السبت22/9/2007
جولات وصولات جديدة للإدارة الأمريكية في المنطقة، زيارات علنية لكوندوليزا رايس وقُبل ومصافحات وعناق ومؤتمرات صحفية وبيانات مشتركة ومنفردة، ووفود أخري سرية ومداولات في غرف بعيدة عن الاضواء أو خارج المنطقة العربية. تريد كلها الوصول إلي وضع هوامش علي دعوة الرئيس الأمريكي بوش الثاني لزعماء المنطقة لحل قضية الصراع العربي الصهيوني في وليمة رئاسية في مطعم البيت الابيض خريف هذا العام، وهو البطة العرجاء المتورط في أكثر من كارثة في المنطقة نفسها، فهل يستطيع أن يحل في وليمته ما عجزت مخططات إدارته الاستراتيجية عنه؟.
صحيح قد دعا الي لقاء، اجتماع لاطراف الصراع المختارين من قبل إدارته، وصحيح لم يسمه مؤتمرا دولياً، ولكن وسائل الاعلام و(كبار) المفاوضين والناطقين باسماء تلك الاطراف حاولت أن تعزف علي اوتار مؤتمر دولي، وقمة رئاسية علي غرار مؤتمر مدريد أو ماشابهه، لكنها اصطدمت بصخور وقائع الحال ومآل مخططات الإدارة السرية غير المعلنة في غزوها الامبراطوري للمنطقة أولا. ومن ثم تراجع الإدارة نفسها عن افاق ما ادعته في خطب رئيسها السابقة، التي طُبل لها كثيرا في العالم العربي خصوصا، وُروج لها كثير من المتحدثين باللغة العربية، فتقهقرت هي الاخري وبدأت انغام التردد في المشاركة فيها أصلا، والحذر والابتعاد عن القبول بها مباشرة ودون تمهل بعواقب ما ستضعه امامها مما لم يخطر ببال الرئيس الامريكي يوما وهو في مثل هذه الحالة المأساوية، في حروبه وداخل بلاده.
وليمة بلا جدول اعمال معلن، بلا بطاقات دعوة مفتوحة لكل الأطراف المعنية بها، وكأنها تريد القول أنها حفلة سرية لوداع القضية في مخططات الإدارة الأمريكية، ولاسيما وهي مقبلة علي سنة انتخابات رئاسية، وصراعات حادة علي قضايا رئيسية داخلية، تمس المواطن الامريكي مباشرة، رغم تداعيات ما طرحته خطة بيكر هاملتون عن قضايا المنطقة وصراعاتها وتأثيرها علي السياسة الداخلية والخارجية وعلاقاتها المترابطة مع المصالح الاستراتيجية للمجمعات الرئيسية في الإدارة الحالية والقادمة أيضا.
انتهت مسرحية قائد القوات الأمريكية المحتلة للعراق ديفيد بيترايوس والسفير المندوب السامي الامبراطوري رايان كروكر واسدل الستار علي مشاهدها في الكونغرس ووسائل الاعلام، واستفادت الإدارة الحالية منها، وخلص الرئيس الامريكي في النهاية في أعلان انسحاب عدد من القوات، واطلاق لسان سفيره الجديد في المنطقة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لاعلان ما يدور في اروقة البيت الابيض والبنتاغون والاجهزة الامريكية الاخري. ومنها البدء في رسم معالم خارطة اخري للمنطقة وفق تفاصيل ما استجد فيها من اوضاع وانعكاسات علي الارض وما يدعم مشاريعه الامبراطورية الفاشلة، والتي تعمق من ازمته الشخصية والسياسية له ولادارته ومن يقودها عمليا. فوضعت فكرة الوليمة بعدها حسب التسلسل، لترابط القضايا، وفق نصائح بيكر ومؤسسات الابحاث الامريكية الاخري، التي اكدت عليها وضرورة البحث فيها بشكل جماعي أو منفرد، في اطارات ما يخدم الاستراتيجية الامريكية للمنطقة وتغطية التعثر وخيبة الامال من نتائج ما آلت الاستراتيجية الامبراطورية. بالرغم من كل ما اثير وصنع من بؤر التوتر في المنطقة باسم الفوضي البناءة او نشر الديمقراطية والحرية والبحث في اوهام تركيب الشرق الاوسط الجديد منها، والنجاح النسبي في خلخلة الشارع العربي في اكثر من بلد عربي وزرع عوامل التفرقة والنزاع الداخلي والتفتيت للمكونات الاساسية في المجتمع العربي. هذا الامر الذي يتطلب مرة اخري الانتباه له وادراك مخاطره الحقيقية الانية والراهنة والمستقبلية والعمل علي ردم الفجوات فيه ودرء نوازعه وما يحرض عليه. وقد تكون المسرحية والوليمة محفزين رئيسيين لتنشيط عوامل الوحدة الوطنية والتحرر الوطني والقومي.
