السبت26/4/2008
ما هو التشابه في الممارسات العملية في فلسطين والعراق الآن؟ لماذا يتسع التطابق بينهما؟ خصوصا فيما شاع مؤخرا من إجراءات داخل البلدين المحتلين، واصبح سمة متميزة لتفتيت الشعب وتقسيم الأرض والادعاء بجلب الأمن والحماية وغير ذلك من الإعلانات المفضوحة، من جهة، والمضمرة لأهداف لم تعد مخفية، من جهة أخري.
والتي عرفت بسياسة فرق تسد وتناسل منها العديد من القضايا والإشكاليات التي تطرحها اليوم، وباتت تربك المشاهد صورها المعروضة في وسائل الإعلام.
الجدران واحدة منها، وما حصل ويحصل في أكثر من بقعة علي المعمورة، يشير بوضوح إلي أصابع تلك السياسات وآثارها التراجيدية وتداعياتها الكارثية علي حياة الشعوب ومصائر الأوطان.
وقد علمت التجربة التاريخية ودروسها بان الجدران يمكن وبسهولة بناؤها ولكن يصعب هدمها وهدها نفسيا وماديا وما ستلحقه علي الأرض من مآس أخري ترتبط بتأثيراتها المعنوية وآثارها المادية. وهذا هو هدف الإصرار عليها والاستمرار في بنائها وتعميمها.
فالجدران التي تريد الإدارة الأمريكية والصهيونية بناءها ليست كتلا كونكريتية وحسب بل ما يلحقها من حواجز ونقاط تفتيش ومسائل رقابة وتمزيق المكونات الاجتماعية وتعقيد سبل الحياة الطبيعية في انتهاك حقوق الإنسان وكرامته رسميا وفي التحديد والحبس غير المعلن لتحرك المواطن وانتقاله وعيشه وسكنه وعمله اليومي، وغيرها من الأمور التقنية والفنية البوليسية، التي كانت سمة للتمييز العنصري والابارتايد والإبادة والعقاب الجماعي وأساليب المعتقلات التي تدينها كل المواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، والتي تعيد إنتاجها الإدارة الصهيو أمريكية من جديد هذه الأيام في فلسطين والعراق والقائمة متواصلة، حسب الظروف وتطوراتها.
جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة، الذي حكمت عليه محكمة العدل الدولية بالبطلان القانوني ودعت إلي إزالته، يتشابه بالجدران الجديدة في العراق، مسعي وهدفا، بل وخطة ومشروعا.
ما وضعته السياسات الأمريكية من بناء الجدران لحماية مقراتها ومعسكراتها وسجونها أولا سحبته أو طورته لتمزيق السكان وتفريق المواطنين وتوسيع المعتقلات داخل المدن والأحياء السكنية.
وعممت تلك التجربة في العاصمة والمدن الأخري بمستويات مختلفة وطرق شتي، حتي أصبحت الجدران بكل أنواعها خطيرة علي حياة المواطنين، سكان البلدان المحتلة، والتي تتحمل دول الاحتلال حمايتهم وتوفير الأمان لهم.
ولعبت الجدران دورا أوسع في تعميق الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها السكان أساسا، فهي تعرقل عمليات التواصل الإنساني وتبادل المصالح والتنقل الوظيفي وزيادة نسب البطالة والحرمان وتوسيع الهوة الاقتصادية بين الفئات الاجتماعية وتازيم التكافل الاجتماعي والضمانات الأهلية.
وكل هذه الجدران تأخذ منحي أمنيا لتتحول إلي تقسيمات إدارية وأمنية وعرقية وطائفية وتعزف علي أوتار الفتنة ونيران التطهير والاقتتال الداخلي، الهدف الرئيس في أوليات السياسات الاستعمارية لإطالة وجودها وفرض هيمنتها واستغلالها لثروات وخيرات البلد وهدر طاقاته البشرية والعلمية.
