tag:blogger.com,1999:blog-77605226858078395042024-03-05T06:49:44.768+00:00كاظم الـموسـوي Kadhim Al-Mousawiكاتب صحافي وباحث سياسي (دكتوراه فلسفة في التاريخ العربي).Writer Journalist and Researcher
-
PhD in Arab History
صدرت
له الكتب التالية:
العراق: صفحات من التاريخ السياسي،
فن الأنتفاضة،
الحركة العمالية في العراق، الجبال .. يوميات نصير في كردستان ،
لا للحرب.. خطط الغزو ..، ما يبقى.. صور وكتب، لا للاحتلال.. اسقاط التمثال وسقوط المثال بالعراق، واشنطن- لندن.. احتلال بغداد، بشت آشان.. فصيل الاعلام، العراق: صراع الارادات، المطرقة والمنجل في العراق، زمن الغضب العربي، مقالات الأخبار، ما هو داعش؟كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comBlogger1158125tag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-55532587858908633342023-11-02T11:53:00.001+00:002023-11-02T11:53:38.658+00:00«طوفان الأقصى» وطوفان الغضب الشعبي!<p class="has-text-align-right has-large-font-size" style="-webkit-font-smoothing: antialiased; -webkit-tap-highlight-color: rgba(0, 0, 0, 0); -webkit-text-size-adjust: 100%; border: 0px; box-sizing: inherit; caret-color: rgb(51, 51, 51); color: #333333; direction: rtl; font-family: "Noto Sans Arabic", system-ui, -apple-system, "Segoe UI", Arial, sans-serif; font-size: 22px; line-height: 1.6; margin-bottom: var(--post-content-gaps); margin-left: 0px; margin-right: 0px; margin-top: 0px; overflow-wrap: break-word; padding: 0px; text-align: justify; vertical-align: baseline; word-break: break-word;"><span style="vertical-align: inherit;"><span style="vertical-align: inherit;">سجلت مفاجأة «طوفان القدس» يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بحدود كاشفة لما فعلها وما بعد ذلك. </span><span style="vertical-align: inherit;">تفوقت عليها على ما كان مطروحاً عن الجيش الذي لم يقهر وقدراته الخرافية، ومع أجهزة المخابرات لها، ومع الانهيار في اختراع حصار غزة، بمليونايها والثلاثمئة ألف إنسان فيها، وجدران الحجز والحجر للمساحة المحددة في غزة، الثلاثمئة وستين كيلومتراً مربعاً وامتداداً طول واحد وبعدين كيلومتراً. ، متعددة الاستخدامات بين خمسة وخمسة كيلومترات، وبالتأكيد كلمة المرور الشاملة لكل ذلك بما في ذلك نمط «الطوفان» وممارسته وهجومه ببراً وبحراً وجواياً. </span><span style="vertical-align: inherit;">وهو ما أذهل، ليس إدارة المقاطعة المحلية، بل إدارات الإمبريالية الغربية ورأسها اللاتينية، فعلها المباشر انعكس على مختلف المستويات وصعدت، إعلامياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وغيرها. </span><span style="vertical-align: inherit;">وقيامها بالملء الكامل والشامل، من تجيش نشرتها أخبار كبيرة، والناطقة العسكرية بالعربية، للتحيةشيد ضد الأنواع، منها عدة أنواع، ومن حاملات الطائرات إلى قواعد جوية وقوات خاصة، وتسمين تتعلم المزيدروعة في المنطقة العسكرية العسكرية ومحيطها.</span></span></p><p class="has-text-align-right has-large-font-size" style="-webkit-font-smoothing: antialiased; -webkit-tap-highlight-color: rgba(0, 0, 0, 0); -webkit-text-size-adjust: 100%; border: 0px; box-sizing: inherit; caret-color: rgb(51, 51, 51); color: #333333; direction: rtl; font-family: "Noto Sans Arabic", system-ui, -apple-system, "Segoe UI", Arial, sans-serif; font-size: 22px; line-height: 1.6; margin-bottom: var(--post-content-gaps); margin-left: 0px; margin-right: 0px; margin-top: 0px; overflow-wrap: break-word; padding: 0px; text-align: justify; vertical-align: baseline; word-break: break-word;"><span style="vertical-align: inherit;"><span style="vertical-align: inherit;">بعد 75 سنة من النكبة والحصار والظلم والاضطهاد والهجرة وللجوء والسجن والقمع والإرهاب والتمييز فرني وتفشي الفاشية في التحكم والاستبداد، وتميزت فصائل المقاومة الإسلامية الفلسطينية وحلف المغرب وأذلت كل ذلك ولستراني الوحشي، المدجج ما تعنيه الكلمة، بكل أنواع صيغ التعاون والمساندة التي لا تقدر نسبها ولا تحصى أرقامها ولا تعدد أصنافها، وعددا وكمية وموازنة وقدرات. </span><span style="vertical-align: inherit;">كل هذا تعرَّف صباح ذلك اليوم جناح، وأعطى لصبر المقاومة الفلسطينية واستعداداتها وتحضيراتها، واستراتيجيتها وتكتيكاتها، سبب النجاح والفوز لوجود الهدف لها أعمالها، في ابتكار معركة محسومة ومسندة من محور ضامن، لا يتردّد فيها ولا يخاف من ابتكارات وخطط إمبريالية وإمبراطوريتها وقاعدتها الاستراتيجية، ولا ويهاب تبعاتها وعدوانها المستمر. </span><span style="vertical-align: inherit;">بل عزمت وحققت وأنجزت، فكسبت ما كسرت ووهان عندها خطر المعاناة والعدوان وركبت مركب النصر والتضحيات على طريق فلسطين، من الفاء إلى النون، وعاصمتها القدس الشريف، والأقصى عنوان طوفانها الهادر.</span></span></p><p class="has-text-align-right has-large-font-size" style="-webkit-font-smoothing: antialiased; -webkit-tap-highlight-color: rgba(0, 0, 0, 0); -webkit-text-size-adjust: 100%; border: 0px; box-sizing: inherit; caret-color: rgb(51, 51, 51); color: #333333; font-family: "Noto Sans Arabic", system-ui, -apple-system, "Segoe UI", Arial, sans-serif; font-size: 22px; line-height: 1.6; margin-bottom: var(--post-content-gaps); margin-left: 0px; margin-right: 0px; margin-top: 0px; overflow-wrap: break-word; padding: 0px; text-align: right; vertical-align: baseline; word-break: break-word;"></p><div style="direction: rtl; text-align: justify;"><span style="vertical-align: inherit;">برزت وحشية العدوان ووفاشية المعاناة مباشرة، في إعلان الحرب والرد بالنار وبالأسلحة المحرّمة، مسنوداً من آلة الحرب الإمبريالية، من حاملي الطائرات والوارج التي مخرت عباب البريد إلى شواطئ فلسطين، وتعمل جسور الاستمرارية عبر السفن والطائرات، وإنشاء ومكثفة من عناصر النخب العسكرية