السبت19/4/2008
تناقلت وسائل الإعلام بكل اللغات في الآونة الأخيرة كلمة (الهش) بشكل لافت للانتباه، وتزايدت التعليقات عليها خصوصا بعد مسرحيات التمثيل الرسمي علي مسرح الكونغرس الأمريكي حول الوضع والتقدم والاندفاعة العسكرية وزيادة أو سحب القوات المحتلة للعراق خصوصا، والتي أكملها الرئيس الأمريكي في خطاب الذكري الخامسة للجريمة، التي مازالت قائمة دون محاكمة ومحاسبة المشتركين فيها والصامتين علي مجرياتها وتداعياتها، حسب ما أكده المؤلف المسرحي وأعده السيناريست لها بشكل دوري وفني وباختلاف الممثلين والمشاهد.
وكلهم يعرفون أن الحقيقة ليست مجهولة، ولكنهم ملزمون بالعمل من أجل السكوت عليها وتمرير المشاهد بدونها. وتظل خلاصة كل ما ورد محصورة في الإقرار بأن الجريمة لم تلد غير مترادفاتها وان ما حصل هو نتائج متواصلة للأسباب التي أدت إليها، وأن الإنكار الدائم لها لا يغير من وضعيتها الأساسية وإنما يراكم أعباءً إضافية لها ويفاقم في معاناة الشعب الواقع تحت نيرها، ولا تغير التزويقات اللفظية أو الإعلانية المبرقعة والمليارات التي تصرف عليها من الطبيعة الحقيقية للكارثة الحاصلة.
أعداد الملايين من البشر تتزايد بشكل دراماتيكي في كل المجالات ( الضحايا، التهجير، النزوح، الأرامل، الأيتام، الهدر المالي، الإفساد والفساد..الخ) التي إدعت الإدارة الأمريكية وقياداتها من المحافظين الجدد أنها خططت لإصلاحها أو لنشر الديمقراطية والحرية والدفاع عنها، سواء علي ارض الواقع أو في مخيلاتهم وتصوراتهم المريضة التي وصلت إليها الأوضاع والتقدم الذي انتهوا جميعا إلي وصفه بالهش بعد خمس سنوات عجاف مُرَةٍ كالحنظل عند كل من كابد وعاش تعاقبها، وبات جزءا من الملايين التي لم تلتفت إليهم الإدارة الأمريكية أو من والاها أو تحالف معها واعتدل في موقفه وتصريحاته عنها واصطف مع مسيرتها مغيرا البوصلة والرشد الذي كان يوما ما يدعي التحلي به ولو لنفسه وحاشياته ومرتزقته من كل الأصناف.
عندما تجري مشاهدة مسرحية تراجيكوميدية ليومين أو اكثر تنقل مباشرة وتعاد مرارا في معظم وسائل الإعلام، لا يتساءل المرء عن أية حكمة يضيعها في مشاهدتها والصمت بعدها أو الحزن علي ما استنتج منها، وإنما يزداد ألما ويحز في نفسه انه صرف الوقت لينتهي به المطاف بعد اسدال الستار للاقتناع اكثر بأنها مسرحية موجهة بعناية تستهدف تضليل الوعي وتزييف الفكر وتشويه الصورة وتحريف المعني ونسيان الأحداث وتصديق الكذب وتحريف الوقائع للوصول إلي الهدف الرئيس من كل المشاهد إلي اعتبار الاحتلال تحريرا وان الشعب المحتل هو المذنب لما يحدث له وللنتائج الكارثية التي هي الوقائع القائمة علي الأرض والتي أصبحت الأعداد المليونية فيها عادية ولا أصداء لها في الوعي الجمعي الشعبي والرسمي. والهدف الآخر هو تكريس هذه الصور في ذهنه ونسيان غيرها مما يختلف عنها ويدينها بأشد التعابير ويفضح مراميها وانعكاساتها علي مختلف الصعد.
هل هناك من سأل لماذا الوضع هش ولماذا التقدم فيه هش؟ وأين تكمن الأسباب في ذلك بعد كل هذه الفترة؟ ولماذا وصل الأمر إلي ما وصل إليه؟ ومن أوصله إلي هذه النتيجة اللفظية ذات المعاني الكبيرة مقارنة بالوسائل والإمكانات المتوفرة لكل الأطراف؟ وهل صار الوضع كذلك لأن السياسات الاستراتيجية الأمريكية قد أدارتها إليه؟. أم لان المسرح الجديد في الكونغرس الأمريكي يثير الانتباه ويشد بطرقه الهوليوودية لمعرفة أو مشاهدة من يديره ويقود قراراته ويصدر أوامره ويزين إجراءاته؟ وهل يدرك أن المأساة الواقعة علي شعب ووطن ابتلي بقوات الاحتلال، الصهيو أمريكي المتعدد الجنسيات، بكل الأشكال والأساليب، العسكرية والمدنية، العنفية والسلمية، المقصودة والمستورة، المعلنة والمخفية، وغيرها لا تقدمها المشاهد ولا تراد أن تعرض حتي بصورة إشارات أو دلالات إلا لمن يقرأ تحت الأسطر والأقوال المترددة، ويفهم من الكلمات عمقها ومعاناتها.
