الراية- د. كاظم الموسوي
الجمعة26/8/2005
تختلف السيدة سيندي شيهان كأمريكية قتل ابنها بالعراق عن غيرها، في ادراكها مأساة ما حصل لها وبذلت جهودها كيلا تتكرر لغيرها من الأمهات، وطالبت بالرد العملي علي فضائح مبررات الحرب التي ساقت مصير ابنها، أو بحثها عن توضيحات لأسباب مجهولة عندها ومبهمة لغيرها وملتبسة عند أمثالها أو من يعيشون أحوالها قادت بلادها وأبناءها لخوض تلك الحرب. فقامت بما استطاعت من نشاطات عامة علنية ومشروعة ضد الحرب التي التهمت ابنها، وضد الرئيس الذي لم يصدق يوما في ردوده علي الأسئلة التي تقلقها وتقلقه في خطاباته العلنية، وحتي في إجازاته واحتفالاته المتلفزة. ولم تكتف بإعلان الاحتجاج العلني والسلمي فرديا بل أسست منظمة خاصة تضم أفراداً من العائلات التي فقدت قريبا لها في الحرب علي العراق، وتتعاون مع منظمات مثيلة لها أو تحمل شعاراتها وتدعو للانسحاب الفوري للقوات الأمريكية من العراق، كخطوة أولي.
قضية الأم الأمريكية سيندي شيهان تحولت إلي قضية الأمهات الأمريكيات اللواتي فقدن أبناءهن في حروب الإدارات الأمريكية واستراتيجيتها الإمبراطورية التي خدعتهن بمبررات كاذبة، ودوافع غير نبيلة أخلاقيا وإنسانيا وقانونيا. ولهذا أصبحت هذه السيدة علامة من العلامات البارزة في تغيير الرأي العام الأمريكي، وموضع تقدير عند كل إنسان سوي لديه مشاعر طبيعية، وحظيت بتضامن عام وسع حملتها وواصل مطالبها الواقعية والحقيقية، والتي تصب في الضغط علي الإدارة الحربية لإعادة التفكير في الأهداف التي لن يفصح عنها هذا الرئيس الأمريكي ولا غيره، وفي وقف الجرائم التي ترتكبها قواتها وحلفاؤها يوميا. والتاريخ سيسطر لهذه السيدة صفحات منيرة في رسم بداية النهاية لعصر الإمبراطورية الوحشية التي أدارها بوش ورجاله من أنذال البنتاغون والمحافظين والليكوديين الجدد، من منطق أن كل عمل أو نشاط إنساني يبدأ بسيطا ويتراكم يوميا، أثرا وفعلا، فيتعزز موقعه في الواقع والضمير والمشاعر الإنسانية والتحولات التاريخية القريبة او البعيدة
مصرع ابن السيدة الأمريكية علي ارض العراق فتح عينيها وتحول إلي موضوع اهتمام لها ولغيرها ودافعا لكشف ما لم يكشفه الرئيس الأمريكي، ومحفزا لها للدعوة لحل ينقذ من تبقي ممن افتخرت هي وغيرها به وبأمثاله في خدمة العلم الأمريكي وفي الدفاع عن الأمن والمصالح الأمريكية. قبل ان تثبت لها وقائع الحدث العراقي وتصاعد المقاومة الوطنية بالرغم من كل مفارقات ظروفها وأوضاعها بطلان الحجج والذرائع التي سمعتها وأيدتها في ارسال ابنها وغيره. وكانت فاجعتها في شهر نيسان/ أبريل الماضي، حين اضاف مقتله رقما جديدا اخر لعدد القتلي الأمريكيين الذي تخفيه الإدارة الأمريكية ولا تتجرأ في إعلانه، وتعلم تصاعده يوميا، مثلما تتكاثر خسائر المليارات من الدولارات، الأمر المؤثر في تغيير نسب استطلاعات الرأي العام الأمريكي ضد الحرب والاحتلال وتأييد الإدارة ورئيسها.
