الجمعة 13/ 6/2008
ما يجري أمام الجميع، من يبصر أو يغلف عينيه بنظارات سوداء، أو يتهرب من النظر بتغيير الوجهة، أكثر من وصمة عار عليه وعلى الصمت والتواطؤ الضمني والمشاركة فيها بشكل أو بآخر، مباشرة أو بالواسطة، والأمور لا تحتاج إلى من يوضح ويشرح المجريات. الأمم المتحدة تفرجت بما فيه الكفاية، حتى الإحراج الذي لا تستطيع أن تنكره في حالة المكاشفة والمحاسبة "غير الملزمة" لها، وتطالب بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية بحدها الأدنى.
المجتمع الدولي أو الشرعية الدولية ظلت صامتة ومازالت مشغولة بأمور لا ترقى لأدنى مما يحصل للشعب الفلسطيني هذه الأيام، خصوصا في غزة، مثلما سكتت قبله عن حصار الشعب العراقي لأكثر من عقد من الزمان ومن ثم شرعت جريمة الغزو والعدوان والاحتلال. ورغم ذلك فان كل هذا لا يغير من الواقع شيئا، حيث تجري المجازر والجرائم والفظائع والفضائح يوميا.
الحديث عن قطاع غزة بالذات، برز اكثر من غيره، رغم الكارثة الشاملة والمأساة المحدقة، لأنه يعني معاناة اكثر من مليون ونصف مليون نسمة يعيشون تحت حصارات خانقة بكل الوسائل والأساليب بما فيها القتل اليومي والموت البطيء ولا أحد يعلن ذلك ويسائل الضمير الإنساني، (أين الضمير؟) ويوقف هذه المجزرة والتفرج عليها؟!.
استطاع الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر اختراق جدران الصمت الدولية في زيارته لغزة واللقاء بمسؤولين من قيادة حماس، داخل وخارج فلسطين، وإعلان الدعوة للحوار معهم، وقال كل ذلك في تصريحات وندوات ومقالة سلطت الضوء على القضية، وهو رئيس أمريكي سابق وتهمه مصالح بلاده وسمعتها الدولية مثل غيره، ولكنه شعر بمسؤوليته الأخلاقية ورغباته الإنسانية التي عبر عنها في أكثر من مناسبة، ومنها تأليف كتاب وتجشم عناء السفر والزيارات المباشرة، فلماذا لا نجد مثله من نظرائه العرب والمسلمين، السابقين أو الحاليين؟.
في مقالته التي نشرت له بعد زيارته غزة أكد كارتر، إن العالم يشهد الآن جريمة بشعة في حق الإنسانية على أرض غزة، حيث يعيش 1.5 مليون إنسان داخل سجن كبير، ولا سبيل أمامهم للخروج، سواء بحراً أو جواً أو براً. إنه عقاب جماعي وحشي لأهل القطاع بالكامل.
وذكر السبب في ارتكاب الاحتلال جرائمه وبدعم من الولايات المتحدة، منذ فاز مرشحون سياسيون يمثلون حركة حماس بأغلبية المقاعد في برلمان السلطة الفلسطينية في انتخابات العام 2006، وكان كافة المراقبين الدوليين قد أجمعوا على نزاهة وصحة الانتخابات.
واختتم مقالته بعد أن شرح ما قام به وتحدث أثناء زيارته بأنه بذل جهدا كبيرا ولكن الضغوط الرسمية تعرقل ما يمكن أن ينجز ولا تعطي لتوقعاته مجالها المطلوب، مما يجعله يستصرخ هو الآخر الضمير الإنساني لوقف المجزرة، مذكرا بمبادرة القمة العربية في بيروت، وموافقة حركة حماس على قبول أية تسوية سلمية يتم التوصل إليها بشرط موافقة الشعب الفلسطيني عليها في استفتاء عام.
وأضاف: "وهذا في الحقيقة تقدم في العملية السلمية، ولكن على الرغم من الجعجعة والتصريحات الإيجابية التي شهدها مؤتمر السلام الذي انعقد في شهر نوفمبر الماضي في أنابولس بولاية ماريلاند، إلا أن العملية تراجعت إلى حد خطير.
فقد أعلنت "إسرائيل" عن تشييد تسعة آلاف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات "الإسرائيلية" القائمة على الأراضي الفلسطينية، كما تزايد عدد حواجز الطرق المقامة داخل الضفة الغربية، وأصبح حصار غزة أشد إحكاماً".
