الخميس 6/11/2008
انتخاب الشعب الأمريكي لباراك أوباما، زاد من حكم نسبة عالية من وسائل الإعلام الأمريكية والمؤرخين الأمريكيين بان الرئيس جورج بوش الثاني، المنتهية ولايته، هو الأسوأ في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة. وليس هذا الاتفاق نكاية أو تشكيكا أو من مصادر معادية للإدارة والولايات المتحدة الأمريكية، بل استنتاج من قراءة وتحليل سياساته لثمان سنوات عجاف. فمنذ دخوله البيت الأبيض بالطريقة التي ما زال الأمريكيون، قبل غيرهم، يتندرون بها إلى نهايات عهده الآفلة، لم يقدم ما يغير من هذا الحكم على شخصه وأسلوبه وإدارته والقوى التي اعتمد عليها في تنفيذ أوهامه وخيالاته.
استطلاعات الرأي في اكثر من قارة أشارت إلى فقدان الثقة في الإدارة الحالية والرئيس بوش، حيث أعطت قراءة مهمة تفصح عن متابعة نتائج أي ملف من الملفات التي خططت لها الإدارة أو نفذتها. فقد كشف عن مخططات حرب ضد الشعوب والعالم كله دون أن تكون بناءة أو تصب في نظام دولي جديد، تتحكم به أمريكا كما كان يدعي أو يرسم له، فمشاريعه في الهيمنة على العالم من خلال احتلال خطوط إمدادات الطاقة عبر أوراسيا ومصادرها في الوطن العربي وجيرانه، شرقا وغربا، ونشر الدرع الصاروخية وتغيير الحكومات أعلنت منهجا عدوانيا استباقيا خطيرا على حاضر ومستقبل العالم والكرة الأرضية. وكل الذرائع والحجج التي استخدمتها الإدارة ومن وضع خططها ومشاريعها، ورغم كل الإنكار والخداع والتضليل الرسمي انتهت إلى ما يعيشه الآن الوضع الاقتصادي العالمي، ولا شك في أن من أسبابها المختلفة خداع الإدارة الأمريكية ورئيسها الموصوف بما يليق به. سنوات من الكوارث والخسارات والأزمات المتلاحقة، تتطلب ليس مراجعة وحسب وانما مبادرات سريعة وقرارات حاسمة بتصويبها وتحكيم العقل والمصالح الإنسانية فيها. ولعل الأبرز فيها أو من بينها، وما ينبغي أن يكون مطلبا إنسانيا عالميا أيضا، وهذا ما لا يريد سماعه الرئيس بوش أو يرغب به، وما لم يقله أو يجرؤ عليه، ضرورة محاكمة من سبب كل تلك الكوارث ومقاضاة من انتهك الدستور الأمريكي والقانون الدولي وجعل سمعة الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها عالميا، ويكفي أن كل من عينه في إدارة العلاقات العامة لتلميع سياساته وتغيير تصورات الرأي العام استقال فور اكتشافه صعوبة أو استحالة النجاح في المهمة بعد كل تلك السياسات الحمقاء والمخالفة لابسط القواعد الدولية.
أيام حكمه تظهر نتائج مأساوية له وللعالم، فلا حقق ما رفعه من شعارات ولا نفذ ما أعلنه من وعود ولا استطاع أن ينجز ما وضعه من مشاريع، وترك لخلفه من الملفات الصعبة التي لا تذكره بخير. وعلى مختلف الصعد والمجالات طرحت إدارة الرئيس الكثير من الأمور التي انتهت مع نهاية عمر الإدارة بخلاف ما رغبت وعكس ما أرادت، لأنها بنيت على أوهام إمبراطورية خادعة وعلى كلام معسول وشعارات براقة وأكاذيب مضحكة. فلا الأمن عم بلاده بل ازدادت التقييدات والمضايقات لشعبه قبل غيره، ولا الرخاء الاقتصادي توفر ولا الحرية والديمقراطية طبقت كما حلا له ولأركان حربه، بل العكس هو الذي تعيشه بلاده والمعمورة اليوم، لاسيما البلدان التي ابتليت بالغزو والحرب والاحتلال. حيث تحولت الحياة فيها إلى جحيم يومي، وأثقلت من تركته لخلفه، وأضافت الى سجل قضاياه صفحات أخرى كافية لإحالته إلى العدالة. ومعلوم أن الكثير من المنظمات الإنسانية الأمريكية طالبت ومازالت بمحاكمته ومحاسبته على الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي تمت بعهده وبأوامر منه أو من أتمنه من مستشاريه ومعاونيه. وحان وقتها الآن كما قال هو لشعبه الذي قلب عليه آماله وتمنياته إلى أزمة خانقة ومعاناة لا تعرف مدى.