والوحدات الخاصة والمتدربين على الذبح والإبادة والقتل الجماعي. </span><span style="vertical-align: inherit;">وكشفت هذه الكائنات الوحشية خسّة ضمائر الزعماء الغربين وازدواجية معايير سياساتهم وكيلهم الكيل بأكثر من مكيال، فتنافسوا في الخداع والتضليل والمؤيد والكذب، في خطبهم وتعلنهم عنهم لقرارات تحظر التظاهر وحرية التعبير، وإصدار قوانين ت ت كل من ي حقوق الشعب الفلسطيني ويرفع علم فلسطين ويدين الحرب. والعدوان على الزعماء، المتناقضين في إدعاءاتهم عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية والديمقراطية الشعبية للقانون. </span></div><span style="vertical-align: inherit;"><div style="direction: rtl; text-align: justify;"><span style="vertical-align: inherit;">أمام كل هذا، «طوفان الأقصى» وردّ مشهد الفاشي الصهيوغربي، اندلع طوفان غضب شعبي عارم، حمل رايات الانتصارية والعدالة والحريات مشهور حياة الإنسان وكرامته وقيمه المشروعة. </span><span style="vertical-align: inherit;">وعبّر عن واضح ضد سياسات حكوماته ونهج الازدواجية والنفاق الغربي، خصوصا، فامتلأت شوارع عواصم الدول ومدنها الرئيسية، التي شاركت بوضوح في العدوان الوحشي، بالم تظاهرين الذين رفعوا شعار «الحرية لفلسطين» لكنا بعلم فلسطين، وشهدوا بوقف الحرب والعدوان فوراً. </span><span style="vertical-align: inherit;">ورغم أن بريطانيا وزارات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإيطاليا وأستراليا خففت السويد ومساؤها وتابعيها معًا، فقد أصدروا خروج التظاهرت رسميًا على الجميع ووقفت عددًا من المشاركين ورافعي «علم فلسطين» ومارست أعمال إرهاب واقتحام بعض بيوتناشطين من باستثناء والعرب الآخرين وحتى من الأحرار كذلك. ، إلا أن التظاهرات المحتشدة المفاجئة تلك المرأة وأرعبتها بأعدادها الغفيرة؛ </span><span style="vertical-align: inherit;">ما يقرب من مائتي أو بالملايين، ونشطاء روح التضامن العالمي وتؤيد كل التدابير والظروف المعاكسة أو الضغوطات والتضييقات.</span></div></span><p></p><p class="has-text-align-right has-large-font-size" style="-webkit-font-smoothing: antialiased; -webkit-tap-highlight-color: rgba(0, 0, 0, 0); -webkit-text-size-adjust: 100%; border: 0px; box-sizing: inherit; caret-color: rgb(51, 51, 51); color: #333333; direction: rtl; font-family: "Noto Sans Arabic", system-ui, -apple-system, "Segoe UI", Arial, sans-serif; font-size: 22px; line-height: 1.6; margin-bottom: var(--post-content-gaps); margin-left: 0px; margin-right: 0px; margin-top: 0px; overflow-wrap: break-word; padding: 0px; text-align: justify; vertical-align: baseline; word-break: break-word;"><span style="vertical-align: inherit;"><span style="vertical-align: inherit;">لقد شاركت الجماهير الشعبية في المظاهرات في راهن أخرى، كإسبانيا وإيرلندا كما في اسكتلندا وهولندا وبلجيكا وماليزيا وتركيا وإيران وكذلك في مدن عربية، كواجب عروبي، ومهمة عقائدية وقومية، في المغرب وتونس والجزائر ومصر واليمن والأردن والعراق والكويت والبحرين وعمان ولبنان وموريتانيا وليبيا وغيرها، كما مطلوب وقفات لأعضاء النقابات والمنظمات الدولية الموحدة بيتيس والإقليمية، كنقابات العمال والمحامين والصحافيين والمنظمات والطلاب والمعاهد في العديد من المدن العربية والأجنبية. </span><span style="vertical-align: inherit;">وفي المحصلة، حدث طوفان غضب شعبي عارم. </span><span style="vertical-align: inherit;">طوفان إيوازى مع «طوفان الأقصى» ويسنده ويسنده معه، ويكسب مدده ومداه، ويشرق عبر شوارع العواصم والمدن الأخرى في جميع أنحاء العالم بمواقف إنسانية عامة وردود الفعل وتأكيد قوة الرأي العام وشجاعته في الدفاع عن الحقوق المشروعة وعن كرامة الإنسان والقيم الإنسانية الماهودة وفضح التناقضات وازدواجية مشابه وتجميل الأسلحة الدولية والاختراقات للمواثيق والأعراف الدولية، وحتى الدساتير لمعظم الدول المشاركين في العدوان الإمبريالي، وجرائم الحرب وتزوير فيكتور والانحياز الأعمى لجرائم الحرب والاحتلال الاستيطاني ضد الإنسانية.</span></span></p><p class="has-text-align-right has-large-font-size" style="-webkit-font-smoothing: antialiased; -webkit-tap-highlight-color: rgba(0, 0, 0, 0); -webkit-text-size-adjust: 100%; border: 0px; box-sizing: inherit; caret-color: rgb(51, 51, 51); color: #333333; font-family: "Noto Sans Arabic", system-ui, -apple-system, "Segoe UI", Arial, sans-serif; font-size: 22px; line-height: 1.6; margin-bottom: var(--post-content-gaps); margin-left: 0px; margin-right: 0px; margin-top: 0px; overflow-wrap: break-word; padding: 0px; text-align: right; vertical-align: baseline; word-break: break-word;"></p><div style="direction: rtl; text-align: justify;">يتواصل طوفان الشعبي العالمي مع انخفاض جرائم الحرب في نيفادا ويكشف المشاركون فيها بكل أصنافهم وجميعهم والمتخدمين معهم في المنطقة، وهو ما لم يتأخر طويلاً قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ويثبت أن العدوان الصهيوغربي على الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من قطاع غزة، وحركة المقاومة الإسلامية «نشطة ذريعة وهدفاً بشكل رئيسي للإمعان في العدوان الوحشي وفي التركيز على التدمير الشامل والإبادة البشرية وتخريب البنى الإشعاعية والمستشفيات والمدارس لأصحاب والمخابز وأبراج المدنية، من دون أي أقوى لقانون أو حقوق أو نظم أو قواعد حرب أو الجبال أو الأخلاق العامة. </div><span style="vertical-align: inherit;"><div style="direction: rtl; text-align: justify;">وشملت هذه الفاشية عدداً من النواب الأوروبيين في البرلمانات أو البرلمانات التي تحتويهم، مثل إيرلندا أو إيطاليا أو إسبانيا، ليشهدوا بمحاكمة العدوان ومجرميه معطفين وداعيهم وكل من يساندهم، ووقف الحرب فوراً، وتراجع المستمر والتعويض بوحشية، وتوفير كل مستلزمات العيش الكريم، من الطاقة والكهرباء ومااء ودواء وغذاء تهيئة النظام، دون انتظار أو تأخير، قبل اتساع المقاومة وخروج المنطقة بالكامل عن التحكم. </div></span><span style="vertical-align: inherit;"><div style="direction: rtl; text-align: justify;"><span style="vertical-align: inherit;">جرائم الحرب الصهيوغربية تمادت أكثر من ادعاءات الإدارات المشاركة في تصعيدها وتجاوزت كل حدود أو قواعد أو قوانين، بشكل أكبر من سابقتها، وهي موثّقة بالصوت والصورة، وأمام أنظار العالم كله، حكومات وقيادات سياسية، دولية وإقليمية، ومنظمات دولية، اتجاهها ارتدت نظارات سوداء عمّا لتلقي ويجري من توحش فاشيّ لا يمكن إنكاره أو تبريره أو التستّر عليه. </span><span style="vertical-align: inherit;">حيث سيكون الأمر عادياً وعاراً وصفحة سوداء في التاريخ، للقيادات السياسية من الأعمال التجارية وحكومات الدول التي تلطخ وجوهها بدماء ونساء شيوخ غزة، وتهتم المتناسية لبرامجها ومواثيقها وشعاراتها.