الراية- د. كاظم الموسوي
الجمعة9/12/2005
نهار كامل بحضور جماهيري بريطاني، وبمشاركة عدد من النشطاء والباحثين المختصين بالشئون العراقية، من داخل العراق وخارجه، وفي قاعة من قاعات جامعة لندن نظمت منظمة (ةْفّ ُككِِّفُّي نُكَِّّ( ندوات تحت عنوان: أصوات من العراق المحتل، ناقشت بجلستين رئيسيتين واقع الاحتلال الآن، واستراتيجيات المقاومة العراقية، وفي مجموعات عمل حول: المرأة والاحتلال، الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقوي المقاومة، والمشتركين في احتلال العراق.
ما هو واقع الاحتلال اليوم . كيف يعيش الشعب العراقي تحت حكم قوات الاحتلال وما هي التطورات التي تحصل بالعراق بعد اكثر من عامين ونصف من غزو العراق واحتلاله من قبل القوات الأمريكية والبريطانية والتابعين لهما . فرغم كل الشعارات عن انتهاء الاحتلال قانونيا وإصدار قرار من مجلس الأمن عن تسليم السيادة لعراقيين وتغير الاسم من قوات احتلال إلي قوات متعددة الجنسية، إلا أن الوقائع والأحداث لم تتحسن، بل أصبحت باعتراف الاحتلال نفسه من سيئ إلي أسوأ علي مختلف الصعد، وتفاقمت المعاناة وهدر الدم والمال بلا أي حساب أو عقاب. وكل المعالجات التي حاول الاحتلال القيام بها، من تشكيل مجلس حكم ووزارات وتعيين رؤساء مختارين بعمليات انتخابية اشرف عليها وعلي صناديقها وهيأ ظروفها وقاد أعمالها السفير الأمريكي، بكل أسمائه، بريمر، نغروبونتي، ساترفيلد وخليل زاد ومن سيأتي بعدهم، ومؤتمرات المانحين وتقديم المساعدات اللفظية واللوجستية وغيرها، لم تغير الصورة ولم تضع البلاد والعباد علي سكة الشعارات البراقة والوعود المعسولة التي ما برحت الإدارة الأمريكية ومن والاها التغني بها والتشدق بمنجزاتها والاحتماء بالصبر لها وعليها. وبعد إعلان ''النصر'' واختتام الحرب لفظيا لم يجرؤ أي مسئول أمريكي أو أوروبي أو غيره الدخول إلي العراق علنا وبمراسيم رسمية، كما هي الأعراف والقواعد البروتوكولية، وسمت وسائل الاعلام العالمية طريق المطار ببغداد بطريق الموت للسائرين عليه، ويحمد ربه كل من فلت من الموت عليه بصدفة ما، رغم استمرار زيادة عدد القوات المحتلة واستخدام كل صنوف الأسلحة المحرمة عالميا ضد ''العدو'' العراقي، المتربص إلي هذه القوات والتابعين لها، والمدافع عن كرامته وأرضه وثرواته وسيادة بلاده واستقلالها. ورغم تغيير المسميات والمفاهيم والمصطلحات وتوظيف الكوادر والجهات والوسائل التي تبرمج إمكاناتها في خدمة تلك السياسات والمخططات لم تفلح في إعادة الأمن والأمان والطمأنينة والحياة الكريمة للشعب والوطن والاستقرار في المنطقة والعالم. ومع كل يوم تتكشف فضائح وفظائع الاحتلال الوطني الديمقراطي الجديد!!، وتفضح الممارسات المدانة أخلاقيا وسياسيا وقانونيا، والتي لم تجد لها قرائن حتي في فترات الفاشية والنازية البائدة.
فواقع الاحتلال اليوم كارثي علي الشعب العراقي ولا حل إلا برحيله الكامل والسريع وإعادة إعمار وبناء عراق حر يمتلك سيادته وثرواته ويحترم الإنسان والقانون وموقعه الجغراسياسي.
