الجمعة 23/7/2010
نقلت اغلب وكالات الإنباء ما سمي بسيناريوهات جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي المكلف بالملف العراقي في البيت الأبيض وصاحب مشروع تقسيم العراق بعد احتلاله. هذه السيناريوهات أحلاها مر كما يقال. طرحت هذه السيناريوهات بعد الاستعصاء في تشكيل حكومة عراقية والجمود السياسي الذي طالت مدته القانونية والدستورية وأصبح خرقا ومخالفة للدستور والعرف والقانون وكل ما ادعته الإدارة الأمريكية في غزوها للعراق. فقد جرت انتخابات يوم 7/3/2010، أي قبل أكثر من أربعة اشهر، ولحد اليوم والاتصالات واللقاءات بين الكتل الانتخابية والطوائف والأقليات القومية والدينية في نقاش عن البيضة أولا أم الدجاجة، ومن يقرر أو يحكم بالأغلبية الانتخابية والاستحقاق "الدستوري" أم الأغلبية البرلمانية والتشكيل الطائفي. ولعل الغائب في كل ما يستعرض سياسيا هو الاستهانة بأصوات الناخبين وتهميش إرادتهم الوطنية واستمرار السلطات أو أصحابها بمواقعهم وكأن الانتخابات لعبة رياضية انتهت بالتعادل ورضا الفريقين ولا غالب ولا مغلوب إلى يوم يتقرر فيه امتحان الإرادات، وتتكشف فيه الولاءات والطاعات وتعود دولة الاحتلال إلى قراراتها التي وضعتها لنفسها وباختيارها وخارج القانون الدولي وما يسميه الحكام العرب بالشرعية الدولية. ورغم ان بايدن قال ما عليه أمام من يهمه الأمر وأصدر رسائله لمن تعنيه مباشرة أو بالواسطة إلا ان الأمور مازالت ملتبسة ومتعقدة ومشوشة بين تصريحات لا ضريبة عليها، ودستور ملتبس وسياسيين لا قرار يلزمهم، لا ذاتيا ولا إداريا ولا أخلاقيا ولا وخز ضمير، وبين ضحك كالبكاء على مسرح الوقائع اليومية الدموية والكارثية على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والخدمية والثقافية وحتى الأخلاقية!.
حسب ما كشفت مصادر إعلامية ونشر في اغلب وسائل الإعلام ان ما حمله بايدن من سيناريوهات محددة لتشكيل الحكومة المقبلة، كانت موزعة بين الأول الذي تفضله واشنطن، ويتم بالتحالف ما بين قائمتي دولة القانون والعراقية، لتشكيل حكومة أغلبية برلمانية، تترك بقية الكتل في صفوف المعارضة البرلمانية، وتجد هذه المصادر ان هذا السيناريو طرح بوضوح في رسالة 34 عضوا في الكونغرس الأمريكي إلى رئيس الوزراء نوري المالكي وأشارت إلى ان الرئيس جلال طالباني (التحالف الكردستاني) انتقد هذا السيناريو أمام وفد الكونغرس الامريكي برئاسة السيناتور جون ماكين خلال لقائه بهم. أما السيناريو الثاني الذي يشدد عليه بايدن، حسب المصادر، تشكيل حكومة الراغبين، وسبق له وان طرحه على الكتل العراقية خلال زيارته السابقة إلى بغداد، ويقضي هذا السيناريو بإعادة تشكيل الخارطة البرلمانية بين من يرغب في تشكيل حكومة أغلبية وبين من يفضل البقاء في المعارضة، ورفض هذا السيناريو أيضا من قبل التحالف الكردستاني والمجلس الإسلامي الأعلى بعنوان أهمية تشكيل حكومة شراكة وطنية. والسيناريو الثالث الذي حمله بايدن إلى شركاء واشنطن في حكم العراق، ان التحول نحو تطبيق مفهوم الشراكة الإستراتيجية يتطلب تشكيل حكومة تكنوقراط قوية، بقيادات سياسية، من مختلف الكتل يتوزعون على المناصب السيادية التي ربما تكون اقرب إلى أسلوب محاصصة المواقع السيادية في تشكيل الحكومة