الجمعة 19/10/2007
مؤتمرات وراء مؤتمرات لدول جوار العراق الجغرافية والمحتلة، مؤتمرات وزراء وخبراء وبيانات، ولجان تتوالد من لجان والاحتلال متواصل وكل ما بحث ويبحث مفقود ولا امل في تغييره نحو ما يخدم به العراق ولا جواره، كما تبدو عليه وقائع الحال وحقائق المآل. اين ستذهب جهود هذه المؤتمرات ولماذا تعقد اذن؟. وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اعلن أن اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق الموسع الذي يوجد اتجاه لعقده يومي الثاني والثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في اسطنبول سيتابع شكل الوضع الداخلي في العراق وكيفية مساعدته وتقوية وجود الأمم المتحدة ودورها في العراق. واضاف ان اجتماع اسطنبول سيبحث في نتائج اجتماعات اللجان الثلاث التي تم تشكيلها في مؤتمر شرم الشيخ في شأن العراق وهي لجان الأمن والطاقة واللاجئين. وأشار الى أنه سيتم كذلك خلال الاجتماع متابعة نتائج الاجتماع الوزاري الذي عقد في نيويورك بمشاركة نحو ثلاثين وزير خارجية في شأن العراق والذي دعت اليه سكرتارية الأمم المتحدة. وتوقّع (وزير خارجية الحكومة العراقية، الموظف الدائم، استقبل ببغداد اربعة سفراء امريكان ومثلهم بريطانيين طيلة سنوات الاحتلال الاكثر من اربع سنوات ونصف) أن يكون اجتماع وزراء خارجية دول الجوار العراقي والدول الكبرى المقرَّر عقده في العاصمة التركية، أنقرة "الأهم على الإطلاق من بين الاجتماعات العشرة لوزراء دول الجوار" التي عُقدت منذ الاحتلال عام 2003، والتي وصفها بأنها "كانت تقتصر على إلقاء التحيات وتنتهي ببيانات ختامية تنصّ على إعلانات نوايا وعلى التضامن مع العراق". وكشف، في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، عن أنّ وزراء خارجية الولايات المتّحدة وإيران إلى جانب السعودية ومصر وتركيا وفرنسا وروسيا سيحضرون الاجتماعات التي ستعقد يومي 2 و3 من الشهر المقبل. (متفقا مع ابو الغيط في الموعد الذي قرر سلفا لهما ومختلفا معه في المكان، بين اسطنبول وانقرة، فايهما سيكون الخبير؟ ام انه خطأ الوكالة؟).
كان قد شارك في المؤتمر الذي عقد في بغداد اثنان وعشرون وفدا من الدول المجاورة وبلدان مجموعة الدول الصناعية ودائمة العضوية في مجلس الامن وغيرهم، بمعنى كل الدول صاحبة الامر والاشكاليات المطروحة، واغلبها المتحالفة مع دولة الاحتلال الرئيسية، ومثلهم او انفسهم من شارك في المؤتمرات السابقة، التي قيّمها (ممثل) العراق، في مقابلته. ومع ذلك تضمنت ورقة عمل مؤتمر بغداد تشكيل أمانة عامة دائمة تضم ممثلين عن دول الجوار ومناقشة مسائل رئيسية تتعلق بقضايا الامن الاقليمي وكيفية السيطرة على الحدود مع العراق ومشاكل النازحين العراقيين داخل البلاد وأولئك الذين اضطروا الى الهجرة الى دول الجوار، وقضايا الطاقة والمياه، كما ورد ذكره.