</span></div></span><p></p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-1018693710464580392023-09-12T22:05:00.002+01:002023-09-12T22:05:34.466+01:00شكر وتقدير<p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">نتقدم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بالشكر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الجزيل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والتقدير</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الوافر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">لكل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الاحبة،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">من</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">شخصيات</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ثقافية،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">سياسية،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">نقابية</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">واجتماعية</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">..</span><span class="s1">كرام</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">اوفياء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">صادقين</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.. </span><span class="s1">الذين</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">شاطرونا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">مصابنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وقدموا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">التعازي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وعبروا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">لنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">عن</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">مشاعر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الاخوة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والاعتزاز</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والوفاء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">والاخلاص،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">باي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">شكل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">كان،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بالحضور</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">المباشر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">او</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الاتصال</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">التلفوني،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">او</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بالرسائل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وعبر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">كل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وسائل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">التواصل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الاجتماعي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">مشاركتكم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">خففت</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">علينا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">قسوة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الفراق</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ورحيل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">العزيز</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والحبيب</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ابي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">علاء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">ندعو</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الله</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">تعالى</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ان</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">يستجيب</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">لدعواتكم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ويلهمنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الصبر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والسلوان</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وان</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">يمن</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">عليكم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بالصحة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والعافية</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وطول</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">العمر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والبال</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">شكرا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">لكم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">مع</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">التقدير</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والاحترام</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">اخوانكم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">كاظم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الموسوي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والعائلة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span></p><p