هذه الوليمة لا تستطيع ان تخرج عن هذه الصورة الضبابية المعلنة سلفا، ولم تتغير ملامحها الاساسية، لاسيما وان الاطراف الرئيسية عاجزة عن الانطلاق فيها الي اقناع المدعوين لها بأي طروحات جديدة فيها، بدءا من تسميتها. وقد حدد رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي جوهرها بتصريحه عن إمكانية التوصل فقط إلي إعلان نوايا مشترك دون أي اتفاق ملزم مع الطرف الفلسطيني، (الذي يصفه، عبر وسائل اعلامه، بالضعيف وغير القادر علي التفاوض معه حول القضايا التي يراد التفاوض عليها، لاسيما بعد مخططات دايتون وما اريد ان يكون عليه الوضع في فلسطين المحتلة). وهو ما دأبت عليه السياسة الصهيو امريكية طيلة فترة الصراع وما انتهي اليه الوضع الحالي، من وعود جوفاء واستخدام الزمن في قضم الاراضي الفلسطينية ونكث ما اتفق عليه في مؤتمرات او اتفاقيات، والقتل والتدمير اليومي والجدار والاعتقالات والحصارات وزرع الخلافات والاختلافات واستغلالها الي اقصي ما يستطيع اليها، وما اعتبار "غزة كيانا معاديا" الا مثل مكشوف للنوايا والاهداف الصهيونية والامريكية. فهل تنفع الضغوط التي ستمارس علي طرف واحد أو اطراف أخري خارجية في تغيير هذه الصورة وكيف يمكن الوثوق بالسياسات الصهيو امريكية بعد كل التجارب السابقة؟!!.
رايس صرحت بأن إدارتها لا تريد سماع خطب في وليمة رئيسها وإنما تريد حلولا لرؤاه الخلاقة في السلام والأمن والديمقراطية والتحالفات والاحلاف في المنطقة، بينما افتتاحيات صحف بلادها ترسم مسبقا منهج الإدارة القائل بأن علي الأطراف المعنية تقديم تنازلات جوهرية بمباركة وتطبيع كل الأطراف الأخري، العربية اساسا، كيلا يفشل مثل هذا اللقاء، الفرصة الاخيرة لإدارة المحافظين الجدد ونظرياتهم في التعامل مع القضية الفلسطينية، أو المخطط المرسوم للوليمة، لخريف القضية الفلسطينية والعربية، بعد كل ما عملته الإدارة والمشاريع الصهيو أمريكية ضدها وعليها.
لقد تنبهت بعض الاطراف العربية علي الاقل في بياناتها الرسمية، وتصريحات امين عام الجامعة العربية الي هذا المنزلق الذي تهدف إليه الوليمة الأمريكية، وما جاء فيها يؤكد علي ان الوليمة تسعي الي حماية المصالح الصهيو امريكية ولا تقدم أي حل للقضايا الرئيسية في العالم العربي والعلاقات الدولية، بل قد تستهين بها علي حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمنطقة والامن والسلم والاستقرار فيها. وتعمل علي تهيئة المناخات لمخططاتها العدوانية وحروبها المفتوحة وسياساتها الخرقاء.
من هنا لابد من اعلاء الصوت برفض الوليمة دون تحديد اهدافها في خدمة المصالح والحقوق المشروعة مسبقا، وهي معروفة وواضحة لكل بصير وذي عقل سوي، واستثمار الزمن في تعزيز وعي الشعب العربي بالمخاطر الكبيرة التي تحيق به وتجنيد طاقاته لخدمة قضاياه الاساسية وعدم التفريط بها ووقف الانهيارات الداخلية ومنع المسارات الخاطئة والمرتهنة بهذه المخططات العدوانية الاستعمارية.
كل الدلائل والمؤشرات تقول: انها وليمة مسمومة.. علنا ومسبقا وبإصرار صهيو أمريكي غبي!.
