قبل توالي الأعياد والسنة الجديدة وتوقع مفاجأة زيارة الرئيس الامريكي بوش للعراق بين الدول التي اعلن التجول فيها بالمنطقة تصاعدت من اكثر من طرف مصطلحات إنسحابات أمريكية من العراق وقابلتها أيضا مصطلحات شراكات مع أمريكا في العراق. بالتأكيد بين المصطلحين أو المسمين اختلافات كبيرة ولكن في الزمن الأمريكي الحالي لا غرابة ولا مفاجأة في مثل هذه الأمور. في العراق المحتل، الانسحاب اضطرار بينما الشراكة اختيار، وليس بينهما مقاربات إلا إذا كان الهدف هو مساعدة الإدارات الأمريكية للخروج من الورطة العراقية والتفرغ لما بعد "الصحوة" المشتركة. أو استمرار الخطط الاستراتيجية الأمريكية في حرثها على ارض النفط والغاز والحضارات، والمحافظة على مشاريعها الرئيسية باختلاف التسميات أو المصطلحات، والتهرب من حكم التاريخ.
كان الحديث عن الانسحابات قد تردد على لسان الوزير روبرت غيتس وآخرها في مؤتمره الصحافي بمناسبة نهاية العام: "اعتقد أن الوضع على الأرض يجعل من المرجح أن يتمكن الجنرال ديفيد بترايوس من اتخاذ قرار بإعادة أول خمس فرق بحلول تموز/ يوليو" المقبل. وأضاف أن "أولى هذه الفرق ستنسحب خلال الشهر الجاري وأمل في استمرار تحسن الأوضاع على الأرض". وان التحدي في العام المقبل سيكون "الحفاظ على المكاسب التي حققناها". وترددت أصداء التصريح لدى اكثر من مسؤول أمريكي أو عراقي. وبين اسطره مرر قرار موافقة الحكومة العراقية على تمديد فترة بقاء القوات الأجنبية في العراق عاما آخر بطلب إلى مجلس الامن الدولي وصدر القرار بذلك خلسة رغم اجتماع مجلس الامن الدولي، الذي يكفي اسمه شاهدا في مثل هذه القضايا. وقبل أن تصدر ردود الأفعال حول شجبه أو استنكاره لفظيا على الأقل تصاعدت مسميات المشاركة مع أمريكا في الأوساط الرسمية وغيرها في العراق، ولم تجابه طبعا بأية معارضات من الأطراف المتفقة على الامر قبل إعلانه، كما اعتادت على ذلك حين تعلنه أو يصبح معلنا بدون علمها. كما هو الحال مع ما سمي بالاتفاق الاستراتيجي بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية والتوقيع عليه عبر دائرة تلفزيونية، مغلقة طبعا.
أكد البنتاغون تصريحات وزيره، في تقرير له، موضحا أن استراتيجية الانسحابات تحقق نجاحا والقوات الاميركية حققت "تقدما كبيرا في مجال الامن" في العراق خلال الاشهر الثلاثة الماضية مع انخفاض عدد الهجمات بنسبة 62 بالمئة. ووضح البنتاغون سبب التقدم باستراتيجية زيادة القوات التي بدأت مطلع 2007 إضافة إلى ازدياد فعالية قوات الأمن العراقية والسياسة الأميركية الجديدة بتعبئة العشائر العربية ضد عناصر القاعدة، بما سميت بمجالس الصحوة وتسليحها و"رشوتها" بالمال وبغيره. إلا أن التقرير استدرك وأشار إلى انه: "لا يزال يتعين عمل المزيد لدعم المصالحة للمحافظة على المكاسب". وأمل غيتس في أن يسمح تحسن الأمن في العراق "بخفض عدد الجنود بالوتيرة نفسها التي يمكن أن تسجل في النصف الأول من العام". وأضاف انه في حال استمرت الانسحابات، ستكون عشرة ألوية غادرت العراق بنهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في كانون الثاني/يناير 2009.