أقامت قوات الاحتلال جدار الاعظمية وعدته مؤقتا وبدعوي حماية سكان المدينة وعزلهم من ارتباطاتهم الاجتماعية والإنسانية وهو ما خططت له وعممته الآن داخل مدينة ثورة الصدر، بين قطاعات المدينة نفسها، كما فعلت في فلسطين في تفريق العوائل والتهام الأراضي وتخريب العمران وفرض القوة والنار أسلوبا للهيمنة والبقاء.
وكانت قد سورت مدينتي الفلوجة وتلعفر بسواتر ترابية وكتل كونكريتية ومراكز عسكرية وغيرها تحت الذرائع نفسها والعمل فيها إلي زيادة الشحن الطائفي وتصعيد الاحتراب والتهجير والنزوح بين سكان الأحياء داخل المدينة الواحدة، وعزلها عن المدن الأخري.
تعيد قوات الاحتلال فكرة جدار برلين، ولم تتعظ من إسقاطه يوم 19 تشرين الثاني- نوفمبر 1989، بعد أن ظل حوالي ثلاثة عقود شاطرا مدينة برلين وشعبها، واصبح من التاريخ بإرادة الشعب الألماني واختياراته الاستراتيجية وبتحولات العالم الجديدة. وبقي اسمه إشارة لزمن غابر مضي، ودرسا للأجيال الجديدة، ما عدا إدارة الاحتلال الأمريكية.
قوات وإدارة الاحتلال تعتبر الجدران وسائل أمنية مؤقتة لتطوير العملية السياسية كما تسميها ولكنها بأساليبها هذه تبرهن، كما لاحظ محللون ومعلقون سياسيون أمريكان، علي فشل تلك العملية وتناقضها مع الشعارات التي رفعتها أو ادعتها. وتكشف النوايا المبيتة وراء ما تسمي بالعملية السياسية لإخفاء الأهداف الحقيقية من الاحتلال والغزو وبناء القواعد الاستراتيجية وبقاء الآلاف من الجنود الأمريكان والمرتزقة والضغوط المتواصلة علي الحكومات العربية للتطبيع وقبول سياسات الاحتلال واعتبار الإدارة الأمريكية طرفا مقررا فيها، حيث طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية إرسال سفراء وحذف الديون والاعتراف بالواقع كما أرادت مع الكيان الإسرائيلي والذي تحقق لها منه الكثير رسميا، إلا أن هذه الإدارة مازالت جاهلة بالمشاعر الوطنية والقومية والدينية ولم تستطع سبر غورها ومعرفة مدي الكراهية لها، رغم أنها تسعي إلي تحويلها إلي أطراف وهمية وجهات أخري وإنكار دورها فيما يحصل ويجري علي الأرض من خراب ودمار ودماء نازفة باستمرار.
هذه الجدران التي فشلت في اكثر من مكان رغم المرارات منها أو التي أورثتها، لا يمكن أن تستمر في العراق مهما تعاونت مع مخططات الإدارة الأمريكية والبريطانية المحتلة أطراف عراقية وعربية وحاولت أن تصدق مشاريعها في الإعلانات الكاذبة التي ترفعها أو تدعيها.
بعد أن أصبحت جزءاً من تلك السياسات الحمقاء المعروفة للرئيس الأمريكي وإدارته وقواته، ومهما مارست من أساليب تعسفية تحاول فيها كسر شوكة الإرادة الوطنية العراقية الممانعة والمتحدية لأي احتلال أجنبي ولأي وجود عسكري مفروض بالقوة والتواطؤ والصمت المريب.
إن هذه الجدران والأسوار والممارسات الأمريكية الملحقة بها، وتداعياتها تعكس مدي كراهية وحقد الإدارة الأمريكية للشعوب ولتنوعها ولثرائها البشري والحضاري، وتفضح الأهداف الإضافية من كل تلك الحروب والغزوات الإمبريالية.