جولات وصولات جديدة للإدارة الأمريكية في المنطقة، زيارات علنية لكوندوليزا رايس وقُبل ومصافحات وعناق ومؤتمرات صحفية وبيانات مشتركة ومنفردة، ووفود أخري سرية ومداولات في غرف بعيدة عن الاضواء أو خارج المنطقة العربية. تريد كلها الوصول إلي وضع هوامش علي دعوة الرئيس الأمريكي بوش الثاني لزعماء المنطقة لحل قضية الصراع العربي الصهيوني في وليمة رئاسية في مطعم البيت الابيض خريف هذا العام، وهو البطة العرجاء المتورط في أكثر من كارثة في المنطقة نفسها، فهل يستطيع أن يحل في وليمته ما عجزت مخططات إدارته الاستراتيجية عنه؟.
صحيح قد دعا الي لقاء، اجتماع لاطراف الصراع المختارين من قبل إدارته، وصحيح لم يسمه مؤتمرا دولياً، ولكن وسائل الاعلام و(كبار) المفاوضين والناطقين باسماء تلك الاطراف حاولت أن تعزف علي اوتار مؤتمر دولي، وقمة رئاسية علي غرار مؤتمر مدريد أو ماشابهه، لكنها اصطدمت بصخور وقائع الحال ومآل مخططات الإدارة السرية غير المعلنة في غزوها الامبراطوري للمنطقة أولا. ومن ثم تراجع الإدارة نفسها عن افاق ما ادعته في خطب رئيسها السابقة، التي طُبل لها كثيرا في العالم العربي خصوصا، وُروج لها كثير من المتحدثين باللغة العربية، فتقهقرت هي الاخري وبدأت انغام التردد في المشاركة فيها أصلا، والحذر والابتعاد عن القبول بها مباشرة ودون تمهل بعواقب ما ستضعه امامها مما لم يخطر ببال الرئيس الامريكي يوما وهو في مثل هذه الحالة المأساوية، في حروبه وداخل بلاده.
وليمة بلا جدول اعمال معلن، بلا بطاقات دعوة مفتوحة لكل الأطراف المعنية بها، وكأنها تريد القول أنها حفلة سرية لوداع القضية في مخططات الإدارة الأمريكية، ولاسيما وهي مقبلة علي سنة انتخابات رئاسية، وصراعات حادة علي قضايا رئيسية داخلية، تمس المواطن الامريكي مباشرة، رغم تداعيات ما طرحته خطة بيكر هاملتون عن قضايا المنطقة وصراعاتها وتأثيرها علي السياسة الداخلية والخارجية وعلاقاتها المترابطة مع المصالح الاستراتيجية للمجمعات الرئيسية في الإدارة الحالية والقادمة أيضا.
انتهت مسرحية قائد القوات الأمريكية المحتلة للعراق ديفيد بيترايوس والسفير المندوب السامي الامبراطوري رايان كروكر واسدل الستار علي مشاهدها في الكونغرس ووسائل الاعلام، واستفادت الإدارة الحالية منها، وخلص الرئيس الامريكي في النهاية في أعلان انسحاب عدد من القوات، واطلاق لسان سفيره الجديد في المنطقة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لاعلان ما يدور في اروقة البيت الابيض والبنتاغون والاجهزة الامريكية الاخري. ومنها البدء في رسم معالم خارطة اخري للمنطقة وفق تفاصيل ما استجد فيها من اوضاع وانعكاسات علي الارض وما يدعم مشاريعه الامبراطورية الفاشلة، والتي تعمق من ازمته الشخصية والسياسية له ولادارته ومن يقودها عمليا. فوضعت فكرة الوليمة بعدها حسب التسلسل، لترابط القضايا، وفق نصائح بيكر ومؤسسات الابحاث الامريكية الاخري، التي اكدت عليها وضرورة البحث فيها بشكل جماعي أو منفرد، في اطارات ما يخدم الاستراتيجية الامريكية للمنطقة وتغطية التعثر وخيبة الامال من نتائج ما آلت الاستراتيجية الامبراطورية. بالرغم من كل ما اثير وصنع من بؤر التوتر في المنطقة باسم الفوضي البناءة او نشر الديمقراطية والحرية والبحث في اوهام تركيب الشرق الاوسط الجديد منها، والنجاح النسبي في خلخلة الشارع العربي في اكثر من بلد عربي وزرع عوامل التفرقة والنزاع الداخلي والتفتيت للمكونات الاساسية في المجتمع العربي. هذا الامر الذي يتطلب مرة اخري الانتباه له وادراك مخاطره الحقيقية الانية والراهنة والمستقبلية والعمل علي ردم الفجوات فيه ودرء نوازعه وما يحرض عليه. وقد تكون المسرحية والوليمة محفزين رئيسيين لتنشيط عوامل الوحدة الوطنية والتحرر الوطني والقومي.
