيديولوجية وغيرها من ملفات قائمة تطول عليها، هي الأكثر خرقا لبنوده، والأشد مخالفة لنصه، والأوسع انتهاكا لأبسط معانيه.
ستة عقود من الزمن، وما زالت كلماته التي حملها منذ البدء تتحدث عن قيم ومبادئ عامة، إنسانية، حضارية، مترابطة، تصب في مجراها العام في صالح الإنسان وحقه في العيش الكريم في وطن حر وعالم عادل. وهي لا تثير اختلافا كبيرا في مراميها أو توجهاتها ولكنها بعد هذا العمر الطويل تصرخ بنداء إعادة قراءتها من جديد والعمل على تطبيقها بما يليق بها، لا بما يخالفها ويتذرع بها لمصالح ضيقة أنانية تخدم العدوان والحروب والهيمنة والاستغلال.(ماذا أعدت الدول والمنظمة التي أصدرته في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 1948 لتطبيقه ومحاسبة كل من أخل به وأساء له وحاربه بجوهره ومدلولاته، هذا العام؟).
وضحت ديباجته والثلاثون مادة منه أهميته، وإعادة كلمات منها قد تذكر أو تنفع في الذكرى :"لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم. ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة. ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم. ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح. ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها. ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد. فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها".
ومنذ مادته الأولى التي تقول بولادة جميع الناس أحرارا متساويين بالكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء، تبدأ الأسئلة عن الجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق الإنسان، من الولايات المتحدة وحلفائها ولاسيما إدارتها الراحلة، والى باقي الحكومات التي تدعي إمكانات في حماية الحقوق وشعارات الحرية والمساواة وغيرها، ورغم مرور هذه الفترة مازالت الإدارات الأمريكية خصوصا تدعم اشد الحكومات عداء لحقوق الإنسان، وتمارس اشد العنف ضد الإنسانية، لا بل تنفذ عقوبات جماعية على ملايين من البشر وتقوم بجرائم حرب وحشية يوميا، والشواهد مرئية ومثبتة بالصوت والصورة في وسائلها ولا يتحرك لها أو عندها شعور أو ضمير إنساني، منطلقا من تلك المادة الأولى من الإعلان. وتقترف الإدارات الأمريكية بنفسها جرائم حرب واحتلال لشعوب وبلدان باعتراف منظماتها الحقوقية وغيرها من المنظمات الدولية، وتنتهك بأعمالها ابسط تلك الحقوق المنصوص عليها في الإعلان وديباجته. كما أنها مسؤولة قبل غيرها عما يحصل في العالم من ارتكابات جسيمة ضد حقوق الإنسان وكرامته وثرواته وأرضه. وهي المادة الأولى في النداء الحالي الذي يراد منه أن يكون الإعلان مرة أخرى وأخيرة موضع احترام وتقدير واقعي وتحقيق فعلي وذات قدرة على وضعه في التحديات الرئيسية والمهمات الأولى لأية حكومة أو منظمة تريد أن تقول أنها تعيش العقد السادس لإعلانه وبدايات القرن الواحد والعشرين من عمر البشرية الميلادي. وإذا أضفنا مواده الأخرى التي تنسجم كليا مع الشعارات المرفوعة يصبح النداء واجبا إنسانيا على الجميع، سلطات ومنظمات وأفراد، التقيد بمواده ومعانيها القانونية والأخلاقية. ومعلوم أن العالم طور فيه صوب خدمة الإنسان، والحقه بعهود إضافية تكفل احترام كل الحقوق الإنسانية وتكرم بني البشر لما هو حق طبيعي وفعلي لهم. تضيف له الوثائق الأخرى التي حثها صدوره ودفعها للعمل عليها من تركيبتها القومية أو الإقليمية أو الدينية، لتجمع بالأخير معنى حضاريا عالميا له ولمكانته وموقعه في سلم الأوليات الإنسانية التي تطالب الأمم المتحدة بالالتزام به من جديد وبروح تنفيذية عملية، لا تتفرج أو تصمت كما حصل في أحيان كثيرة على الممارسات المتعارضة معه.
نداء للإعلان عن عالميته والتأكيد عليه وضرورة تطبيقه من اجل الإنسان.