ما هو التشابه في الممارسات العملية في فلسطين والعراق الآن؟ لماذا يتسع التطابق بينهما؟ خصوصا فيما شاع مؤخرا من إجراءات داخل البلدين المحتلين، واصبح سمة متميزة لتفتيت الشعب وتقسيم الأرض والادعاء بجلب الأمن والحماية وغير ذلك من الإعلانات المفضوحة، من جهة، والمضمرة لأهداف لم تعد مخفية، من جهة أخري.
والتي عرفت بسياسة فرق تسد وتناسل منها العديد من القضايا والإشكاليات التي تطرحها اليوم، وباتت تربك المشاهد صورها المعروضة في وسائل الإعلام.
الجدران واحدة منها، وما حصل ويحصل في أكثر من بقعة علي المعمورة، يشير بوضوح إلي أصابع تلك السياسات وآثارها التراجيدية وتداعياتها الكارثية علي حياة الشعوب ومصائر الأوطان.
وقد علمت التجربة التاريخية ودروسها بان الجدران يمكن وبسهولة بناؤها ولكن يصعب هدمها وهدها نفسيا وماديا وما ستلحقه علي الأرض من مآس أخري ترتبط بتأثيراتها المعنوية وآثارها المادية. وهذا هو هدف الإصرار عليها والاستمرار في بنائها وتعميمها.
فالجدران التي تريد الإدارة الأمريكية والصهيونية بناءها ليست كتلا كونكريتية وحسب بل ما يلحقها من حواجز ونقاط تفتيش ومسائل رقابة وتمزيق المكونات الاجتماعية وتعقيد سبل الحياة الطبيعية في انتهاك حقوق الإنسان وكرامته رسميا وفي التحديد والحبس غير المعلن لتحرك المواطن وانتقاله وعيشه وسكنه وعمله اليومي، وغيرها من الأمور التقنية والفنية البوليسية، التي كانت سمة للتمييز العنصري والابارتايد والإبادة والعقاب الجماعي وأساليب المعتقلات التي تدينها كل المواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، والتي تعيد إنتاجها الإدارة الصهيو أمريكية من جديد هذه الأيام في فلسطين والعراق والقائمة متواصلة، حسب الظروف وتطوراتها.
جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة، الذي حكمت عليه محكمة العدل الدولية بالبطلان القانوني ودعت إلي إزالته، يتشابه بالجدران الجديدة في العراق، مسعي وهدفا، بل وخطة ومشروعا.
ما وضعته السياسات الأمريكية من بناء الجدران لحماية مقراتها ومعسكراتها وسجونها أولا سحبته أو طورته لتمزيق السكان وتفريق المواطنين وتوسيع المعتقلات داخل المدن والأحياء السكنية.
وعممت تلك التجربة في العاصمة والمدن الأخري بمستويات مختلفة وطرق شتي، حتي أصبحت الجدران بكل أنواعها خطيرة علي حياة المواطنين، سكان البلدان المحتلة، والتي تتحمل دول الاحتلال حمايتهم وتوفير الأمان لهم.
ولعبت الجدران دورا أوسع في تعميق الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها السكان أساسا، فهي تعرقل عمليات التواصل الإنساني وتبادل المصالح والتنقل الوظيفي وزيادة نسب البطالة والحرمان وتوسيع الهوة الاقتصادية بين الفئات الاجتماعية وتازيم التكافل الاجتماعي والضمانات الأهلية.
وكل هذه الجدران تأخذ منحي أمنيا لتتحول إلي تقسيمات إدارية وأمنية وعرقية وطائفية وتعزف علي أوتار الفتنة ونيران التطهير والاقتتال الداخلي، الهدف الرئيس في أوليات السياسات الاستعمارية لإطالة وجودها وفرض هيمنتها واستغلالها لثروات وخيرات البلد وهدر طاقاته البشرية والعلمية.