لم تمر أيام علي المسرحية والإشادة بالتقدم من قبل الرئيس الأمريكي إلا وعادت الانفجارات والصولات والحصارات للمدن والأحياء والسكان المدنيين الأبرياء والقصف والصواريخ والطائرات والتهديدات والمؤتمرات التي تكذب علي نفسها حول تقدم الوضع وحول تأجيل الانسحاب وتطوير القواعد العسكرية وصرف الانتباه عنها وعن الجريمة الأساسية للانشغال بما يراد له أن يحصل ويلفت الأنظار. فهل هذا هو المقصود؟.
واعتبار المسرحية ضمن سلسلة المخططات المرسومة للتضليل الإعلامي وتحطيم الوعي والإصرار فيها علي شدها المسرحي لا محتواها وكأنها تعرض صامتة وتترك الوقائع كما أريد لها خارج الإطار أو الديكور كما هو حاصل ويحصل يوميا علي الأرض. وقد يكون هذا هو المراد من معني التأكيد علي كلمة الهش لاستمرار التملص أيضا.
المتابع للمشاهد التي عرضت سابقا ومؤخرا يقتنع بأنها تواصل السيناريو ذاته، المبهم والمبرمج في عدم الوضوح وغياب التوضيح وتوزيع الاتهامات لأطراف متعددة يلفها الغموض أيضا ويبعد عنها التحديد والتكليف في مواجهة القصاص والمحاكمة، سيرا علي تغييب الحقيقة وإبعادا لتحميل المقترفين الرئيسيين للجريمة الأصلية في احتلال وتدمير بلاد وشعب في عصر يسمي عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فمن يتحمل المسؤولية عن الوضع الهش بعد أن اصبح واضحا لكل ذي بصر وبصيرة؟، وهل ينفع أسلوب النعامة في الإنقاذ من المسؤولية؟ لقد أعيدت المشاهد مرتين وإذا لم تتغير المعادلات التي سمحت به وتتوحد الإرادات في تشخيصه وتحميل المسؤولية لأركانه ومطالبتهم مباشرة بإنهاء الاحتلال وسحب قواتهم والتعويض عن الخسائر والأضرار التي ألحقتها وتكليفهم قانونيا وأخلاقيا بما أنتجت مشاريعهم، فان المسرحية ستتكرر بعد اشهر والجرائم تزداد وتتوسع جغرافيا.
تناقلت وسائل الإعلام بكل اللغات في الآونة الأخيرة كلمة (الهش) بشكل لافت للانتباه، وتزايدت التعليقات عليها خصوصا بعد مسرحيات التمثيل الرسمي علي مسرح الكونغرس الأمريكي حول الوضع والتقدم والاندفاعة العسكرية وزيادة أو سحب القوات المحتلة للعراق خصوصا، والتي أكملها الرئيس الأمريكي في خطاب الذكري الخامسة للجريمة، التي مازالت قائمة دون محاكمة ومحاسبة المشتركين فيها والصامتين علي مجرياتها وتداعياتها، حسب ما أكده المؤلف المسرحي وأعده السيناريست لها بشكل دوري وفني وباختلاف الممثلين والمشاهد.
وكلهم يعرفون أن الحقيقة ليست مجهولة، ولكنهم ملزمون بالعمل من أجل السكوت عليها وتمرير المشاهد بدونها. وتظل خلاصة كل ما ورد محصورة في الإقرار بأن الجريمة لم تلد غير مترادفاتها وان ما حصل هو نتائج متواصلة للأسباب التي أدت إليها، وأن الإنكار الدائم لها لا يغير من وضعيتها الأساسية وإنما يراكم أعباءً إضافية لها ويفاقم في معاناة الشعب الواقع تحت نيرها، ولا تغير التزويقات اللفظية أو الإعلانية المبرقعة والمليارات التي تصرف عليها من الطبيعة الحقيقية للكارثة الحاصلة.
أعداد الملايين من البشر تتزايد بشكل دراماتيكي في كل المجالات ( الضحايا، التهجير، النزوح، الأرامل، الأيتام، الهدر المالي، الإفساد والفساد..الخ) التي إدعت الإدارة الأمريكية وقياداتها من المحافظين الجدد أنها خططت لإصلاحها أو لنشر الديمقراطية والحرية والدفاع عنها، سواء علي ارض الواقع أو في مخيلاتهم وتصوراتهم المريضة التي وصلت إليها الأوضاع والتقدم الذي انتهوا جميعا إلي وصفه بالهش بعد خمس سنوات عجاف مُرَةٍ كالحنظل عند كل من كابد وعاش تعاقبها، وبات جزءا من الملايين التي لم تلتفت إليهم الإدارة الأمريكية أو من والاها أو تحالف معها واعتدل في موقفه وتصريحاته عنها واصطف مع مسيرتها مغيرا البوصلة والرشد الذي كان يوما ما يدعي التحلي به ولو لنفسه وحاشياته ومرتزقته من كل الأصناف.
