السبت، 30 يونيو 2007

عام 2005: جائزة قصف المدن العراقية لبوش

الراية- د. كاظم الموسوي
السبت31/12/2005

حمل عام 2005 أحداثا جساما، ستظل مؤرخة به، من أية زاوية يراها المرء أو يحاول أن يعالجها، فمؤسسة إعلامية أمريكية منحت الرئيس بوش نعت اكبر كذاب خلاله مثلا، إضافة إلي فضائح السجون والتنصت والرقابة السرية وشراء إعلاميين وغيرها الكثير ، بينما لم تنته القوي العراقية التي اختارتها الإدارة منذ بداية مرحلة الاستعمار الأمريكي والبريطاني، ومجيء مرحلة ثانية في بلادها، من توزيع التهم بينها، قبل تقسيم الكعكة العراقية كما سمتها بعض وسائل الاعلام، ولم تصل إلي حلول لإشكاليات تعاونها وارتباطاتها مع القوي المحتلة لوطنها وإدارة روابطها بها، أو ارتهاناتها التي وضعت نفسها فيها ووجدت مخرجها في البحث عن تبريرات تقنع نفسها بها ومن ولاها أو نظر إليها يوما ما بقوي وطنية للإنقاذ والخلاص الوطني التقدمي والديمقراطي للعراق.كذب الرئيس الأمريكي علي نفسه وعلي شعبه وعلي العالم، من خلال خطبه الرنانة بصدد العراق والتي تجاوزت ست خطب متتالية أسبوعيا. ومن ابرز كذبه إصراره علي نجاحات قواته بالعراق وانه لن يسحبها منه قبل النصر الكامل وإنجاز المهمة كما يدعي في تسميتها، بينما يرد عليه قادة قواته ووزير حربه بخلاف ما يقوله. وآخر ما أعلنه رامسفيلد بالقرب من مدينة الفلوجة، المدمرة بنيران وصواريخ القوات الأمريكية وتشريد اكثر من نصف سكانها، بسحب كتيبتين مقاتلتين (حوالي 7500 جندي) من قوات الاحتلال، غير المعروفة العدد، ربيع عام ،2006 ولم يعرف متي سيتم النصر وتحقيق المهمة وسحب كل القوات الأجنبية من المنطقة؟. هذا التصريح صدر بكذبة أخري من قبل وزير الحرب وكتيبة إعلامه الصهيو أمريكية التي تحاول تزويق وجه أمريكا عالميا بمختلف اللغات ومليارات الدولارات، والدعاية المخادعة عن حجم قوات الاحتلال ودور السفارة الأمريكية ومراحل الاحتلال الأمريكي وتوابعه في توظيف كل أكاذيبها في استمرار الاستعمار والاستثمار للثروات العراقية والطاقات الوطنية، هذه الكذبة روجت بأنها صدرت من مدينة الفلوجة، ويعرف الكثيرون أنها مدينة أشباح ولن يستطيع رامسفيلد المغامرة بنفسه في الدخول إليها، بعد تقديم 10 بالمائة من خسائره البشرية فيها، بينما توضح الصورة معسكرا أمريكيا مجهزا بالبهرجة البنتاغونية في العرض والتصريح. والكذبة الاخري الأمريكية بامتياز، لتكرارها علي لسان الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته ووزير حربه، تتعلق بانخفاض عدد العمليات العسكرية، ووجود القوات الأمريكية لأداء المهمة ومساعدة الشعب العراقي علي ما يسمونه بالإرهاب الدولي المتجمع علي الساحة العراقية حاليا. في الوقت الذي تشير تقارير البنتاغون والأركان العامة للقوات الجوية الأمريكية بأن الطيران الأمريكي يشن يوميا عمليات عسكرية بمختلف طائراته ويستخدم خلالها مختلف الأسلحة ومنها المحرمة دوليا. وازدادت بشكل تصاعدي منذ احتلال العراق عام ،2003 فماذا تعني عمليات القصف يوميا، ومن هم ضحاياها؟. ومن يأمر بها، وماذا ينتظر من ورائها؟.