أقامت قوات الاحتلال جدار الاعظمية وعدته مؤقتا وبدعوي حماية سكان المدينة وعزلهم من ارتباطاتهم الاجتماعية والإنسانية وهو ما خططت له وعممته الآن داخل مدينة ثورة الصدر، بين قطاعات المدينة نفسها، كما فعلت في فلسطين في تفريق العوائل والتهام الأراضي وتخريب العمران وفرض القوة والنار أسلوبا للهيمنة والبقاء.
وكانت قد سورت مدينتي الفلوجة وتلعفر بسواتر ترابية وكتل كونكريتية ومراكز عسكرية وغيرها تحت الذرائع نفسها والعمل فيها إلي زيادة الشحن الطائفي وتصعيد الاحتراب والتهجير والنزوح بين سكان الأحياء داخل المدينة الواحدة، وعزلها عن المدن الأخري.
تعيد قوات الاحتلال فكرة جدار برلين، ولم تتعظ من إسقاطه يوم 19 تشرين الثاني- نوفمبر 1989، بعد أن ظل حوالي ثلاثة عقود شاطرا مدينة برلين وشعبها، واصبح من التاريخ بإرادة الشعب الألماني واختياراته الاستراتيجية وبتحولات العالم الجديدة. وبقي اسمه إشارة لزمن غابر مضي، ودرسا للأجيال الجديدة، ما عدا إدارة الاحتلال الأمريكية.
قوات وإدارة الاحتلال تعتبر الجدران وسائل أمنية مؤقتة لتطوير العملية السياسية كما تسميها ولكنها بأساليبها هذه تبرهن، كما لاحظ محللون ومعلقون سياسيون أمريكان، علي فشل تلك العملية وتناقضها مع الشعارات التي رفعتها أو ادعتها. وتكشف النوايا المبيتة وراء ما تسمي بالعملية السياسية لإخفاء الأهداف الحقيقية من الاحتلال والغزو وبناء القواعد الاستراتيجية وبقاء الآلاف من الجنود الأمريكان والمرتزقة والضغوط المتواصلة علي الحكومات العربية للتطبيع وقبول سياسات الاحتلال واعتبار الإدارة الأمريكية طرفا مقررا فيها، حيث طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية إرسال سفراء وحذف الديون والاعتراف بالواقع كما أرادت مع الكيان الإسرائيلي والذي تحقق لها منه الكثير رسميا، إلا أن هذه الإدارة مازالت جاهلة بالمشاعر الوطنية والقومية والدينية ولم تستطع سبر غورها ومعرفة مدي الكراهية لها، رغم أنها تسعي إلي تحويلها إلي أطراف وهمية وجهات أخري وإنكار دورها فيما يحصل ويجري علي الأرض من خراب ودمار ودماء نازفة باستمرار.
هذه الجدران التي فشلت في اكثر من مكان رغم المرارات منها أو التي أورثتها، لا يمكن أن تستمر في العراق مهما تعاونت مع مخططات الإدارة الأمريكية والبريطانية المحتلة أطراف عراقية وعربية وحاولت أن تصدق مشاريعها في الإعلانات الكاذبة التي ترفعها أو تدعيها.
بعد أن أصبحت جزءاً من تلك السياسات الحمقاء المعروفة للرئيس الأمريكي وإدارته وقواته، ومهما مارست من أساليب تعسفية تحاول فيها كسر شوكة الإرادة الوطنية العراقية الممانعة والمتحدية لأي احتلال أجنبي ولأي وجود عسكري مفروض بالقوة والتواطؤ والصمت المريب.
إن هذه الجدران والأسوار والممارسات الأمريكية الملحقة بها، وتداعياتها تعكس مدي كراهية وحقد الإدارة الأمريكية للشعوب ولتنوعها ولثرائها البشري والحضاري، وتفضح الأهداف الإضافية من كل تلك الحروب والغزوات الإمبريالية.