الأحد، 2 نوفمبر 2025

أبو أوس وداعاً


خبر صاعق فاجأنيوانا اقرأ نعيه في  صفحة رفيق مشترك. كما حصل حين كتب رفيق آخر كلمة تحية له في احتفال جريدة طريق الشعب بذكرى صدور اول جريدة شيوعية في العراق، صدمت ايضا وهرعت ابحث عن صحة الخبر من اول كلمة في المقال، غادرنا. واتصلت برقمه الهولندي للتحدث مع اي من العائلة قبل ان أكمل قراءة المقال المرفق بصورته الشخصية الملونة، واذا صوته يرد بدهشة فقلت له باقة ورد اخرى أزفها لك اضافة للباقة المرسلة لك اليوم في الجريدة، ولكن الكلمة الاولى غير موفقة فقد أدمعت عينيي يا ابا اوس، وانت العزيز الذي بقي يستحق أكثر من باقة الورد تلك.

حين شاركته في مهرجان الجريدة السنوي وخرجنا منه قبل أعوام قال للرفيق المصاحب لنا، أنا وابو بشير اصدقاء من ايام الجامعة وكنا نتزاور بين الكليات ونلتقي في كلية الفنون الجميلة عند رفاق ورفيقات اخر، ذكر اسماء بعضهم واستمرت المعرفة في العمل في الجريدة، ولقاءات متواصلة تختصر مسافات المطبعة ودار الرواد ومقر الجريدة في شارع السعدون او مقرالحزب في الكرادة.

والتقينا في الجبال في كردستان وشاركته في إعداد احتفالات عيد الحزب والأول من ايار والمناسبات الرفاقية الشخصية ايضا، (كما في الصورة المرفقة) وحوارات الهم الحزبي والوطني والأممي. ولم ينقطع حبل التواصل ونحن في منافي الله الواسعة.

وحين عاد إلى بغداد مساهما بتفان ونزاهة وصدق في الجريدة التي سهر الليالي مع رفاق ورفيقات لأجل ان تصدر وتشع بين الكادحين والمستضعفين في الارض، اعدت اللقاء به كلما ازور العراق، ونستعيد سوية او مع اخرين صفحات من تلك الايام.

فجعت .. وبألم قاس اكتب هذه الكلمات. هل حقا حل الوداع الأخير قبل أوانه، ورحل صديق لا تكفيه مفردات المحبة والصداقة والرفقة المخلصة لمعانيها والوفاء الذي ملأ صفحة مراسلاتنا وأوجاعنا وهمومنا في وسائل التواصل الاجتماعي. صعب عليّ ان اقول لك وداعا ولكنها الأقدار التي لا تراعي ولا تنتظر وتردد ما قاله الأولون عن الفراق الأخير، هي التي تضيف لاحزاننا ما يراكمها ويجمع في سلتها ما لا يطاق له ذكر.

وداعا ابا اوس، جواد كاظم الطائي .