هذه الوليمة لا تستطيع ان تخرج عن هذه الصورة الضبابية المعلنة سلفا، ولم تتغير ملامحها الاساسية، لاسيما وان الاطراف الرئيسية عاجزة عن الانطلاق فيها الي اقناع المدعوين لها بأي طروحات جديدة فيها، بدءا من تسميتها. وقد حدد رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي جوهرها بتصريحه عن إمكانية التوصل فقط إلي إعلان نوايا مشترك دون أي اتفاق ملزم مع الطرف الفلسطيني، (الذي يصفه، عبر وسائل اعلامه، بالضعيف وغير القادر علي التفاوض معه حول القضايا التي يراد التفاوض عليها، لاسيما بعد مخططات دايتون وما اريد ان يكون عليه الوضع في فلسطين المحتلة). وهو ما دأبت عليه السياسة الصهيو امريكية طيلة فترة الصراع وما انتهي اليه الوضع الحالي، من وعود جوفاء واستخدام الزمن في قضم الاراضي الفلسطينية ونكث ما اتفق عليه في مؤتمرات او اتفاقيات، والقتل والتدمير اليومي والجدار والاعتقالات والحصارات وزرع الخلافات والاختلافات واستغلالها الي اقصي ما يستطيع اليها، وما اعتبار "غزة كيانا معاديا" الا مثل مكشوف للنوايا والاهداف الصهيونية والامريكية. فهل تنفع الضغوط التي ستمارس علي طرف واحد أو اطراف أخري خارجية في تغيير هذه الصورة وكيف يمكن الوثوق بالسياسات الصهيو امريكية بعد كل التجارب السابقة؟!!.
رايس صرحت بأن إدارتها لا تريد سماع خطب في وليمة رئيسها وإنما تريد حلولا لرؤاه الخلاقة في السلام والأمن والديمقراطية والتحالفات والاحلاف في المنطقة، بينما افتتاحيات صحف بلادها ترسم مسبقا منهج الإدارة القائل بأن علي الأطراف المعنية تقديم تنازلات جوهرية بمباركة وتطبيع كل الأطراف الأخري، العربية اساسا، كيلا يفشل مثل هذا اللقاء، الفرصة الاخيرة لإدارة المحافظين الجدد ونظرياتهم في التعامل مع القضية الفلسطينية، أو المخطط المرسوم للوليمة، لخريف القضية الفلسطينية والعربية، بعد كل ما عملته الإدارة والمشاريع الصهيو أمريكية ضدها وعليها.
لقد تنبهت بعض الاطراف العربية علي الاقل في بياناتها الرسمية، وتصريحات امين عام الجامعة العربية الي هذا المنزلق الذي تهدف إليه الوليمة الأمريكية، وما جاء فيها يؤكد علي ان الوليمة تسعي الي حماية المصالح الصهيو امريكية ولا تقدم أي حل للقضايا الرئيسية في العالم العربي والعلاقات الدولية، بل قد تستهين بها علي حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمنطقة والامن والسلم والاستقرار فيها. وتعمل علي تهيئة المناخات لمخططاتها العدوانية وحروبها المفتوحة وسياساتها الخرقاء.
من هنا لابد من اعلاء الصوت برفض الوليمة دون تحديد اهدافها في خدمة المصالح والحقوق المشروعة مسبقا، وهي معروفة وواضحة لكل بصير وذي عقل سوي، واستثمار الزمن في تعزيز وعي الشعب العربي بالمخاطر الكبيرة التي تحيق به وتجنيد طاقاته لخدمة قضاياه الاساسية وعدم التفريط بها ووقف الانهيارات الداخلية ومنع المسارات الخاطئة والمرتهنة بهذه المخططات العدوانية الاستعمارية.
كل الدلائل والمؤشرات تقول: انها وليمة مسمومة.. علنا ومسبقا وبإصرار صهيو أمريكي غبي!.