منذ تحميل أحداث أيلول الأسود الأمريكية ووصمها للعرب والمسلمين وعدم إعلان مخططيها الفعليين وما لحقتها من ممارسات فظيعة في فلسطين وأفغانستان وباكستان والعراق والصومال والسودان واليمن وغيرها من أرجاء الوطن العربي كشف مدى حقد ووحشية المشاريع الإمبراطورية التي قامت الإدارة بها.
بين ابرز الشواهد الصارخة على عهد بوش ما صدر من كتب من تأليف مستشارين وأعضاء بارزين في الإدارة أو مؤسساتها، مدنيين وعسكريين، أشارت بشكل أو آخر لمسؤولية الإدارة بما حصل من كوارث وماس لا يمكن أن تمر هكذا بحكم التغيير أو الاستمرار لعهود الهيمنة والاستحواذ على القرارات السياسية العالمية أو القانون الدولي والإنساني خصوصا. ولعل في ذكر كتاب اعترافات وزير الخزانة الأمريكي السابق بول أونيل مثلا واضحا على خطل الإدارة والقيادة، وافتضاح دعاواها التي غشت بها بعض من تأمل منها خيرا واصطف إلى جانبها توهما أو غباء من إمكانية استثمارها لمصالح بلاده، وقد قال الرجل صراحة أن حروب إدارته كانت من اجل النفط والهيمنة وليس من اجل الشعارات البراقة. وكذلك كتاب الناطق الرسمي السابق للبيت الأبيض سكوت مكليلان الذي فضح فيه سياسات التضليل والكذب أدلة أخرى لما كانت عليه الإدارة وما يتوجب الآن الانتباه منه والتوقف عنده أمام رحيلها غير المأسوف عليه. أو مذكرات العسكريين من أمثال ريكاردو سانشيز مثلا وتوضيحه للمسؤوليات التي كلف بها والتوجيهات التي كان دونالد رامسفيلد يطلبها، لاسيما في فضيحة سجن أبو غريب في العراق، أما الفضائح الأخرى التي كشفتها كتب لمؤلفين أمريكيين أيضا فيتطلب الاستمرار بالمطالبة بالمحاسبة عنها، فهي جرائم حرب وضد الإنسانية صارخة ولا تحتاج إلى شهادات إثبات إضافية. أليست هذه كلها إشارات واضحة لوصفه بما اتفق عليه؟!.
انتخاب الشعب الأمريكي لباراك أوباما، زاد من حكم نسبة عالية من وسائل الإعلام الأمريكية والمؤرخين الأمريكيين بان الرئيس جورج بوش الثاني، المنتهية ولايته، هو الأسوأ في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة. وليس هذا الاتفاق نكاية أو تشكيكا أو من مصادر معادية للإدارة والولايات المتحدة الأمريكية، بل استنتاج من قراءة وتحليل سياساته لثمان سنوات عجاف. فمنذ دخوله البيت الأبيض بالطريقة التي ما زال الأمريكيون، قبل غيرهم، يتندرون بها إلى نهايات عهده الآفلة، لم يقدم ما يغير من هذا الحكم على شخصه وأسلوبه وإدارته والقوى التي اعتمد عليها في تنفيذ أوهامه وخيالاته.
استطلاعات الرأي في اكثر من قارة أشارت إلى فقدان الثقة في الإدارة الحالية والرئيس بوش، حيث أعطت قراءة مهمة تفصح عن متابعة نتائج أي ملف من الملفات التي خططت لها الإدارة أو نفذتها. فقد كشف عن مخططات حرب ضد الشعوب والعالم كله دون أن تكون بناءة أو تصب في نظام دولي جديد، تتحكم به أمريكا كما كان يدعي أو يرسم له، فمشاريعه في الهيمنة على العالم من خلال احتلال خطوط إمدادات الطاقة عبر أوراسيا ومصادرها في الوطن العربي وجيرانه، شرقا وغربا، ونشر الدرع الصاروخية وتغيير الحكومات أعلنت منهجا عدوانيا استباقيا خطيرا على حاضر ومستقبل العالم والكرة الأرضية. وكل الذرائع والحجج التي استخدمتها الإدارة ومن وضع خططها ومشاريعها، ورغم كل الإنكار والخداع والتضليل الرسمي انتهت إلى ما يعيشه الآن الوضع الاقتصادي العالمي، ولا شك في أن من أسبابها المختلفة خداع الإدارة الأمريكية ورئيسها الموصوف بما يليق به. سنوات من الكوارث والخسارات والأزمات المتلاحقة، تتطلب ليس مراجعة وحسب وانما مبادرات سريعة وقرارات حاسمة بتصويبها وتحكيم العقل والمصالح الإنسانية فيها. ولعل الأبرز فيها أو من بينها، وما ينبغي أن يكون مطلبا إنسانيا عالميا أيضا، وهذا ما لا يريد سماعه الرئيس بوش أو يرغب به، وما لم يقله أو يجرؤ عليه، ضرورة محاكمة من سبب كل تلك الكوارث ومقاضاة من انتهك الدستور الأمريكي والقانون الدولي وجعل سمعة الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها عالميا، ويكفي أن كل من عينه في إدارة العلاقات العامة لتلميع سياساته وتغيير تصورات الرأي العام استقال فور اكتشافه صعوبة أو استحالة النجاح في المهمة بعد كل تلك السياسات الحمقاء والمخالفة لابسط القواعد الدولية.