من جهة أخري تفضح قضية السيدة الأمريكية في حملتها مع أمهات القتلي وغيرهن أيضا دجل الإدارة الأمريكية في موقفها من المرأة وحقوقها في ما تمارسه ضد حقوق المرأة العراقية، التي يدعي بوش وغيره قضية تحررها من مبررات شن غزوه وحربه علي العراق. كما أن خروج هذه السيدة الأمريكية بهذا الشكل والمسيرات التي تتضامن معها تؤشر إلي توسع دوائر المياه الراكدة في الوعي والعقل الأمريكي الشعبي، التي أخذت تمتد داخل أمريكا وخارجها، وتشجع في رفع وتعدد الأصوات، ليس من المناهضين للحرب ودعاة السلام وحسب، بل من منظمات أخري ومن شخصيات سياسية وأكاديمية ومشرعين ديمقراطيين وجمهوريين أيضا. لاسيما وقد دقت قضية سيندي شيهان أسوار مزرعة الرئيس الأمريكي ودوائر حكمه ووسائل إعلامه وأبواقه الدعائية، وتوجهاتها الإعلامية وبرامجها الإعلانية.
بقضية السيدة الأمريكية ونشاطات التضامن في معظم المدن الأمريكية معها اصبح المد واسعا لا تستطيع أية إدارة مهما امتلكت من وسائل ترهيب وترغيب السيطرة الكاملة عليها. ولعل في صرخات الأم وخيمتها علي أبواب استراحة الرئيس ابرز رمز معنوي هز الضمائر الحية، إزاءها وتجاه ما يجري في العراق. وهذا ما يقلق الإدارة وفرسانها كثيرا ويدفعهم إلي الرد عليه بأساليبهم الإجرامية وأكاذيبهم المعروفة. ولم تكن هي الوحيدة التي واجهت مثل هذه الحالة من الزيف والخذلان والتضليل بعد اطلاعها علي التقارير الرسمية. حيث اكتشفت حسب قولها إن تلك التقارير تثبت أن كل سبب قدمه لنا جورج بوش كي يبرر إقدامه علي شن تلك الحرب كان خاطئا... وأنها تثبت أيضا أن ابني قد مات دون مبرر حقيقي .. ووقفت وأعلنتها صريحة لقد قتل ابني من أجل لا شيء، وقد قتله جورج بوش وعصبته الشريرة وسياساتهم الطائشة. لقد أرسلوا ابني ليقاتل في حرب لا أساس منطقياً لها وقد قتل فيها .
إدارة بوش وأعوانه مترددة بين ورطتها وخططها وحقائق الأيام العراقية، وبين رفض مثل هذا الاحتجاج ومطالبه والمماطلة بها، وبين تصريحات إعلامية وأفكار ورؤي سياسية وبرامج استراتيجية ترسم لوحة جديدة للعالم والمنطقة. ولكن هذا لم يثن من عرف بعض ما يحصل بالعراق من الاستمرار في المطالبة بمخرج ما لنهاية الإمبراطورية الوحشية ومنهم السيدة شيهان التي تلاحق رئيس هذه الإدارة الحالم حتي وهو يستريح في مزرعته في كراوفورد كي تلتقيه وتحثه علي إصدار قرار الانسحاب فورا، حلا وانقاذا.
قصة ونشاط السيدة شيهان تحولت إلي خبر إعلامي يومي في وسائل الاعلام بعد رفض بوش الالتقاء بها، ونصبها خيمة بالقرب من مزرعة إجازته، وضمت كثيرين من أماكن مختلفة في أمريكا إليها هناك. فأصبحت قوية بهم رغم كل ما يعترضها من عقبات مرتبة ضدها ومدفوعة اكثر من قبل لملاحقة رئيس كاذب، وقاتل لابنها وغيره، ولم تثنها محاولات اسكاتها والضغط عليها، بل ستنتقل، هي أو منظمتها، من تكساس إلي واشنطن وتعتصم أمام البيت الأبيض وتواصل مطالبها التي توافقت معها عليها منظمات اخري وشخصيات سياسية لها مكانتها في الرأي العام والشأن السياسي.