فهل هناك أوضح من دعوته إلى التحرك والعمل على الخروج من المأساة، وأشار بصراحة: قد يكون من المقبول أن يذعن بقية زعماء العالم لموقف الولايات المتحدة فيما يتصل بمفاوضات السلام الحاسمة، ولكن لا يجوز للعالم أن يقف ساكناً بينما يلقى الأبرياء مثل هذه المعاملة الوحشية القاسية. لقد حان الوقت لكي تعلو الأصوات القوية في أوروبا، والولايات المتحدة، و"إسرائيل" وغيرها لإدانة هذه المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
بعده داعية السلام الجنوب أفريقي والحائز على جائزة نوبل للسلام، الأسقف ديزموند توتو وصف الحصار المفروض على قطاع غزة بعمل مثير للاشمئزاز، أو وصمة عار، وأدان صمت المجتمع الدولي إزاءه.
صرح بذلك في ختام زيارته للقطاع موفدا من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة للتحقيق حول استشهاد 19 فلسطينيا أواخر عام 2006.
وطالب الأسقف توتو المجتمع الدولي بعدم تجاهل المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وخصوصا في غزة مؤكدا أن صمت المجتمع الدولى إزاء ما يجري هناك يعد مشاركة في الجرائم المرتكبة ويمثل إهانة للبشرية جمعاء. وقالت عضو لجنة التحقيق الدولية كريستين شينكين إن اللجنة شاهدت أدلة تشير إلى إمكانية وجود جرائم حرب. وأضافت أن مفهوم العقاب الجماعي يرقى بحد ذاته إلى جريمة حرب.
ووجد الأسقف توتو صعوبة في إيجاد كلمات لوصف ما شاهده، قائلا: حيث ذكرنى الوضع هناك بما كان يحصل فى جنوب أفريقيا في ظل نظام التمييز والفصل العنصري/ الابارتيد ليس في غزة فقط وإنما في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة التي سبق أن زرتها موضحا أن حواجز الطرقات والإغلاق والحصار كلها تذكره برجال الشرطة البيض وحواجزهم التى سببت لنا المأساة والمعاناة ومنعتنا من الحركة.
ومن المقرر أن يناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل تقرير الزيارة هذه، فهل سيكفي ما صرح به وما كتب عن المجزرة المستمرة؟ ولماذا وكيف وهل وغيرها من أدوات الاستفهام المتواصلة أيضا. إنها صورة حال تصرخ: لم يعد الصمت ممكنا..!.
ما يجري أمام الجميع، من يبصر أو يغلف عينيه بنظارات سوداء، أو يتهرب من النظر بتغيير الوجهة، أكثر من وصمة عار عليه وعلى الصمت والتواطؤ الضمني والمشاركة فيها بشكل أو بآخر، مباشرة أو بالواسطة، والأمور لا تحتاج إلى من يوضح ويشرح المجريات. الأمم المتحدة تفرجت بما فيه الكفاية، حتى الإحراج الذي لا تستطيع أن تنكره في حالة المكاشفة والمحاسبة "غير الملزمة" لها، وتطالب بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية بحدها الأدنى.
المجتمع الدولي أو الشرعية الدولية ظلت صامتة ومازالت مشغولة بأمور لا ترقى لأدنى مما يحصل للشعب الفلسطيني هذه الأيام، خصوصا في غزة، مثلما سكتت قبله عن حصار الشعب العراقي لأكثر من عقد من الزمان ومن ثم شرعت جريمة الغزو والعدوان والاحتلال. ورغم ذلك فان كل هذا لا يغير من الواقع شيئا، حيث تجري المجازر والجرائم والفظائع والفضائح يوميا.
الحديث عن قطاع غزة بالذات، برز اكثر من غيره، رغم الكارثة الشاملة والمأساة المحدقة، لأنه يعني معاناة اكثر من مليون ونصف مليون نسمة يعيشون تحت حصارات خانقة بكل الوسائل والأساليب بما فيها القتل اليومي والموت البطيء ولا أحد يعلن ذلك ويسائل الضمير الإنساني، (أين الضمير؟) ويوقف هذه المجزرة والتفرج عليها؟!.
استطاع الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر اختراق جدران الصمت الدولية في زيارته لغزة واللقاء بمسؤولين من قيادة حماس، داخل وخارج فلسطين، وإعلان الدعوة للحوار معهم، وقال كل ذلك في تصريحات وندوات ومقالة سلطت الضوء على القضية، وهو رئيس أمريكي سابق وتهمه مصالح بلاده وسمعتها الدولية مثل غيره، ولكنه شعر بمسؤوليته الأخلاقية ورغباته الإنسانية التي عبر عنها في أكثر من مناسبة، ومنها تأليف كتاب وتجشم عناء السفر والزيارات المباشرة، فلماذا لا نجد مثله من نظرائه العرب والمسلمين، السابقين أو الحاليين؟.