أما في المقاومة واستراتيجياتها العملية وبرامجها وأهدافها، وأساليبها، فمن مشاهدات يومية ومتابعات رصد مستمر لعبت المقاومة الوطنية دورا كبيرا في إجبار المحتلين علي تغيير استراتيجياتهم وتعجيل الهروب من ورطة الاحتلال، وفشل المخططات الإمبراطورية الصهيو أمريكية لاحتلال العالم منطلقا من مخطط احتلال العراق، بثرواته وتاريخه ودوره. وكانت المقاومة الوطنية أول من طالب عملياً بإنهاء الاحتلال فورا، والإسهام في مجابهته سلميا وعسكريا، وتكبيده خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات، مهما حاول اللف والدوران علي عملياتها والتشويش عليها وزج اسمها في ممارساته الوحشية التي ترمي إلي استهجانها أو خلط الأوراق ودمغها بما يقوم به وينتهجه عمليا من خلال أعوانه وهيئاته وكتائبه ومرتزقته الاجانب والمحليين، كما تكشف ذلك وسائل الاعلام، خاصة المستقلة من ضغوطه واغراءاته المجزية. وأعلنت المقاومة الوطنية بشقيها السلمي والعسكري أهدافها واضحة ومختصرة برحيل قوات الاحتلال وإعادة بناء الدولة العراقية بأيدي وعقول أبناء الشعب المخلصين لها والمضحين اليوم بأرواحهم في سبيلها، والحفاظ علي وحدة الشعب الوطنية وثرواته وانتمائه العربي والإسلامي، وإعادة اعمار ما خربه الاحتلال ورد الاعتبار للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والأمن والسلام العالميين.
علي صعيد الثروات النفطية تحدث رئيس فدرالية نقابات النفط بجنوب العراق عن مسيرة منظمته والإضرابات التي قامت بها ضد الشركات الأمريكية التي أرادت استغلال ونهب هذه الثروة الوطنية، وعن المتعاونين معها من العرب والعراقيين، وعن شعارات الخصخصة أو البيع المجاني للثروات إلي الشركات الأمريكية، مثل كي بي أر أو هالبيرتون، التي كان يديرها نائب الرئيس الأمريكي الحالي ديك تشيني، صقر المحافظين الجدد والمخططين لمشروع احتلال العراق أولا. كما بيّن نضال عمال النفط من اجل استثماره لصالح الشعب العراقي وتقدمه ومستقبله ومنع نهبه وسرقته بشتي الطرق والسبل الاستعمارية، وذكر مثلا عن منح الأجير الأجنبي، ألف دولار يوميا بينما راتب العامل العراقي لا يتجاوز 69 ألف دينار عراقي، أي ما يعادل 35 دولارا شهريا وهو مستمر في عمله وواجبه الوطني، وتلك صورة عن طرق تبديد الجهود العراقية وتعطيل الطاقات والإمكانيات المحلية وتأجير مرتزقة وتبذير الثروات مجانا، إمعانا بالاحتلال والتدمير لكل ما هو عراقي وطني، بشرا وأرضا ومصادر الغني العراقي.
ومن بين ما أشير له محاولات الاحتلال المستمرة في زرع سياسة الفتنة الطائفية والتفرقة العنصرية المعروفة بشعاره فرق تسد، وإشاعتها في كل المؤسسات التي عمل علي تكليفها بمهمات خدمته وديمومته، محتلا غازيا بقوة العسكر والاستفراد بالقرار الدولي والضغوط السياسية والاقتصادية. وفي مساعيه المتواصلة لتفتيت الأرض والشعب واستخدام كل الأساليب التي تخدم أهدافه ومراميه العدوانية، وإثارة الحروب الداخلية وروح الحقد والانتقام الدموية. كما قام بشراء الذمم والمؤسسات والأجهزة والأفراد والجماعات التي تدير ماكينته الإعلامية وواجهاته المحلية والتي تصب في التفريق بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد، مما يصنع حالات متناقضة وتشرذما مذموما لخدمة مصالحه وأهدافه، حتي بمسميات وطنية وأهلية وعراقية، ولا يعدم الاستعانة بكل الأساليب المعروفة لديه تاريخا ومن تجارب الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بما فيها أسلحته المحرمة وأساليبه الوحشية.
أخطأ بوش وبلير في غزو العراق واحتلاله، ولا يصلح خطأهما إلا الاعتراف بالجريمة، والانسحاب الكامل والسريع وتعويض عواقبه المأساوية التي كابدها الشعب المحتل وأهالي الجنود القتلي، والقانون الدولي ومصداقية الشرعية الدولية، ولا سبيل بعد ذلك النهار الكامل من أصوات من العراق المحتل ووضع الاحتلال تحت تركيز الرؤية العلمية للبحث والمساءلة والبدائل الواقعية لانتصار المقاومة الوطنية بعد التخلي عن الخديعة وارتكاباتها، وسفك الدم من اجل البترول، وتسمية المقاومة بالإرهاب وغير ذلك من المناورات والمشاريع الاستعمارية التي لم تعد قادرة علي الصمود أمام حقائق الواقع وصلابة الإرادة الوطنية.