class="p2" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; min-height: 32.4px; text-align: justify;"><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><br /></p><p class="p2" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; min-height: 32.4px; text-align: right;"><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><br /></p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-47099752146881156692023-09-12T22:03:00.003+01:002023-09-12T22:14:05.877+01:00خبر حزين<p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">انتقل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الى</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">رحمة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الله</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الواسعة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">شقيقي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وعزيزي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">عبد</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الحسين</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">/ </span><span class="s1">ابو</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">علاء،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">مساء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">يوم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الاحد،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> 2023/09/10 </span><span class="s1">في</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بيته،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بالعراق</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وتمت</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">المراسيم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">في</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وادي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">السلام</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">في</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">النجف</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الاشرف</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">رحل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ابو</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">علاء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">عنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بعد</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">معاناة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وآلام</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وصبر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وعناد</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.. </span><span class="s1">ولكن</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">تظل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">صورته</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ولحظات</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وداعنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الاخيرة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">قبل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">اسابيع </span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">شاخصة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ومعلنة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">اللقاء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الاخير</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وقسوة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الفراق</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">..</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">هي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الدنيا،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">رحلة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">سفر،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ومنعطفات</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">مسير،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وحسرات</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ايام</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وازمان</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span><span class="s1">واشراقات</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">تامل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وانتظار</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.. </span><span class="s1">قضيت</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">كما </span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">مرت</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وعبرت،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بكل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ما</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">حملته</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وما</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">تركته</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وما</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">اثرت</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">فيه</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وما</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">يبقى</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">منها</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">عزيزي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وشقيقي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ووجعي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">العراقي،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ابا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">علاء،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">سبقتك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">العزيزة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">اختنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الدكتورة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">فاطمة،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">التي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">لم</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">تبارح</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">صورتها </span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">وذكرها</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">يوما،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وها</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">جاءك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الدور</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.. </span><span class="s1">لتودعنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وتظل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">كما</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">هي،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">في</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">البال</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والذاكرة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والدعوات</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">..</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">لك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الرحمة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الواسعة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والجنان</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الخالدة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والذكر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الطيب</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ولنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">العزاء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والصبر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">اهلك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ومحبوك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">من</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ذاكري</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">جميلك </span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">واحسانك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> ..</span><span class="s1">وعارفي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">كدحك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وتحملك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الكثير،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الكثير،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">من</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">صعوبات</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الحياة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ومتاعب</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">العيش</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">والسياسة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">في </span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">العراق</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s1">ستبقى</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">حفيدتك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">فاطمة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">تبحث</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">عنك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وتبكيك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">بندائها</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">جدو</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> .. </span><span class="s1">جدو</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.. </span><span