والغريب، (ولماذا الغرابة هنا؟)، أن الرئيس العراقي، رئيس العراق كله، قابل هذه الاقوال والتأكيدات بالتصريح عن شراكة مع القوات الأمريكية المتبقية في العراق، ولكن في كردستان العراق، كما اورد الناطق باسم التحالف الكردستاني الذي كشف ان الرئيس العراقي جلال الطالباني قد يفصح عن “خارطة طريق” حول مستقبل العلاقات العراقية - الأمريكية، بداية السنة الجديدة، وأكد أن حكومة إقليم كردستان العراق لا تمانع في وجود قواعد أمريكية دائمة على أراضيها (ماذا تعني هذه التصريحات؟، من يحكم العراق ومن يقرر فيه مثل هذه الاتفاقيات؟). وفي الوقت نفسه علق على تسلل الوزيرة الأمريكية إلى كركوك بعدم تجاوب مجموعته ممن سماهم بالمسؤولين العراقيين مع طروحات كوندوليزا رايس خلال زيارتها الأخيرة إلى العراق، وأضاف لذلك قد تقوم رايس بزيارة أخرى الشهر المقبل، ويمكن حسب توقعات صحافية العودة مع بوش، وحينها ستطرح أمامها مسالة المشاركات وغيرها طعما لقضايا كركوك والمصالحة وغيرها من الشؤون الداخلية، المركزية والمحلية، حسب اختيار أو اتفاق مجموعات العمل السياسي المترافقة مع التواجد العسكري الأمريكي خصوصا.
ورغم كل هذه التطورات لم يشارك قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس وزيره ولا رئيس جمهورية العراق!، معترفا في حديث إلى شبكة "فوكس نيوز" بأن ما تحقق يظل متواضعا وهشا في مجالات عدة وأشار بترايوس إلى "أن هجمات المسلحين وخسائر الجيش الأمريكي تراجعت في شكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، ما يتيح سحب خمس وحدات مقاتلة العام المقبل". لكنه تدارك أن الاتفاق السابق مع وزير الدفاع روبرت غيتس الذي يلحظ انسحابا إضافيا يظل “غير مشروط” ويتوقف على استمرار تراجع أعمال العنف. وبترايوس هو القائد الاعلى على الأرض وكلامه نابع من التجربة والواقع الذي يعيشه يوميا ويسجله في تقاريره المتواصلة، والتي تعبر عنها بشكل آخر تلهفات المسؤولين العراقيين لبقاء قواته معهم، في قواعد ثابتة ومقرات دائمة، ويا حبذا قرب بيوتهم ومقرات عملهم، ليستمروا في وظائفهم وليقرر غيرهم مصير البلاد والعباد وهم في دائرة المسؤولية والمناصب والتصريحات، بدون قراءة للتاريخ القريب وتذكر وثبة كانون وأسبابها وقصص نوري السعيد وصالح جبر مثلاً.
لقد فشل الحزب الديمقراطي في تحقيق الشعارات التي منحته أكثريته في الكونغرس والشيوخ وابرزها وقف الحرب وسحب أو إعادة توزيع القوات وتخفيض ميزانياتها، وأخفقت الإدارة في إعلان رقصة النصر مبكرا، وعلى منوالهم ظلت التصريحات متبادلة بين انسحابات وشراكات، وستاتي الأيام بالخبر اليقين.
كان الحديث عن الانسحابات قد تردد على لسان الوزير روبرت غيتس وآخرها في مؤتمره الصحافي بمناسبة نهاية العام: "اعتقد أن الوضع على الأرض يجعل من المرجح أن يتمكن الجنرال ديفيد بترايوس من اتخاذ قرار بإعادة أول خمس فرق بحلول تموز/ يوليو" المقبل. وأضاف أن "أولى هذه الفرق ستنسحب خلال الشهر الجاري وأمل في استمرار تحسن الأوضاع على الأرض". وان التحدي في العام المقبل سيكون "الحفاظ على المكاسب التي حققناها". وترددت أصداء التصريح لدى اكثر من مسؤول أمريكي أو عراقي. وبين اسطره مرر قرار موافقة الحكومة العراقية على تمديد فترة بقاء القوات الأجنبية في العراق عاما آخر بطلب إلى مجلس الامن الدولي وصدر القرار بذلك خلسة رغم اجتماع مجلس الامن الدولي، الذي يكفي اسمه شاهدا في مثل هذه القضايا. وقبل أن تصدر ردود الأفعال حول شجبه أو استنكاره لفظيا على الأقل تصاعدت مسميات المشاركة مع أمريكا في الأوساط الرسمية وغيرها في العراق، ولم تجابه طبعا بأية معارضات من الأطراف المتفقة على الامر قبل إعلانه، كما اعتادت على ذلك حين تعلنه أو يصبح معلنا بدون علمها. كما هو الحال مع ما سمي بالاتفاق الاستراتيجي بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية والتوقيع عليه عبر دائرة تلفزيونية، مغلقة طبعا.