هل وجدت القضايا المطروحة حلولا ومرت عليها فترات زمنية كافية لها او لبعضها على الاقل؟. من يسمع او يقرأ ما يصرح به المسئولون الموظفون في بغداد يعجب عن استقرار الاوضاع واستتاب الامن واسس تبادل المصالح المشتركة وحسن الجوار، ولكنه لا يجد مثالا صريحا لها على ارض الواقع، بل العكس من هذه الاقوال هو القائم فعلا وهو الذي يدفع باستمرار هذه المؤتمرات ولا نتيجة وافية منها، خصوصا اذا تواصلت الحالة على هذا المنوال. كلمات وتصريحات والوقائع اليومية متخالفة مع الخطابات المعسولة، التي يرددها من هو في وظيفته الرسمية ولاجلها وحسب. في الوقت الذي كشفت مصادر قريبة من المؤتمر ان اطرافه لا تجد فيه ما يحميها من هذا الكلام الذي يقال فيها، فمثلا ذكرت انزعاج الوفدين السوري والايراني من تكرار اتهامات الحكومة العراقية لبلديهما وعدّاها ترديداً لتهم أمريكية، والوفد التركي طالب بالايفاء بوعود "تصفية وجود حزب العمال الكردستاني في العراق" وتشديده على التعامل مع الحكومة المركزية في بغداد كصاحبة القرار السياسي في شئون تعدها انقرة ذات صلة تركية استراتيجية. وقالت المصادر ان وفوداً اخرى أشارت الى ان هناك خللاً في التصدي لما اسمته بالمليشيات التي حملوها مسئولية العنف الطائفي، وفق لغة النشر والاعلام الرسمي والمقصود سلفا. واتهامات متنوعة توزعتها تصريحات متعددة قبل المؤتمر وبعده لدول مشاركة فيه ولحسابات اخرى خارج اطار نقاشات اللجان وبياناتها الختامية غير المعلنة، ولاسيما ضد سوريا وايران من دون دول الجوار الاخرى وتشترك آلة الاعلام العسكري الامريكي بقوة في شحن هذه الاقوال. وفي مقارنة ما اورده المسئولون العراقيون عن المؤتمر وما رغبوا في التوصل له منه لا يتقابل مع قدراتهم او امكانات التطور وصولا الى الاهداف المرجوة منه وتناقضاتها مع وقائع الاحداث وقرارات الميدان.
وابرز ما يوضح ذلك ما شهدته بغداد حين عقد المؤتمر فيها من اجراءات امنية مشددة، من اغلاق معظم الجسور في العاصمة، حتى منع حركة السير قرب مكان الاجتماع. هذا اضافة الى ان بغداد تحولت الى جدران كونكريتية عازلة بين احيائها، والى اسوار شائكة وقوافل من سيارات وجنود مدرعين وساعات منع تجول، فضلا عن النقص الصارخ في كل الخدمات، وابرزها تلك التي تبحث في مثل هذه المؤتمرات، منذ بدء الاحتلال.
اعمال هذه الوفود واللجان والاجتماعات لخصها تقرير حال الاحتلال، الذي قدمه الجنرال الامريكي قائد قوات الاحتلال العسكري ديفيد بيتريوس والسفير/ المندوب السامي ريان كروكر، الى البنتاغون والكونغرس واعتبر ما تم وينشده المؤتمر نجاحات لمخطط الاحتلال واستمراره، بما يجعل هذه المؤتمرات ولجانها هامشا صغيرا بعيدا عن اقوال مضيفي المؤتمر واحلامهم ومشاريعهم الهزيلة ازاء وقائع ما يحصل في العراق من جراء القضية الاساسية المنسية في هذه المؤتمرات، قضية الاحتلال والاستعمار الجديد.
قد يكون ساخرا الحديث عن مؤتمرات جوار العراق، وتذكر مسرحية زيارة الرئيس الامريكي لمحافظة عراقية، بطريقة التسلل السري والخداع الاعلامي، واستدعاء المسئولين العراقيين اليه. وما حصل بعد تلك الزيارة، يفضح اوهام ادارة بوش واستراتيجياتها الفاشلة وعمق الورطة التي وصلت اليها.
تقارير المنظمات الدولية، التي تنشرها وسائل الاعلام بكل اللغات، تكشف الوقائع التي تفضح هذه المؤتمرات ولجانها وتبين الكارثة الحقيقية التي يقوم الاحتلال بها وتداعياته المستمرة، وتقول بلسان صريح بدون تحديد مسئولية الاحتلال عن كل ما يجري بالعراق، والعمل على انهائه بكل السبل والوسائل المشروعة، تبقى المؤتمرات وسيلة للعلاقات العامة، او الباحثة عن حمايات من خارجها، والتفرج على الكارثة، التي صورها اليومية في الماساة الشعبية والوطنية والتفريط في الامن والسلم وحقوق الاجيال وثرواتها، وبالتالي لا تخدم المصالح الوطنية والقومية ولا تنفع الشعوب كثيرا.