السابقة بزعامة المالكي، ويتفق المالكي وعلاوي مع هذا السيناريو، فيما رفض من قبل التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني العراقي. ومن خلال هذه التسريبات العلنية للمخطط الأمريكي تتبين الخطوط المشتركة لكل السيناريوهات في الجمع بين رؤوس الكتل الانتخابية التي تعرف سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وتسهم معها في تطبيقها عمليا، والابتعاد عن تشكيل حكومة تحصل الأحزاب التي تتهم بأنها موالية لإيران فيها على أي تأثير على الرؤية الأمريكية والنفوذ الواقعي بعد الانسحاب العسكري، لاسيما تلك التشكيلات العسكرية التي توصف في البيانات العسكرية الأمريكية بالجماعات الإرهابية الخاصة على حد قول تلك المصادر الإعلامية التي تسرب إليها بعض من توجهات تلك السياسة وإجازة التصريح بها، وهي الرسالة المركزية التي طرحتها الوفود الأمريكية الرسمية التي زارت العراق خلال فترة ما بعد الانتخابات الأخيرة. وبالتالي تضرب السيناريوهات أكثر من عصفور واحد بحجر واحد، وتحقق سياستها التقليدية المتجددة في التفتيت والتقسيم الناعم للمكونات وجعلها في حالات جديدة من الصراعات الداخلية واضطرار اللجوء إلى الحماية أو الوصاية منها.
في كل الأحوال هذه هي السيناريوهات التي نشرت وما خفي منها لا يعلن طبعا ولكنه واضح من خلال ما يحصل اليوم في المشهد السياسي العراقي، داخل العراق أو خارجه. وهو ما يعني ان تشكيل الحكومة في العراق مرتبط أساسا لما بعد انسحاب القوات الأمريكية من بعض المدن والقواعد العسكرية لأهداف إستراتيجية أمريكية وادعاء تطبيق اتفاقات مبرمة بين الأطراف العراقية والأمريكية، وخشية متنامية مما سمي بالفراغ السياسي وتحرك دول الجوار للعراق في إملائه وتخوف أطراف محددة، لاسيما عربية، من هذه الأخبار، وتحركاتها في تركيز النظر إلى تهديدات الجوار العراقي غير العربي والتغطية على الخطر الرئيسي في العراق من الاحتلال العسكري والسياسي والخطر الصهيوني الذي يعبث ليس في امن العراق وحده، بل وحتى تلك الدول المرعوبة، والأحداث التي فضحت من جرائمه هي راس جبل الجليد منه في تلك البلدان.
غادر بايدن العراق وترك سيناريوهاته ولكن الأيام تمضي أيضا ولا تقدم على الأرض في أي سيناريو منها، رغم اللقاءات والحوارات والولائم التي لم تحرك الوضع في البلاد إلى ما يوفي ما معلن منه دستوريا، أو ديمقراطيا، أو حتى طبيعيا في مثل هذه الأوضاع القائمة اليوم. وبات فقدان القدرة لدى أصحاب القرار السياسي في الانجاز السياسي الواقعي ووضع البلاد على سكة السلامة الوطنية وإنهاء الاحتلال بكل أشكاله وتغيير الصورة القاتمة والقائمة حاليا والاعتبار من دروس التاريخ الوطني قبل غيره، وليس من المصادفة ان تكون الأزمة السياسية أو المأزق ممتدا خلال شهري حزيران وتموز وما بعده، وذكريات الثورات والهبات الشعبية التي رسمت صورة العراق، وأصبحت مرحلة من مراحل التحرر الوطني فيه.
سيناريوهات بايدن بما حملت تفسر سياسة المحتل للبلد الواقع تحت الاحتلال، ورغم عدم تحققها لحد الآن ألا أنها تبقى المؤشرات التي يعاني العراق منها ما يعانيه، ويزيد عليها إستقواء وحشي على الأبرياء واستشراء في الفساد الإداري والمالي والأخلاقي وغياب واضح لدخان ابيض عراقي قريب.