أكد البنتاغون تصريحات وزيره، في تقرير له، موضحا أن استراتيجية الانسحابات تحقق نجاحا والقوات الاميركية حققت "تقدما كبيرا في مجال الامن" في العراق خلال الاشهر الثلاثة الماضية مع انخفاض عدد الهجمات بنسبة 62 بالمئة. ووضح البنتاغون سبب التقدم باستراتيجية زيادة القوات التي بدأت مطلع 2007 إضافة إلى ازدياد فعالية قوات الأمن العراقية والسياسة الأميركية الجديدة بتعبئة العشائر العربية ضد عناصر القاعدة، بما سميت بمجالس الصحوة وتسليحها و"رشوتها" بالمال وبغيره. إلا أن التقرير استدرك وأشار إلى انه: "لا يزال يتعين عمل المزيد لدعم المصالحة للمحافظة على المكاسب". وأمل غيتس في أن يسمح تحسن الأمن في العراق "بخفض عدد الجنود بالوتيرة نفسها التي يمكن أن تسجل في النصف الأول من العام". وأضاف انه في حال استمرت الانسحابات، ستكون عشرة ألوية غادرت العراق بنهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في كانون الثاني/يناير 2009.
والغريب، (ولماذا الغرابة هنا؟)، أن الرئيس العراقي، رئيس العراق كله، قابل هذه الاقوال والتأكيدات بالتصريح عن شراكة مع القوات الأمريكية المتبقية في العراق، ولكن في كردستان العراق، كما اورد الناطق باسم التحالف الكردستاني الذي كشف ان الرئيس العراقي جلال الطالباني قد يفصح عن “خارطة طريق” حول مستقبل العلاقات العراقية - الأمريكية، بداية السنة الجديدة، وأكد أن حكومة إقليم كردستان العراق لا تمانع في وجود قواعد أمريكية دائمة على أراضيها (ماذا تعني هذه التصريحات؟، من يحكم العراق ومن يقرر فيه مثل هذه الاتفاقيات؟). وفي الوقت نفسه علق على تسلل الوزيرة الأمريكية إلى كركوك بعدم تجاوب مجموعته ممن سماهم بالمسؤولين العراقيين مع طروحات كوندوليزا رايس خلال زيارتها الأخيرة إلى العراق، وأضاف لذلك قد تقوم رايس بزيارة أخرى الشهر المقبل، ويمكن حسب توقعات صحافية العودة مع بوش، وحينها ستطرح أمامها مسالة المشاركات وغيرها طعما لقضايا كركوك والمصالحة وغيرها من الشؤون الداخلية، المركزية والمحلية، حسب اختيار أو اتفاق مجموعات العمل السياسي المترافقة مع التواجد العسكري الأمريكي خصوصا.
ورغم كل هذه التطورات لم يشارك قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس وزيره ولا رئيس جمهورية العراق!، معترفا في حديث إلى شبكة "فوكس نيوز" بأن ما تحقق يظل متواضعا وهشا في مجالات عدة وأشار بترايوس إلى "أن هجمات المسلحين وخسائر الجيش الأمريكي تراجعت في شكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، ما يتيح سحب خمس وحدات مقاتلة العام المقبل". لكنه تدارك أن الاتفاق السابق مع وزير الدفاع روبرت غيتس الذي يلحظ انسحابا إضافيا يظل “غير مشروط” ويتوقف على استمرار تراجع أعمال العنف. وبترايوس هو القائد الاعلى على الأرض وكلامه نابع من التجربة والواقع الذي يعيشه يوميا ويسجله في تقاريره المتواصلة، والتي تعبر عنها بشكل آخر تلهفات المسؤولين العراقيين لبقاء قواته معهم، في قواعد ثابتة ومقرات دائمة، ويا حبذا قرب بيوتهم ومقرات عملهم، ليستمروا في وظائفهم وليقرر غيرهم مصير البلاد والعباد وهم في دائرة المسؤولية والمناصب والتصريحات، بدون قراءة للتاريخ القريب وتذكر وثبة كانون وأسبابها وقصص نوري السعيد وصالح جبر مثلاً.
لقد فشل الحزب الديمقراطي في تحقيق الشعارات التي منحته أكثريته في الكونغرس والشيوخ وابرزها وقف الحرب وسحب أو إعادة توزيع القوات وتخفيض ميزانياتها، وأخفقت الإدارة في إعلان رقصة النصر مبكرا، وعلى منوالهم ظلت التصريحات متبادلة بين انسحابات وشراكات، وستاتي الأيام بالخبر اليقين.