عندما تجري مشاهدة مسرحية تراجيكوميدية ليومين أو اكثر تنقل مباشرة وتعاد مرارا في معظم وسائل الإعلام، لا يتساءل المرء عن أية حكمة يضيعها في مشاهدتها والصمت بعدها أو الحزن علي ما استنتج منها، وإنما يزداد ألما ويحز في نفسه انه صرف الوقت لينتهي به المطاف بعد اسدال الستار للاقتناع اكثر بأنها مسرحية موجهة بعناية تستهدف تضليل الوعي وتزييف الفكر وتشويه الصورة وتحريف المعني ونسيان الأحداث وتصديق الكذب وتحريف الوقائع للوصول إلي الهدف الرئيس من كل المشاهد إلي اعتبار الاحتلال تحريرا وان الشعب المحتل هو المذنب لما يحدث له وللنتائج الكارثية التي هي الوقائع القائمة علي الأرض والتي أصبحت الأعداد المليونية فيها عادية ولا أصداء لها في الوعي الجمعي الشعبي والرسمي. والهدف الآخر هو تكريس هذه الصور في ذهنه ونسيان غيرها مما يختلف عنها ويدينها بأشد التعابير ويفضح مراميها وانعكاساتها علي مختلف الصعد.
هل هناك من سأل لماذا الوضع هش ولماذا التقدم فيه هش؟ وأين تكمن الأسباب في ذلك بعد كل هذه الفترة؟ ولماذا وصل الأمر إلي ما وصل إليه؟ ومن أوصله إلي هذه النتيجة اللفظية ذات المعاني الكبيرة مقارنة بالوسائل والإمكانات المتوفرة لكل الأطراف؟ وهل صار الوضع كذلك لأن السياسات الاستراتيجية الأمريكية قد أدارتها إليه؟. أم لان المسرح الجديد في الكونغرس الأمريكي يثير الانتباه ويشد بطرقه الهوليوودية لمعرفة أو مشاهدة من يديره ويقود قراراته ويصدر أوامره ويزين إجراءاته؟ وهل يدرك أن المأساة الواقعة علي شعب ووطن ابتلي بقوات الاحتلال، الصهيو أمريكي المتعدد الجنسيات، بكل الأشكال والأساليب، العسكرية والمدنية، العنفية والسلمية، المقصودة والمستورة، المعلنة والمخفية، وغيرها لا تقدمها المشاهد ولا تراد أن تعرض حتي بصورة إشارات أو دلالات إلا لمن يقرأ تحت الأسطر والأقوال المترددة، ويفهم من الكلمات عمقها ومعاناتها.
لم تمر أيام علي المسرحية والإشادة بالتقدم من قبل الرئيس الأمريكي إلا وعادت الانفجارات والصولات والحصارات للمدن والأحياء والسكان المدنيين الأبرياء والقصف والصواريخ والطائرات والتهديدات والمؤتمرات التي تكذب علي نفسها حول تقدم الوضع وحول تأجيل الانسحاب وتطوير القواعد العسكرية وصرف الانتباه عنها وعن الجريمة الأساسية للانشغال بما يراد له أن يحصل ويلفت الأنظار. فهل هذا هو المقصود؟.
واعتبار المسرحية ضمن سلسلة المخططات المرسومة للتضليل الإعلامي وتحطيم الوعي والإصرار فيها علي شدها المسرحي لا محتواها وكأنها تعرض صامتة وتترك الوقائع كما أريد لها خارج الإطار أو الديكور كما هو حاصل ويحصل يوميا علي الأرض. وقد يكون هذا هو المراد من معني التأكيد علي كلمة الهش لاستمرار التملص أيضا.
المتابع للمشاهد التي عرضت سابقا ومؤخرا يقتنع بأنها تواصل السيناريو ذاته، المبهم والمبرمج في عدم الوضوح وغياب التوضيح وتوزيع الاتهامات لأطراف متعددة يلفها الغموض أيضا ويبعد عنها التحديد والتكليف في مواجهة القصاص والمحاكمة، سيرا علي تغييب الحقيقة وإبعادا لتحميل المقترفين الرئيسيين للجريمة الأصلية في احتلال وتدمير بلاد وشعب في عصر يسمي عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فمن يتحمل المسؤولية عن الوضع الهش بعد أن اصبح واضحا لكل ذي بصر وبصيرة؟، وهل ينفع أسلوب النعامة في الإنقاذ من المسؤولية؟ لقد أعيدت المشاهد مرتين وإذا لم تتغير المعادلات التي سمحت به وتتوحد الإرادات في تشخيصه وتحميل المسؤولية لأركانه ومطالبتهم مباشرة بإنهاء الاحتلال وسحب قواتهم والتعويض عن الخسائر والأضرار التي ألحقتها وتكليفهم قانونيا وأخلاقيا بما أنتجت مشاريعهم، فان المسرحية ستتكرر بعد اشهر والجرائم تزداد وتتوسع جغرافيا.