ما هو واقع الاحتلال اليوم . كيف يعيش الشعب العراقي تحت حكم قوات الاحتلال وما هي التطورات التي تحصل بالعراق بعد اكثر من عامين ونصف من غزو العراق واحتلاله من قبل القوات الأمريكية والبريطانية والتابعين لهما . فرغم كل الشعارات عن انتهاء الاحتلال قانونيا وإصدار قرار من مجلس الأمن عن تسليم السيادة لعراقيين وتغير الاسم من قوات احتلال إلي قوات متعددة الجنسية، إلا أن الوقائع والأحداث لم تتحسن، بل أصبحت باعتراف الاحتلال نفسه من سيئ إلي أسوأ علي مختلف الصعد، وتفاقمت المعاناة وهدر الدم والمال بلا أي حساب أو عقاب. وكل المعالجات التي حاول الاحتلال القيام بها، من تشكيل مجلس حكم ووزارات وتعيين رؤساء مختارين بعمليات انتخابية اشرف عليها وعلي صناديقها وهيأ ظروفها وقاد أعمالها السفير الأمريكي، بكل أسمائه، بريمر، نغروبونتي، ساترفيلد وخليل زاد ومن سيأتي بعدهم، ومؤتمرات المانحين وتقديم المساعدات اللفظية واللوجستية وغيرها، لم تغير الصورة ولم تضع البلاد والعباد علي سكة الشعارات البراقة والوعود المعسولة التي ما برحت الإدارة الأمريكية ومن والاها التغني بها والتشدق بمنجزاتها والاحتماء بالصبر لها وعليها. وبعد إعلان ''النصر'' واختتام الحرب لفظيا لم يجرؤ أي مسئول أمريكي أو أوروبي أو غيره الدخول إلي العراق علنا وبمراسيم رسمية، كما هي الأعراف والقواعد البروتوكولية، وسمت وسائل الاعلام العالمية طريق المطار ببغداد بطريق الموت للسائرين عليه، ويحمد ربه كل من فلت من الموت عليه بصدفة ما، رغم استمرار زيادة عدد القوات المحتلة واستخدام كل صنوف الأسلحة المحرمة عالميا ضد ''العدو'' العراقي، المتربص إلي هذه القوات والتابعين لها، والمدافع عن كرامته وأرضه وثرواته وسيادة بلاده واستقلالها. ورغم تغيير المسميات والمفاهيم والمصطلحات وتوظيف الكوادر والجهات والوسائل التي تبرمج إمكاناتها في خدمة تلك السياسات والمخططات لم تفلح في إعادة الأمن والأمان والطمأنينة والحياة الكريمة للشعب والوطن والاستقرار في المنطقة والعالم. ومع كل يوم تتكشف فضائح وفظائع الاحتلال الوطني الديمقراطي الجديد!!، وتفضح الممارسات المدانة أخلاقيا وسياسيا وقانونيا، والتي لم تجد لها قرائن حتي في فترات الفاشية والنازية البائدة.
فواقع الاحتلال اليوم كارثي علي الشعب العراقي ولا حل إلا برحيله الكامل والسريع وإعادة إعمار وبناء عراق حر يمتلك سيادته وثرواته ويحترم الإنسان والقانون وموقعه الجغراسياسي.