مؤتمرات وراء مؤتمرات لدول جوار العراق الجغرافية والمحتلة، مؤتمرات وزراء وخبراء وبيانات، ولجان تتوالد من لجان والاحتلال متواصل وكل ما بحث ويبحث مفقود ولا امل في تغييره نحو ما يخدم به العراق ولا جواره، كما تبدو عليه وقائع الحال وحقائق المآل. اين ستذهب جهود هذه المؤتمرات ولماذا تعقد اذن؟. وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اعلن أن اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق الموسع الذي يوجد اتجاه لعقده يومي الثاني والثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في اسطنبول سيتابع شكل الوضع الداخلي في العراق وكيفية مساعدته وتقوية وجود الأمم المتحدة ودورها في العراق. واضاف ان اجتماع اسطنبول سيبحث في نتائج اجتماعات اللجان الثلاث التي تم تشكيلها في مؤتمر شرم الشيخ في شأن العراق وهي لجان الأمن والطاقة واللاجئين. وأشار الى أنه سيتم كذلك خلال الاجتماع متابعة نتائج الاجتماع الوزاري الذي عقد في نيويورك بمشاركة نحو ثلاثين وزير خارجية في شأن العراق والذي دعت اليه سكرتارية الأمم المتحدة. وتوقّع (وزير خارجية الحكومة العراقية، الموظف الدائم، استقبل ببغداد اربعة سفراء امريكان ومثلهم بريطانيين طيلة سنوات الاحتلال الاكثر من اربع سنوات ونصف) أن يكون اجتماع وزراء خارجية دول الجوار العراقي والدول الكبرى المقرَّر عقده في العاصمة التركية، أنقرة "الأهم على الإطلاق من بين الاجتماعات العشرة لوزراء دول الجوار" التي عُقدت منذ الاحتلال عام 2003، والتي وصفها بأنها "كانت تقتصر على إلقاء التحيات وتنتهي ببيانات ختامية تنصّ على إعلانات نوايا وعلى التضامن مع العراق". وكشف، في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، عن أنّ وزراء خارجية الولايات المتّحدة وإيران إلى جانب السعودية ومصر وتركيا وفرنسا وروسيا سيحضرون الاجتماعات التي ستعقد يومي 2 و3 من الشهر المقبل. (متفقا مع ابو الغيط في الموعد الذي قرر سلفا لهما ومختلفا معه في المكان، بين اسطنبول وانقرة، فايهما سيكون الخبير؟ ام انه خطأ الوكالة؟).
كان قد شارك في المؤتمر الذي عقد في بغداد اثنان وعشرون وفدا من الدول المجاورة وبلدان مجموعة الدول الصناعية ودائمة العضوية في مجلس الامن وغيرهم، بمعنى كل الدول صاحبة الامر والاشكاليات المطروحة، واغلبها المتحالفة مع دولة الاحتلال الرئيسية، ومثلهم او انفسهم من شارك في المؤتمرات السابقة، التي قيّمها (ممثل) العراق، في مقابلته. ومع ذلك تضمنت ورقة عمل مؤتمر بغداد تشكيل أمانة عامة دائمة تضم ممثلين عن دول الجوار ومناقشة مسائل رئيسية تتعلق بقضايا الامن الاقليمي وكيفية السيطرة على الحدود مع العراق ومشاكل النازحين العراقيين داخل البلاد وأولئك الذين اضطروا الى الهجرة الى دول الجوار، وقضايا الطاقة والمياه، كما ورد ذكره.