هذه السيدة الأمريكية الثكلي تستحق لما تقوم به حتي الآن ولما تطالب به اكثر من تحية عربية دفاعا عن حقوقها المشروعة أمريكيا ومصالح العرب أيضا، حين يضمون أصواتهم إليها ولمجموعتها وباقي المنظمات والأصوات المطالبة بسحب قوات الاحتلال فورا من ارض العرب، وبناء علاقات ومصالح متبادلة، عادلة وإنسانية، تجنب أصدقاء ابنها وأحباءها من مصيره المأساوي وتخلص العراقيين من الاحتلال، والعرب من سطوة الهيمنة الامبريالية الجديدة.
قضية الأم الأمريكية سيندي شيهان تحولت إلي قضية الأمهات الأمريكيات اللواتي فقدن أبناءهن في حروب الإدارات الأمريكية واستراتيجيتها الإمبراطورية التي خدعتهن بمبررات كاذبة، ودوافع غير نبيلة أخلاقيا وإنسانيا وقانونيا. ولهذا أصبحت هذه السيدة علامة من العلامات البارزة في تغيير الرأي العام الأمريكي، وموضع تقدير عند كل إنسان سوي لديه مشاعر طبيعية، وحظيت بتضامن عام وسع حملتها وواصل مطالبها الواقعية والحقيقية، والتي تصب في الضغط علي الإدارة الحربية لإعادة التفكير في الأهداف التي لن يفصح عنها هذا الرئيس الأمريكي ولا غيره، وفي وقف الجرائم التي ترتكبها قواتها وحلفاؤها يوميا. والتاريخ سيسطر لهذه السيدة صفحات منيرة في رسم بداية النهاية لعصر الإمبراطورية الوحشية التي أدارها بوش ورجاله من أنذال البنتاغون والمحافظين والليكوديين الجدد، من منطق أن كل عمل أو نشاط إنساني يبدأ بسيطا ويتراكم يوميا، أثرا وفعلا، فيتعزز موقعه في الواقع والضمير والمشاعر الإنسانية والتحولات التاريخية القريبة او البعيدة
مصرع ابن السيدة الأمريكية علي ارض العراق فتح عينيها وتحول إلي موضوع اهتمام لها ولغيرها ودافعا لكشف ما لم يكشفه الرئيس الأمريكي، ومحفزا لها للدعوة لحل ينقذ من تبقي ممن افتخرت هي وغيرها به وبأمثاله في خدمة العلم الأمريكي وفي الدفاع عن الأمن والمصالح الأمريكية. قبل ان تثبت لها وقائع الحدث العراقي وتصاعد المقاومة الوطنية بالرغم من كل مفارقات ظروفها وأوضاعها بطلان الحجج والذرائع التي سمعتها وأيدتها في ارسال ابنها وغيره. وكانت فاجعتها في شهر نيسان/ أبريل الماضي، حين اضاف مقتله رقما جديدا اخر لعدد القتلي الأمريكيين الذي تخفيه الإدارة الأمريكية ولا تتجرأ في إعلانه، وتعلم تصاعده يوميا، مثلما تتكاثر خسائر المليارات من الدولارات، الأمر المؤثر في تغيير نسب استطلاعات الرأي العام الأمريكي ضد الحرب والاحتلال وتأييد الإدارة ورئيسها.
من جهة أخري تفضح قضية السيدة الأمريكية في حملتها مع أمهات القتلي وغيرهن أيضا دجل الإدارة الأمريكية في موقفها من المرأة وحقوقها في ما تمارسه ضد حقوق المرأة العراقية، التي يدعي بوش وغيره قضية تحررها من مبررات شن غزوه وحربه علي العراق. كما أن خروج هذه السيدة الأمريكية بهذا الشكل والمسيرات التي تتضامن معها تؤشر إلي توسع دوائر المياه الراكدة في الوعي والعقل الأمريكي الشعبي، التي أخذت تمتد داخل أمريكا وخارجها، وتشجع في رفع وتعدد الأصوات، ليس من المناهضين للحرب ودعاة السلام وحسب، بل من منظمات أخري ومن شخصيات سياسية وأكاديمية ومشرعين ديمقراطيين وجمهوريين أيضا. لاسيما وقد دقت قضية سيندي شيهان أسوار مزرعة الرئيس الأمريكي ودوائر حكمه ووسائل إعلامه وأبواقه الدعائية، وتوجهاتها الإعلامية وبرامجها الإعلانية.