class="s1">ويلف</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الحزن</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ابنك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">علاء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وزهرتيك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">نور</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">واسراء،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">واخاك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">حيدر،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ابو</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">سيف،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">واخواتك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وازواجهن</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">واولادهن</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وبناتهن،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ولا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ينساك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ابو</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الحسن</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">حيدر</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s1">حبيبك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الذي</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">يتذكرك</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">دوما</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ابا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">علاء</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.. </span><span class="s1">يا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">عبد</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الحسين</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الموسوي،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">كل</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">نفس</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">ذائقة</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">الموت،</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وانا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">لله</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">وأنا</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">إليه</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s1">راجعون</span><span class="s2" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-6426622306336613362023-04-23T11:23:00.004+01:002023-04-23T11:23:50.069+01:00صباحا ازور الحديقة <p dir="rtl" style="text-align: justify;"> اغلب الايام، صباحا، بعد تناول الفطور وشرب قهوة الصباح اخرج للتمشي وممارسة تمارين رياضية احيانا في الحديقة الكبيرة القريبة من سكني، الواقعة بعد تقاطع شوارع عريضة، كل شارع بمسارين، للذهاب والاياب، باتجاهاتها الاربعة، المتقابلة، والتي يتوجب علي انتظار اشارة/ ضوء المرور الاخضر وعبور جانبين من التقاطع .... حيث تتحرك الحافلات والسيارات المختلفة الالوان والصناعات والحجوم.. اغلب الاحيان اصل عندما تتوقف عند خط اشارات/ علامات المرور الضوئية.. واحيانا انتظر مرورها امامي، فاظل اراقبها، واتابع الوانها وصناعاتها... اليابانية والكورية الجنوبية والالمانية والفرنسية والامريكية، هي الاكثر بينها مع باقي الشركات والبلدان المصنعة.. بعض الحافلات العامة مشتراة اغلفتها الخارجية من شركات تجارية ومصبوغة بالوان اعلاناتها البراقة، بشكل كامل، دعايات وعروض تجارية لماركات جديدة من الملابس او الاثاث وحتى افلام سينما ومواعيد عرضها، وغيرها من اعلانات الشركات والمخازن الكبرى في بريطانيا. فتختلف عن اللون الاحمر الاساسي في باقي الحافلات، المعروفة به، حافلات النقل العام في لندن. والتي صدّرت بعضها الى كثير من مدن اخرى، مثل بغداد. الاغلب فيها بطابقين ومقاعدها مريحة بحجومها وتوزيعها الموزون بهندسة فنية. والجديد فيها هنا الكاميرات الداخلية التي تساعد سائقيها على مراقبة الركاب في الصعود والجلوس والنزول منها وخدمات الانترنت وامكانية شحن الهواتف الذكية عند معظم المقاعد الامامية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">لا شرطة مرور في الشوارع ولا حوادث مرور او تجاوزات كثيرة، لا تعد ولا تحصى هنا، كما تنقل وسائل الاعلام يوميا عنها هناك.. لكن لا تخلو من حوادث سير محدودة.. عند ظهور الضوء الاحمر في علامات المرور على اعلى العمود في كل شارع، تتوقف كل السيارات وحتى راكبو الدراجات العادية والكبيرة، ويتم التحرك بانسياب حسب الاتجاهات والاشارة باوقات محسوبة ومركزة بجداول خوارزمية لا تخطيء بذاتها، وكانها تدور في سباق مع دوران عقارب الساعة المسندة على حائط المحل التجاري الكبير قرب التقاطع الكبير الذي اعبره كل مرة او كلما اتوجه الى الحديقة الواقعة عند الزاوية الشمالية من وجهة حركتي..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">الاسيجة التي تحيط بالحديقة عالية وملونة ايضا بالوان زاهية تضيف رونقا لجمال الحديقة. مدخلها الذي ادخل منه يبدا بأقواس عالية وممراته الرئيسية تخترق الحديقة من هذا المدخل الى نهايات الحديقة الاخرى، الى مدخلها من الطرف الاخر.. مرورا ببحيرات موزعة بانتظام ومسيجة ايضا باسبجة خشبية في اغلبها وفيها مساحات مفتوحة مخططة ومخصصة للصيد والصيادين الذين يؤجرون اوقاتهم وينصبون ادوات صيدهم، صناراتهم، وخيمهم وكراسيهم في اماكنهم المحددة. وتتوزع داخل الحديقة كراسي وطاولات صغيرة ومساطب عريضة على طول الممرات وحول البحيرات وداخل بقعها الخضراء. عند المدخل لوحات للاعلانات ومعلومات عن برامج او خطط لحياة الحديقة اليومية وكذلك خارطة جغرافية للحديقة بتفاصيلها الكاملة. وبعد البحيرة الكبيرة ملاعب مسيجة لكرة القدم والسلة وامكنة مخصصة باجهزتها للتمارين الرياضية، واخرى للشواء ومقاعد خاصة وملاعب اطفال قريبة منها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اشجار الحديقة المنتشرة بانتظام وتوزيع هندسي محاطة باسيجة ومساحات مملوءة بانواع الزهور، الطبيعية والوانها المعروفة.. وتشكيلاتها واصنافها.. وثمة اشجار عالية وكبيرة الجذوع، دالة على قدمها وتاريخها الطويل في مكانها وذكريات المارين عليها.. هذه الالوان والخضرة فيها تكون في اشهر الربيع والصيف، اما في فصلي الخريف والشتاء، فتتحول الارض الى مجمعات اوراق الاشجار الصفراء المتساقطة، التي تجمعها الادارة المختصة في اكياس وتنقلها سيارات نقل خاصة بها، ومثلها يطغى اصفرار الاعشاب وجفاف شجيرات الورد والزهور، كما السماء، تتلبد بالغيوم التي تنعكس اشكالها على سطوح البحيرات فتصبح وكانها لوحة رسام، ولا تبخل عليها بين فترة واخرى من حملها من الامطار.