هل وجدت القضايا المطروحة حلولا ومرت عليها فترات زمنية كافية لها او لبعضها على الاقل؟. من يسمع او يقرأ ما يصرح به المسئولون الموظفون في بغداد يعجب عن استقرار الاوضاع واستتاب الامن واسس تبادل المصالح المشتركة وحسن الجوار، ولكنه لا يجد مثالا صريحا لها على ارض الواقع، بل العكس من هذه الاقوال هو القائم فعلا وهو الذي يدفع باستمرار هذه المؤتمرات ولا نتيجة وافية منها، خصوصا اذا تواصلت الحالة على هذا المنوال. كلمات وتصريحات والوقائع اليومية متخالفة مع الخطابات المعسولة، التي يرددها من هو في وظيفته الرسمية ولاجلها وحسب. في الوقت الذي كشفت مصادر قريبة من المؤتمر ان اطرافه لا تجد فيه ما يحميها من هذا الكلام الذي يقال فيها، فمثلا ذكرت انزعاج الوفدين السوري والايراني من تكرار اتهامات الحكومة العراقية لبلديهما وعدّاها ترديداً لتهم أمريكية، والوفد التركي طالب بالايفاء بوعود "تصفية وجود حزب العمال الكردستاني في العراق" وتشديده على التعامل مع الحكومة المركزية في بغداد كصاحبة القرار السياسي في شئون تعدها انقرة ذات صلة تركية استراتيجية. وقالت المصادر ان وفوداً اخرى أشارت الى ان هناك خللاً في التصدي لما اسمته بالمليشيات التي حملوها مسئولية العنف الطائفي، وفق لغة النشر والاعلام الرسمي والمقصود سلفا. واتهامات متنوعة توزعتها تصريحات متعددة قبل المؤتمر وبعده لدول مشاركة فيه ولحسابات اخرى خارج اطار نقاشات اللجان وبياناتها الختامية غير المعلنة، ولاسيما ضد سوريا وايران من دون دول الجوار الاخرى وتشترك آلة الاعلام العسكري الامريكي بقوة في شحن هذه الاقوال. وفي مقارنة ما اورده المسئولون العراقيون عن المؤتمر وما رغبوا في التوصل له منه لا يتقابل مع قدراتهم او امكانات التطور وصولا الى الاهداف المرجوة منه وتناقضاتها مع وقائع الاحداث وقرارات الميدان.
وابرز ما يوضح ذلك ما شهدته بغداد حين عقد المؤتمر فيها من اجراءات امنية مشددة، من اغلاق معظم الجسور في العاصمة، حتى منع حركة السير قرب مكان الاجتماع. هذا اضافة الى ان بغداد تحولت الى جدران كونكريتية عازلة بين احيائها، والى اسوار شائكة وقوافل من سيارات وجنود مدرعين وساعات منع تجول، فضلا عن النقص الصارخ في كل الخدمات، وابرزها تلك التي تبحث في مثل هذه المؤتمرات، منذ بدء الاحتلال.
اعمال هذه الوفود واللجان والاجتماعات لخصها تقرير حال الاحتلال، الذي قدمه الجنرال الامريكي قائد قوات الاحتلال العسكري ديفيد بيتريوس والسفير/ المندوب السامي ريان كروكر، الى البنتاغون والكونغرس واعتبر ما تم وينشده المؤتمر نجاحات لمخطط الاحتلال واستمراره، بما يجعل هذه المؤتمرات ولجانها هامشا صغيرا بعيدا عن اقوال مضيفي المؤتمر واحلامهم ومشاريعهم الهزيلة ازاء وقائع ما يحصل في العراق من جراء القضية الاساسية المنسية في هذه المؤتمرات، قضية الاحتلال والاستعمار الجديد.
قد يكون ساخرا الحديث عن مؤتمرات جوار العراق، وتذكر مسرحية زيارة الرئيس الامريكي لمحافظة عراقية، بطريقة التسلل السري والخداع الاعلامي، واستدعاء المسئولين العراقيين اليه. وما حصل بعد تلك الزيارة، يفضح اوهام ادارة بوش واستراتيجياتها الفاشلة وعمق الورطة التي وصلت اليها.
تقارير المنظمات الدولية، التي تنشرها وسائل الاعلام بكل اللغات، تكشف الوقائع التي تفضح هذه المؤتمرات ولجانها وتبين الكارثة الحقيقية التي يقوم الاحتلال بها وتداعياته المستمرة، وتقول بلسان صريح بدون تحديد مسئولية الاحتلال عن كل ما يجري بالعراق، والعمل على انهائه بكل السبل والوسائل المشروعة، تبقى المؤتمرات وسيلة للعلاقات العامة، او الباحثة عن حمايات من خارجها، والتفرج على الكارثة، التي صورها اليومية في الماساة الشعبية والوطنية والتفريط في الامن والسلم وحقوق الاجيال وثرواتها، وبالتالي لا تخدم المصالح الوطنية والقومية ولا تنفع الشعوب كثيرا.