نقلت اغلب وكالات الإنباء ما سمي بسيناريوهات جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي المكلف بالملف العراقي في البيت الأبيض وصاحب مشروع تقسيم العراق بعد احتلاله. هذه السيناريوهات أحلاها مر كما يقال. طرحت هذه السيناريوهات بعد الاستعصاء في تشكيل حكومة عراقية والجمود السياسي الذي طالت مدته القانونية والدستورية وأصبح خرقا ومخالفة للدستور والعرف والقانون وكل ما ادعته الإدارة الأمريكية في غزوها للعراق. فقد جرت انتخابات يوم 7/3/2010، أي قبل أكثر من أربعة اشهر، ولحد اليوم والاتصالات واللقاءات بين الكتل الانتخابية والطوائف والأقليات القومية والدينية في نقاش عن البيضة أولا أم الدجاجة، ومن يقرر أو يحكم بالأغلبية الانتخابية والاستحقاق "الدستوري" أم الأغلبية البرلمانية والتشكيل الطائفي. ولعل الغائب في كل ما يستعرض سياسيا هو الاستهانة بأصوات الناخبين وتهميش إرادتهم الوطنية واستمرار السلطات أو أصحابها بمواقعهم وكأن الانتخابات لعبة رياضية انتهت بالتعادل ورضا الفريقين ولا غالب ولا مغلوب إلى يوم يتقرر فيه امتحان الإرادات، وتتكشف فيه الولاءات والطاعات وتعود دولة الاحتلال إلى قراراتها التي وضعتها لنفسها وباختيارها وخارج القانون الدولي وما يسميه الحكام العرب بالشرعية الدولية. ورغم ان بايدن قال ما عليه أمام من يهمه الأمر وأصدر رسائله لمن تعنيه مباشرة أو بالواسطة إلا ان الأمور مازالت ملتبسة ومتعقدة ومشوشة بين تصريحات لا ضريبة عليها، ودستور ملتبس وسياسيين لا قرار يلزمهم، لا ذاتيا ولا إداريا ولا أخلاقيا ولا وخز ضمير، وبين ضحك كالبكاء على مسرح الوقائع اليومية الدموية والكارثية على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والخدمية والثقافية وحتى الأخلاقية!.
حسب ما كشفت مصادر إعلامية ونشر في اغلب وسائل الإعلام ان ما حمله بايدن من سيناريوهات محددة لتشكيل الحكومة المقبلة، كانت موزعة بين الأول الذي تفضله واشنطن، ويتم بالتحالف ما بين قائمتي دولة القانون والعراقية، لتشكيل حكومة أغلبية برلمانية، تترك بقية الكتل في صفوف المعارضة البرلمانية، وتجد هذه المصادر ان هذا السيناريو طرح بوضوح في رسالة 34 عضوا في الكونغرس الأمريكي إلى رئيس الوزراء نوري المالكي وأشارت إلى ان الرئيس جلال طالباني (التحالف الكردستاني) انتقد هذا السيناريو أمام وفد الكونغرس الامريكي برئاسة السيناتور جون ماكين خلال لقائه بهم. أما السيناريو الثاني الذي يشدد عليه بايدن، حسب المصادر، تشكيل حكومة الراغبين، وسبق له وان طرحه على الكتل العراقية خلال زيارته السابقة إلى بغداد، ويقضي هذا السيناريو بإعادة تشكيل الخارطة البرلمانية بين من يرغب في تشكيل حكومة أغلبية وبين من يفضل البقاء في المعارضة، ورفض هذا السيناريو أيضا من قبل التحالف الكردستاني والمجلس الإسلامي الأعلى بعنوان أهمية تشكيل حكومة شراكة وطنية. والسيناريو الثالث الذي حمله بايدن إلى شركاء واشنطن في حكم العراق، ان التحول نحو تطبيق مفهوم الشراكة الإستراتيجية يتطلب تشكيل حكومة تكنوقراط قوية، بقيادات سياسية، من مختلف الكتل يتوزعون على المناصب السيادية التي ربما تكون اقرب إلى أسلوب محاصصة المواقع السيادية في تشكيل الحكومة السابقة