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">حين تمطر، خفيفا او مدرارا، اتذكر وانا امشي اقوالا منقولة للفنان العالمي المعروف تشارلي شابلن (1889-1977) ومنها: </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">1- أنا دائما أحب المشي فى المطر، كي لا يراني احد أبكي.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">2- لا شيء دائم فى هذا العالم الشرير، ولا حتى مشاكلنا.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">3- الحياة مأساة عندما تُرى عن قرب، لكن نراها كوميدية على المدى البعيد.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">4- أظل مجرد شيء واحد، وشيء واحد فقط، وهو مهرج، لأنه يضعني في طائرة تحلق أعلى بكثير من أي سياسي.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">5- يوم بدون ضحك هو يوم مهدور.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">6- نحن نفكر كثيرا ونشعر قليلا.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وطيور البحيرة انواع والوان، ففيها البط والوز، الابيض والاسود الريش، وله اسماء حسب البلد او التواجد الاكثر، ومنه الخضيري والبش، كما يسمى في العراق، ويتميز ذكره بتعدد الوان ريشه وراسه الاخضر وكبر حجمه عن انثاه التي لها لون واحد، بني فاتح، وحجم اصغر، والامريكي الاسود، الاصغر حجما بين البط، الذي يتميز ذكره عن انثاه بلون المنقار والارجل فقط، اللون البرتقالي للانثى والاخضر والابيض للذكر. واسماك البحيرات انواع وبحجوم مختلفة، وحتى بالوان ايضا. </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اما طيور الحديقة الاخرى كالحمام والفختى والعصافير والبلابل، فمتعددة حجما ولونا وطباعا. والاكثر فيها الحمام الرمادي او الازرق الفاتح منه، الذي نراه في اكثر البلدان، في الساحات العامة، المساجد، الكنائس، مراقد الائمة وكذلك الحدائق طبعا. والمميز ايضا بين الذكر والانثى منه، فالذكر يتعمق لون ريشه وتطوق رقبته الوان زاهية، خضراء وحمراء، والانثى تطوق بالوان اضافية، بنفسجية متداخلة ومتدرجة. ويعيش حيثما يتواجد بشكل مجموعات متقاربة، تطير سوية او تحط بحثا عن طعام او تزود بما تبحث عنه. والاطرف فيها محاولات الذكر في اغراء الانثى، بهديل موسيقي خاص، ونقر رقبتها قرب راسها، لتنحني له ويعتليها وما ان ينتهي من سفاده، ينفض ريشه منتشيا كما هي ويبتعدان، او كل منهما يعود للمجموع من زاويته بحثا عن طعام او مشاركة لمجموعهما في لحظته. وللفختى صوت شجي حزين ترجمه العراقيون في بلدهم وغنوه في لحن مقابل.. كما هو حال تغريدات العصافير وشدو البلابل.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اعود من الزيارة غارقا في عوالم الطبيعة والحيوان والطيور وهموم الانسان، منتشيا من جولة الصباح الاعتيادية، حاملا هاتفي الذي يشغلني ساعات من العمر كل يوم بصمت ويساعدني على التواصل والبحث والاطلاع وحتى الكتابة برضاي رغم الصعوبات المنوعة،.. المعروفة!.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-48846722376138326802023-04-20T22:51:00.000+01:002023-04-20T22:51:04.269+01:00الولاياتُ المتّحدةُ واحتلال العراق: بعد عشرين عامًا العنوان يتكرّر<p dir="rtl" style="text-align: justify;"> عشرون عامًا مرّت على غزو الولايات المتّحدة الأمريكيّة وحلفائها الغربيّين والمتخادمين العرب معها، للعراق، (آذار/ مارس- نيسان/ ابريل 2003) واحتلاله وتدمير دولته تحت حجج وذرائع ثبت خداعها وتضليلها للرأي العام العالمي والمحلّي منذ بدايتها، وفضح جوهر السياسات الإمبرياليّة ومشاريع التخريب والهيمنة والاستغلال وكي الوعي، و"كسب القلوب والعقول" وخطط "الصدمة والرعب". وهذه متناقضاتٌ فضحتها الوقائع والكوارث التي مارستها إدارة الاحتلال في العراق.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كان من بين الكتب المهمّة التي تناولت الحربُ على العراق كتاب "الحرب الخفيّة" الذي كتبته الأستاذة جوي غوردن، أستاذة الأخلاق الاجتماعيّة في قسم الفلسفة وكلية القانون في جامعة لويولا - شيكاغو في الولايات المتّحدة الأمريكيّة. والعنوان الفرعي له: أمريكا والعقوبات على العراق، وتضمنت محتوياته ما يكشف خطط تدمير العراق، من خلال العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والمتخادمين معها، غربيًّا وعربيًّا، وما تولّد منها وعنها من تداعياتٍ وآثارٍ كارثيّة.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">صدر الكتابُ باثني عشر فصلًا، وبثلاثمائة وواحد وخمسين صفحةً من القطع الكبير، وبحروف صغيرة. وكتب الناشر على غلافه الأخير: “هذا الكتاب، كانت العقوبات الاقتصاديّة المفروضة على العراق منذ عام 1990 إلى عام 2003 هي الأكثر شمولًا وتدميرًا من أيّة عقوباتٍ أخرى، وضعت باسم الحوكمة الدوليّة، فقد أدّت تلك العقوبات، التي ترافقتْ مع حملةٍ عسكريّةٍ ضدّ العراق عام 1991 انتهت بغزوه عام 2003 إلى انهيار البنية التحتيّة للعراق، ومختلف المقوّمات الأساسيّة اللازمة لاستدامة الحياة فيه.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"> بحث الكتاب في إدانةٍ واضحةٍ للسياسة الأمريكيّة في الدور الرئيسيّ الذي أدّته الولايات المتّحدة في صوغ تلك العقوبات على العراق، التي أسفرت عن وضع قيودٍ صارمةٍ على الواردات العراقيّة حتّى لأبسط السلع الحيويّة، من أنابيب المياه إلى منظفات الغسيل إلى لقاحات الاطفال، بذريعة "الاستخدام المزدوج" لهذه السلع وإمكان إفادة العراق منها لتصنيع "أسلحة الدمار الشامل". وقد شرح الكتاب بالتفصيل، استنادًا إلى الآلاف من وثائق الأمم المتحدة الداخلية، ومحاضر الاجتماعات المغلقة فيها (التي أتاحت المؤلفة النفاذ إليها عبر الرابط www.invisiblewar.net) فضلًا عن مقابلاتٍ مع دبلوماسيين أمريكيين وأجانب، كيف أن الولايات المتّحدة لم تكتفِ بمنع وصول السلع الإنسانيّة الحيويّة إلى العراق فحسب، بل قوّضت من جانبٍ واحدٍ أيّ محاولاتٍ للإصلاح، عبرَ تجاوزِ مفتّشي الأسلحة التابعين للأمم المتّحدة، والتلاعب بالأصوات في مجلس الأمن؛ بهدف الاستمرار في العدوان على العراق الذي انتهى بتدمير كلّ مقوّماته المؤسسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، العسكريّة والمدنيّة على السواء". (من مقالٍ للكاتب في قراءته للكتاب نشر في العديد من المواقع الالكترونية، يراجع عبر محرك بحث).