حسب التقارير الأمريكية عن قصف المدن العراقية في غرب العراق وضواحي بغداد وشرقها وشمالها أو في أي جزء آخر تتصاعد فيه عمليات المقاومة العراقية ضد الوجود العسكري الأمريكي وحلفائه واتباعه، فإنها تشير إلي تصاعد أعداد العمليات العسكرية الحربية من 35 عملية يوميا في الصيف إلي 60 في سبتمبر والي 120 في أكتوبر ونوفمبر، وازدادت اكثر قبل موعد الانتخابات الأخيرة في 15 ديسمبر ، وفي يومها قامت طائرات أف 16 بقصف الطرق المؤدية إلي بغداد من جهة غربها لمنع دخول مقاومين منها، حسب الادعاء الأمريكي العسكري. بلغت حسب مصادر القوات الجوية الأمريكية 111,1 عملية قصف في شهر سبتمبر ، وتصاعدت إلي 492,1 في شهر نوفمبر. تدعي ذلك قيادة القوات الجوية الأمريكية لمساندة القوات البرية المشتركة بعمليات عسكرية مع المقاومة الوطنية العراقية في مدنها ومناطق صراعها اليومي مع الاحتلال وقواته ومؤيديه، وليست كما تقول كتيبة الاعلام الصهيو أمريكية. أي أن هذه العمليات العسكرية الجوية فقط ضد المقاومة الوطنية وبعض مدن الغضب العراقي علي الاحتلال، وفي عددها تعبير عن عدد العمليات المقاومة والاعتراف الرسمي بها رغم كل محاولات الدعاية الحربية الأمريكية عنها.فكم تكلف هذه العمليات اليومية ماديا، وما هي قيمة ما تنزله علي المدن والسكان الآمنين من صواريخ وقذائف من مختلف الأنواع والأحجام والأشكال، بما فيها العنقودية والفسفورية والنابالم و500 رطل وغيرها؟. ومعظم الطائرات المستخدمة من نوع أف 15 واف 16 من قاعدتها ببلد، شمال بغداد، واف 18 من قواعدها الخليجية وقاعدة الأسد، غرب العراق، وغيرها من الأنواع المشتركة في حروب العراق وأفغانستان، إضافة إلي الأسلحة الاخري من طائرات الهليكوبتر والدبابات والمدفعية والمصفحات وناقلات الجند، فضلا عن أنواع الوحدات العسكرية البشرية وتجهيزاتها المختصة بأنواع الحروب داخل المدن وخارجها.هذه العمليات بعددها وعدتها تستخدم كلها ضد الشعب العراقي ومقاومته الوطنية وتفتك بالإنسان والبيئة، علي الأرض وفي السماء، وتتضاعف تكاليفها بمقدار فتكها وصب نيرانها. ولم تتوقف قوات الاحتلال عند حد القصف اليومي وهدم المدن والبيوت والمساجد والبساتين والمصانع وغيرها من أنواع الإبادة البشرية الجماعية، بل وتملأ سجونا خاصة بها بآلاف من الشباب العراقي وتحتجز آلافا أخري عند حلفائها كما تنشر وسائل الاعلام يوميا عن الانتهاكات والتعذيب والقتل. ومع كل ذلك تكذب الإدارة الأمريكية وكتيبة إعلامها بمختلف اللغات بوظيفتها وأهدافها وتشوه المصطلحات وتبدل المسميات وتعتبر أن ما تقوم به هو رسالة موحاة لرئيسها المؤمن، وسبيل إلي الإصلاح والتغيير في المنطقة، ابتداء من العراق، ولكنها لا تعترف بمقدار ما تسقطه طائراتها عليه من مواد قاتلة وحارقة ومدمرة، لتمهد تلك الطريق التي تريد السير عليها لغيره، وتنشر شعاراتها البراقة التي تتغني بها دون أن تثبتها فعلا، أو تقوم بمراجعتها أمام غطرسة إمبراطورية وحشية.لم تمض أيام علي إعلان سحب قوات مقاتلة من العراق، صرح رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال بيتر بايسي في مقابلة تلفزيونية: إن العراقيين يرغبون برحيل القوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخري عن بلادهم في أسرع وقت ممكن. فهل يريد الرئيس الأمريكي جائزة أخري بعد؟، أو انه مصر علي حرية كذبه طيلة الأعوام الماضية، أو علي الأقل منذ أحداث 11 سبتمبر ، أو منذ احتلال العراق وبدء المهمة الجديدة لإمبراطور روما الكاذب!. وماذا ينتظر علي ما تقترفه قواته بأمره وقيادته؟. وفي عام ،2006 انتخابات نصفية لأعضاء الكونغرس الأمريكي وسيتبين للإدارة الأمريكية تداعيات أحلامها الإمبراطورية وشعاراتها، وصمة عار كولن باول!.