بزعامة المالكي، ويتفق المالكي وعلاوي مع هذا السيناريو، فيما رفض من قبل التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني العراقي. ومن خلال هذه التسريبات العلنية للمخطط الأمريكي تتبين الخطوط المشتركة لكل السيناريوهات في الجمع بين رؤوس الكتل الانتخابية التي تعرف سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وتسهم معها في تطبيقها عمليا، والابتعاد عن تشكيل حكومة تحصل الأحزاب التي تتهم بأنها موالية لإيران فيها على أي تأثير على الرؤية الأمريكية والنفوذ الواقعي بعد الانسحاب العسكري، لاسيما تلك التشكيلات العسكرية التي توصف في البيانات العسكرية الأمريكية بالجماعات الإرهابية الخاصة على حد قول تلك المصادر الإعلامية التي تسرب إليها بعض من توجهات تلك السياسة وإجازة التصريح بها، وهي الرسالة المركزية التي طرحتها الوفود الأمريكية الرسمية التي زارت العراق خلال فترة ما بعد الانتخابات الأخيرة. وبالتالي تضرب السيناريوهات أكثر من عصفور واحد بحجر واحد، وتحقق سياستها التقليدية المتجددة في التفتيت والتقسيم الناعم للمكونات وجعلها في حالات جديدة من الصراعات الداخلية واضطرار اللجوء إلى الحماية أو الوصاية منها.
في كل الأحوال هذه هي السيناريوهات التي نشرت وما خفي منها لا يعلن طبعا ولكنه واضح من خلال ما يحصل اليوم في المشهد السياسي العراقي، داخل العراق أو خارجه. وهو ما يعني ان تشكيل الحكومة في العراق مرتبط أساسا لما بعد انسحاب القوات الأمريكية من بعض المدن والقواعد العسكرية لأهداف إستراتيجية أمريكية وادعاء تطبيق اتفاقات مبرمة بين الأطراف العراقية والأمريكية، وخشية متنامية مما سمي بالفراغ السياسي وتحرك دول الجوار للعراق في إملائه وتخوف أطراف محددة، لاسيما عربية، من هذه الأخبار، وتحركاتها في تركيز النظر إلى تهديدات الجوار العراقي غير العربي والتغطية على الخطر الرئيسي في العراق من الاحتلال العسكري والسياسي والخطر الصهيوني الذي يعبث ليس في امن العراق وحده، بل وحتى تلك الدول المرعوبة، والأحداث التي فضحت من جرائمه هي راس جبل الجليد منه في تلك البلدان.
غادر بايدن العراق وترك سيناريوهاته ولكن الأيام تمضي أيضا ولا تقدم على الأرض في أي سيناريو منها، رغم اللقاءات والحوارات والولائم التي لم تحرك الوضع في البلاد إلى ما يوفي ما معلن منه دستوريا، أو ديمقراطيا، أو حتى طبيعيا في مثل هذه الأوضاع القائمة اليوم. وبات فقدان القدرة لدى أصحاب القرار السياسي في الانجاز السياسي الواقعي ووضع البلاد على سكة السلامة الوطنية وإنهاء الاحتلال بكل أشكاله وتغيير الصورة القاتمة والقائمة حاليا والاعتبار من دروس التاريخ الوطني قبل غيره، وليس من المصادفة ان تكون الأزمة السياسية أو المأزق ممتدا خلال شهري حزيران وتموز وما بعده، وذكريات الثورات والهبات الشعبية التي رسمت صورة العراق، وأصبحت مرحلة من مراحل التحرر الوطني فيه.
سيناريوهات بايدن بما حملت تفسر سياسة المحتل للبلد الواقع تحت الاحتلال، ورغم عدم تحققها لحد الآن ألا أنها تبقى المؤشرات التي يعاني العراق منها ما يعانيه، ويزيد عليها إستقواء وحشي على الأبرياء واستشراء في الفساد الإداري والمالي والأخلاقي وغياب واضح لدخان ابيض عراقي قريب.