في مقالته التي نشرت له بعد زيارته غزة أكد كارتر، إن العالم يشهد الآن جريمة بشعة في حق الإنسانية على أرض غزة، حيث يعيش 1.5 مليون إنسان داخل سجن كبير، ولا سبيل أمامهم للخروج، سواء بحراً أو جواً أو براً. إنه عقاب جماعي وحشي لأهل القطاع بالكامل.
وذكر السبب في ارتكاب الاحتلال جرائمه وبدعم من الولايات المتحدة، منذ فاز مرشحون سياسيون يمثلون حركة حماس بأغلبية المقاعد في برلمان السلطة الفلسطينية في انتخابات العام 2006، وكان كافة المراقبين الدوليين قد أجمعوا على نزاهة وصحة الانتخابات.
واختتم مقالته بعد أن شرح ما قام به وتحدث أثناء زيارته بأنه بذل جهدا كبيرا ولكن الضغوط الرسمية تعرقل ما يمكن أن ينجز ولا تعطي لتوقعاته مجالها المطلوب، مما يجعله يستصرخ هو الآخر الضمير الإنساني لوقف المجزرة، مذكرا بمبادرة القمة العربية في بيروت، وموافقة حركة حماس على قبول أية تسوية سلمية يتم التوصل إليها بشرط موافقة الشعب الفلسطيني عليها في استفتاء عام.
وأضاف: "وهذا في الحقيقة تقدم في العملية السلمية، ولكن على الرغم من الجعجعة والتصريحات الإيجابية التي شهدها مؤتمر السلام الذي انعقد في شهر نوفمبر الماضي في أنابولس بولاية ماريلاند، إلا أن العملية تراجعت إلى حد خطير.
فقد أعلنت "إسرائيل" عن تشييد تسعة آلاف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات "الإسرائيلية" القائمة على الأراضي الفلسطينية، كما تزايد عدد حواجز الطرق المقامة داخل الضفة الغربية، وأصبح حصار غزة أشد إحكاماً".
فهل هناك أوضح من دعوته إلى التحرك والعمل على الخروج من المأساة، وأشار بصراحة: قد يكون من المقبول أن يذعن بقية زعماء العالم لموقف الولايات المتحدة فيما يتصل بمفاوضات السلام الحاسمة، ولكن لا يجوز للعالم أن يقف ساكناً بينما يلقى الأبرياء مثل هذه المعاملة الوحشية القاسية. لقد حان الوقت لكي تعلو الأصوات القوية في أوروبا، والولايات المتحدة، و"إسرائيل" وغيرها لإدانة هذه المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
بعده داعية السلام الجنوب أفريقي والحائز على جائزة نوبل للسلام، الأسقف ديزموند توتو وصف الحصار المفروض على قطاع غزة بعمل مثير للاشمئزاز، أو وصمة عار، وأدان صمت المجتمع الدولي إزاءه.
صرح بذلك في ختام زيارته للقطاع موفدا من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة للتحقيق حول استشهاد 19 فلسطينيا أواخر عام 2006.
وطالب الأسقف توتو المجتمع الدولي بعدم تجاهل المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وخصوصا في غزة مؤكدا أن صمت المجتمع الدولى إزاء ما يجري هناك يعد مشاركة في الجرائم المرتكبة ويمثل إهانة للبشرية جمعاء. وقالت عضو لجنة التحقيق الدولية كريستين شينكين إن اللجنة شاهدت أدلة تشير إلى إمكانية وجود جرائم حرب. وأضافت أن مفهوم العقاب الجماعي يرقى بحد ذاته إلى جريمة حرب.
ووجد الأسقف توتو صعوبة في إيجاد كلمات لوصف ما شاهده، قائلا: حيث ذكرنى الوضع هناك بما كان يحصل فى جنوب أفريقيا في ظل نظام التمييز والفصل العنصري/ الابارتيد ليس في غزة فقط وإنما في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة التي سبق أن زرتها موضحا أن حواجز الطرقات والإغلاق والحصار كلها تذكره برجال الشرطة البيض وحواجزهم التى سببت لنا المأساة والمعاناة ومنعتنا من الحركة.
ومن المقرر أن يناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل تقرير الزيارة هذه، فهل سيكفي ما صرح به وما كتب عن المجزرة المستمرة؟ ولماذا وكيف وهل وغيرها من أدوات الاستفهام المتواصلة أيضا. إنها صورة حال تصرخ: لم يعد الصمت ممكنا..!.