أيام حكمه تظهر نتائج مأساوية له وللعالم، فلا حقق ما رفعه من شعارات ولا نفذ ما أعلنه من وعود ولا استطاع أن ينجز ما وضعه من مشاريع، وترك لخلفه من الملفات الصعبة التي لا تذكره بخير. وعلى مختلف الصعد والمجالات طرحت إدارة الرئيس الكثير من الأمور التي انتهت مع نهاية عمر الإدارة بخلاف ما رغبت وعكس ما أرادت، لأنها بنيت على أوهام إمبراطورية خادعة وعلى كلام معسول وشعارات براقة وأكاذيب مضحكة. فلا الأمن عم بلاده بل ازدادت التقييدات والمضايقات لشعبه قبل غيره، ولا الرخاء الاقتصادي توفر ولا الحرية والديمقراطية طبقت كما حلا له ولأركان حربه، بل العكس هو الذي تعيشه بلاده والمعمورة اليوم، لاسيما البلدان التي ابتليت بالغزو والحرب والاحتلال. حيث تحولت الحياة فيها إلى جحيم يومي، وأثقلت من تركته لخلفه، وأضافت الى سجل قضاياه صفحات أخرى كافية لإحالته إلى العدالة. ومعلوم أن الكثير من المنظمات الإنسانية الأمريكية طالبت ومازالت بمحاكمته ومحاسبته على الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي تمت بعهده وبأوامر منه أو من أتمنه من مستشاريه ومعاونيه. وحان وقتها الآن كما قال هو لشعبه الذي قلب عليه آماله وتمنياته إلى أزمة خانقة ومعاناة لا تعرف مدى.
منذ تحميل أحداث أيلول الأسود الأمريكية ووصمها للعرب والمسلمين وعدم إعلان مخططيها الفعليين وما لحقتها من ممارسات فظيعة في فلسطين وأفغانستان وباكستان والعراق والصومال والسودان واليمن وغيرها من أرجاء الوطن العربي كشف مدى حقد ووحشية المشاريع الإمبراطورية التي قامت الإدارة بها.
بين ابرز الشواهد الصارخة على عهد بوش ما صدر من كتب من تأليف مستشارين وأعضاء بارزين في الإدارة أو مؤسساتها، مدنيين وعسكريين، أشارت بشكل أو آخر لمسؤولية الإدارة بما حصل من كوارث وماس لا يمكن أن تمر هكذا بحكم التغيير أو الاستمرار لعهود الهيمنة والاستحواذ على القرارات السياسية العالمية أو القانون الدولي والإنساني خصوصا. ولعل في ذكر كتاب اعترافات وزير الخزانة الأمريكي السابق بول أونيل مثلا واضحا على خطل الإدارة والقيادة، وافتضاح دعاواها التي غشت بها بعض من تأمل منها خيرا واصطف إلى جانبها توهما أو غباء من إمكانية استثمارها لمصالح بلاده، وقد قال الرجل صراحة أن حروب إدارته كانت من اجل النفط والهيمنة وليس من اجل الشعارات البراقة. وكذلك كتاب الناطق الرسمي السابق للبيت الأبيض سكوت مكليلان الذي فضح فيه سياسات التضليل والكذب أدلة أخرى لما كانت عليه الإدارة وما يتوجب الآن الانتباه منه والتوقف عنده أمام رحيلها غير المأسوف عليه. أو مذكرات العسكريين من أمثال ريكاردو سانشيز مثلا وتوضيحه للمسؤوليات التي كلف بها والتوجيهات التي كان دونالد رامسفيلد يطلبها، لاسيما في فضيحة سجن أبو غريب في العراق، أما الفضائح الأخرى التي كشفتها كتب لمؤلفين أمريكيين أيضا فيتطلب الاستمرار بالمطالبة بالمحاسبة عنها، فهي جرائم حرب وضد الإنسانية صارخة ولا تحتاج إلى شهادات إثبات إضافية. أليست هذه كلها إشارات واضحة لوصفه بما اتفق عليه؟!.