أما في المقاومة واستراتيجياتها العملية وبرامجها وأهدافها، وأساليبها، فمن مشاهدات يومية ومتابعات رصد مستمر لعبت المقاومة الوطنية دورا كبيرا في إجبار المحتلين علي تغيير استراتيجياتهم وتعجيل الهروب من ورطة الاحتلال، وفشل المخططات الإمبراطورية الصهيو أمريكية لاحتلال العالم منطلقا من مخطط احتلال العراق، بثرواته وتاريخه ودوره. وكانت المقاومة الوطنية أول من طالب عملياً بإنهاء الاحتلال فورا، والإسهام في مجابهته سلميا وعسكريا، وتكبيده خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات، مهما حاول اللف والدوران علي عملياتها والتشويش عليها وزج اسمها في ممارساته الوحشية التي ترمي إلي استهجانها أو خلط الأوراق ودمغها بما يقوم به وينتهجه عمليا من خلال أعوانه وهيئاته وكتائبه ومرتزقته الاجانب والمحليين، كما تكشف ذلك وسائل الاعلام، خاصة المستقلة من ضغوطه واغراءاته المجزية. وأعلنت المقاومة الوطنية بشقيها السلمي والعسكري أهدافها واضحة ومختصرة برحيل قوات الاحتلال وإعادة بناء الدولة العراقية بأيدي وعقول أبناء الشعب المخلصين لها والمضحين اليوم بأرواحهم في سبيلها، والحفاظ علي وحدة الشعب الوطنية وثرواته وانتمائه العربي والإسلامي، وإعادة اعمار ما خربه الاحتلال ورد الاعتبار للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والأمن والسلام العالميين.
علي صعيد الثروات النفطية تحدث رئيس فدرالية نقابات النفط بجنوب العراق عن مسيرة منظمته والإضرابات التي قامت بها ضد الشركات الأمريكية التي أرادت استغلال ونهب هذه الثروة الوطنية، وعن المتعاونين معها من العرب والعراقيين، وعن شعارات الخصخصة أو البيع المجاني للثروات إلي الشركات الأمريكية، مثل كي بي أر أو هالبيرتون، التي كان يديرها نائب الرئيس الأمريكي الحالي ديك تشيني، صقر المحافظين الجدد والمخططين لمشروع احتلال العراق أولا. كما بيّن نضال عمال النفط من اجل استثماره لصالح الشعب العراقي وتقدمه ومستقبله ومنع نهبه وسرقته بشتي الطرق والسبل الاستعمارية، وذكر مثلا عن منح الأجير الأجنبي، ألف دولار يوميا بينما راتب العامل العراقي لا يتجاوز 69 ألف دينار عراقي، أي ما يعادل 35 دولارا شهريا وهو مستمر في عمله وواجبه الوطني، وتلك صورة عن طرق تبديد الجهود العراقية وتعطيل الطاقات والإمكانيات المحلية وتأجير مرتزقة وتبذير الثروات مجانا، إمعانا بالاحتلال والتدمير لكل ما هو عراقي وطني، بشرا وأرضا ومصادر الغني العراقي.
ومن بين ما أشير له محاولات الاحتلال المستمرة في زرع سياسة الفتنة الطائفية والتفرقة العنصرية المعروفة بشعاره فرق تسد، وإشاعتها في كل المؤسسات التي عمل علي تكليفها بمهمات خدمته وديمومته، محتلا غازيا بقوة العسكر والاستفراد بالقرار الدولي والضغوط السياسية والاقتصادية. وفي مساعيه المتواصلة لتفتيت الأرض والشعب واستخدام كل الأساليب التي تخدم أهدافه ومراميه العدوانية، وإثارة الحروب الداخلية وروح الحقد والانتقام الدموية. كما قام بشراء الذمم والمؤسسات والأجهزة والأفراد والجماعات التي تدير ماكينته الإعلامية وواجهاته المحلية والتي تصب في التفريق بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد، مما يصنع حالات متناقضة وتشرذما مذموما لخدمة مصالحه وأهدافه، حتي بمسميات وطنية وأهلية وعراقية، ولا يعدم الاستعانة بكل الأساليب المعروفة لديه تاريخا ومن تجارب الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بما فيها أسلحته المحرمة وأساليبه الوحشية.
أخطأ بوش وبلير في غزو العراق واحتلاله، ولا يصلح خطأهما إلا الاعتراف بالجريمة، والانسحاب الكامل والسريع وتعويض عواقبه المأساوية التي كابدها الشعب المحتل وأهالي الجنود القتلي، والقانون الدولي ومصداقية الشرعية الدولية، ولا سبيل بعد ذلك النهار الكامل من أصوات من العراق المحتل ووضع الاحتلال تحت تركيز الرؤية العلمية للبحث والمساءلة والبدائل الواقعية لانتصار المقاومة الوطنية بعد التخلي عن الخديعة وارتكاباتها، وسفك الدم من اجل البترول، وتسمية المقاومة بالإرهاب وغير ذلك من المناورات والمشاريع الاستعمارية التي لم تعد قادرة علي الصمود أمام حقائق الواقع وصلابة الإرادة الوطنية.