بقضية السيدة الأمريكية ونشاطات التضامن في معظم المدن الأمريكية معها اصبح المد واسعا لا تستطيع أية إدارة مهما امتلكت من وسائل ترهيب وترغيب السيطرة الكاملة عليها. ولعل في صرخات الأم وخيمتها علي أبواب استراحة الرئيس ابرز رمز معنوي هز الضمائر الحية، إزاءها وتجاه ما يجري في العراق. وهذا ما يقلق الإدارة وفرسانها كثيرا ويدفعهم إلي الرد عليه بأساليبهم الإجرامية وأكاذيبهم المعروفة. ولم تكن هي الوحيدة التي واجهت مثل هذه الحالة من الزيف والخذلان والتضليل بعد اطلاعها علي التقارير الرسمية. حيث اكتشفت حسب قولها إن تلك التقارير تثبت أن كل سبب قدمه لنا جورج بوش كي يبرر إقدامه علي شن تلك الحرب كان خاطئا... وأنها تثبت أيضا أن ابني قد مات دون مبرر حقيقي .. ووقفت وأعلنتها صريحة لقد قتل ابني من أجل لا شيء، وقد قتله جورج بوش وعصبته الشريرة وسياساتهم الطائشة. لقد أرسلوا ابني ليقاتل في حرب لا أساس منطقياً لها وقد قتل فيها .
إدارة بوش وأعوانه مترددة بين ورطتها وخططها وحقائق الأيام العراقية، وبين رفض مثل هذا الاحتجاج ومطالبه والمماطلة بها، وبين تصريحات إعلامية وأفكار ورؤي سياسية وبرامج استراتيجية ترسم لوحة جديدة للعالم والمنطقة. ولكن هذا لم يثن من عرف بعض ما يحصل بالعراق من الاستمرار في المطالبة بمخرج ما لنهاية الإمبراطورية الوحشية ومنهم السيدة شيهان التي تلاحق رئيس هذه الإدارة الحالم حتي وهو يستريح في مزرعته في كراوفورد كي تلتقيه وتحثه علي إصدار قرار الانسحاب فورا، حلا وانقاذا.
قصة ونشاط السيدة شيهان تحولت إلي خبر إعلامي يومي في وسائل الاعلام بعد رفض بوش الالتقاء بها، ونصبها خيمة بالقرب من مزرعة إجازته، وضمت كثيرين من أماكن مختلفة في أمريكا إليها هناك. فأصبحت قوية بهم رغم كل ما يعترضها من عقبات مرتبة ضدها ومدفوعة اكثر من قبل لملاحقة رئيس كاذب، وقاتل لابنها وغيره، ولم تثنها محاولات اسكاتها والضغط عليها، بل ستنتقل، هي أو منظمتها، من تكساس إلي واشنطن وتعتصم أمام البيت الأبيض وتواصل مطالبها التي توافقت معها عليها منظمات اخري وشخصيات سياسية لها مكانتها في الرأي العام والشأن السياسي.
هذه السيدة الأمريكية الثكلي تستحق لما تقوم به حتي الآن ولما تطالب به اكثر من تحية عربية دفاعا عن حقوقها المشروعة أمريكيا ومصالح العرب أيضا، حين يضمون أصواتهم إليها ولمجموعتها وباقي المنظمات والأصوات المطالبة بسحب قوات الاحتلال فورا من ارض العرب، وبناء علاقات ومصالح متبادلة، عادلة وإنسانية، تجنب أصدقاء ابنها وأحباءها من مصيره المأساوي وتخلص العراقيين من الاحتلال، والعرب من سطوة الهيمنة الامبريالية الجديدة.