الأحد، 20 يوليو 2025

شكرا اعزائي …شكلوا لجنة تحقيق!


وصلتني من اخوة اعزاء من بلدان شقيقة ، من فلسطين ولبنان وتونس والمغرب واليمن، كلمات تعاز ورسائل مواساة بما حصل بحريق الكوت. فشكرا لكل من بادر  وارسل وشاطرنا مصاب شعبنا الحزين، وباعتبار ان خسارة كل مواطن في اية بقعة من هذا الوطن العربي الكبير هي خسارة للجميع، ودعوانا للكل ولمن احس بعظم ما حدث، بان يجزيكم الله خيرا ويحميكم، انتم وأهليكم ومن تودون في بلدانكم  من كل شر ومكروه.
حريق في مبنى تجاري جديد لم تتوفر فيه اية وسائل حماية او اجهزة إطفاء او أبواب وممرات خروج آمن من توقعات الأخطار او الحذر منها.
يفضح الحريق وضعه ويكشف عن قصص كثيرة لا تسر ولا يجب الصمت عليها، ما خفي وما اعلن منها، وابرزها استشراء الفساد وجشع النصابين والسراق والمتغطين بأغطية المحسوبية والزبائنية و غيرها..
صحيح تداعت الجهات الحكومية المباشرة، المحلية والمركزية، واعلن عن تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الأسباب واتخاذ إجراءات تتناسب مع مفاعيل الكارثة. 
جيد ومطلوب هذا وهو واجب السلطات ووظيفتها دون نقاش.
ولكن لم يكن هذا الحدث المؤلم اول الاحداث، سبقه او شابهه من مثله او اكثر منه، ومرت سنوات تكرر كل ذلك او مثله في مساحات البلاد الواسعة، ولم يتعظ اصحاب الشأن الاساس ولم يتخذوا ما يلزم لمنع ما نتج عنه وما أدى اليه. وبالتاكيد سيتكرر، لا سمح الله، مثله ايضا دون حذر ولا انتباه او حرص ومسؤولية وتفكير جاد بالعواقب والملمات.
هل يكون ما حصل في الكوت خاتمة الاحزان والمآسي والكوارث؟ وهل ستكون اللجنة التي شكلت له جديرة بمهمتها وقادرة على الوصول إلى الأسباب والنتائج والمحاسبة الكافية والإجراءات القانونية كي تصبح مثالا يقدم درسا وعبرة.
شكرا أيها الأخوة الاعزاء على مشاركتكم لنا بما حصل وتبادلكم الإحساس والشعور بآلام المصيبة وأحزان الفاجعة ودعواتكم بالرحمة الواسعة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين، وكلهم اخوات وأخوة وأبناء وبنات بلدنا واهلنا وفقدهم بمثل هذا الحريق القاسي لا يعوض ولا يهون على كل ضمير إنساني طيب..

شكرا لكم مرة اخرى وسنتابع تقرير اللجنة والدرس والعبرة وندعو سوية ان يحفظنا الرحمن وييسر أحوالنا ويهدأ بالنا ويهيىء لنا من امرنا رشدا.