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">واجه الشعب العراقي، خلال العقدين من سنوات الاحتلال المريرة، أنواع سياسات الاحتلال القمعيّة والاستغلاليّة والإرهابيّة والتعسفيّة، وعانى من صنوف انتهاكات الحقوق والالتزامات القانونيّة والأخلاقيّة، ولم تنته الأزماتُ التي ولّدها في العراق، كما يتبيّن من الوقائع اليوميّة الجارية على الأرض. فالعراق البلد الثري بكلّ الخيرات البشريّة والماديّة يعاني من شحٍّ وانحسارٍ بكل ما لديه، بل وازدادت مشاكله وإشكاليات الإصلاح والتغيير فيه إلى درجاتٍ وضعته التقارير الدولية في مستويات لا يحسد عليها على جميع الأصعدة، ما يعكس طبيعة سياسات الاحتلال وصعوبات سنواته العجاف. وحتى الآن وبعد التنفيذ الرسمي لاتفاقية انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي العسكرية، نهاية عام 2011، ومثلها القوات التي شاركتها الجريمة في انسحابها الكامل من أرض العراق والتقاسم مع الإدارة الأمريكيّة بالفتات التي تتكرم بها من خيرات العراق الطبيعيّة، تحوّل الهمّ الأمريكي، خاصّةً من خلال زيارات مسؤولين أمريكان، علنية أو سرية، وإجراء لقاءاتٍ بالمسؤولين العراقيين، تتلخّص بالعمل على البحث عن وسائل خداعٍ أخرى، تستر الفضائح السابقة، وتجدّد مشاريع الإدارة الأولى وخططها التي على ضوئها أقدمت بحماقات وجرائم الاحتلال العسكري المباشر وتدمير الدولة العراقية، وإعادة انتشار لوحدات عسكرية وقواعد عسكرية وتدخلات مباشرة، من خلال أكبر سفارة في المنطقة، مساحة وبناء وعديدًا من العاملين فيها، أجهزةً وأدوارًا، بكلّ الشؤون السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة في العراق والمنطقة عمومًا.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">والأبرز الذي أظهرته سياسات الاحتلال في العراق خلال سنواته هو تكريس نهج المحاصصة الطائفية الدينية والإثنية، وصناعة الأزمات المحلية بين القيادات السياسية وتجمعاتها الحزبيّة، وإشاعة التقاسم الإثني والطائفي في المجتمع وتفشّي الفساد والإفساد في الإدارة والحكم وزرع ألغام مؤقتة في العملية السياسية التي أدارتها وأشرفت عليها وما زالت تواصل سيرها في إطار بنائها السياسي وصناعة قاعدتها الاجتماعية التي تدير شؤون البلاد والعباد.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بعد عشرين عامًا من الاحتلال رفعت الإدارتين، الأمريكية والبريطانية، السرية عن وثائق لهما، أكدتا اعترافات للعديد من مسؤوليهما بجرائمهما التي ارتكبتاها في قراراتهما وخداعهما ومشاريعهما وأعمالهما المباشرة.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"> نشر الجيش الأمريكي دراسةً من ألف صفحةٍ تناقش تاريخه العسكريّ في العراق، متضمّنةً مئات الوثائق التي رُفعت السرية عنها، محمّلة القوات التي غزت العراق ارتكاب "أخطاء فادحة"، كما أطلق عليها وليس جرائم حرب ضد الإنسانية، كما هي في الواقع والقانون والاعراف.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">استخلصت الدراسة التي تم نشرها عام 2019 الدروس من العثرات العسكرية العديدة خلال غزو العراق، الذي استمر 8 سنوات؛ بين عامي 2003 و2011، كما بررت، ووسعت الاتهام إلى الحكومة العراقية والمتخادمين معها لارتكابها أخطاء (!) أدّت إلى تفاقم الانقسامات الطائفية، وتسبّبت بعودة العنف للبلاد، مؤكدة أن الحرب التي بدأت عام 2003 لم تنتهِ بعد، متهربةً من دورها وخططها في تكريس أو إنتاج هذه الظواهر والحالات والأزمات.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">أشارت الدراسةُ إلى أنّ "الخطط العسكرية لم تكن تتوقع اتخاذ قرار سحب جميع القوات الأمريكيّة في خريف 2011، بل استندت إلى افتراضاتٍ خاطئةٍ مفادها أنّ وزارة الخارجية ستدعم جهود التدريب، في حين أن الجهود المبذولة لتدريب الجيش العراقي لم تكن كافية". وجاء في الدراسة أنّها لا تُلقي باللوم الكامل على الأخطاء العسكرية أو السياسية، بل كذلك على ما عدّته "قلّة وعي لدى قادة الجيش الأمريكي حول الديناميكيات الطائفية والاجتماعية والسياسية في البلاد، التي غذّت الكثير من أعمال العنف". وحمّلت الدراسة واشنطن تبنّيها تفسيراتٍ خاطئةً عن مستويات العنف وعدم الوعي في تأمين الاستقرار مع تراجع أعداد قواتها؛ الأمرُ الذي أدّى إلى فشل قادة جيشها في تحقيق الأهداف الاستراتيجيّة مع مرور الوقت؛ بسبب القرارات التي اتُّخذت بالتوافق.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">فضحت هذه الدراسة خطط إدارة الاحتلال واعترفت بالجرائم التي ارتكبت وستبقى وثيقة إدانة للاحتلال وبرهانًا عليه، بالمعنى القانوني والاخلاقي، رغم محاولات التهرب من الإدانة المباشرة وإقرار الارتكاب، ومثل هذه الجرائم لا تنتهي بالتقادم، ولا بدّ من يومٍ للمحاكمة والعدالة الإنسانية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">أما الإدارة البريطانية، الحليف الشريك، فقد كشفت وثائق رفعت السرية عنها، (شباط/ فبراير (2023) تأكيد معرفتها بعدم صحة مزاعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل أو صواريخ بعيدة المدى قبل الغزو بعامين على الأقل. إذ فضحت الوثائق كذبة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وأشارت إلى علمه بخلو العراق من أي قدرات لامتلاك أسلحة محظورة، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، وبطلان ذريعته بالمشاركة في الغزو والاحتلال، وفضح ادعاءاته بالأسلحة والخداع بها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ذكرت قناة "بي بي سي" البريطانية أنه "بعد انتهاء الحرب، التي أدت إلى تدمير العراق ونزوح ملايين العراقيين وإسقاط نظام صدام حسين، تبين أن ادعاءات وجود أسلحة دمار شامل لدى النظام بلا أساس".</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">من جهتها أدانت لجنة تشيلكوت، في تموز/ يوليو 2016، التي شكلتها الحكومة البريطانية، الدور الذي لعبته بريطانيا في الحرب (!)، و(العدوان السافر والارتكابات الإجرامية!)، وكتبت بالتفصيل، في تقرير مطول، عن المعلومات الاستخبارية الخاطئة والأسس القانونية المشكوك فيها التي استندت بريطانيا إليها في غزو العراق، ورفعت إلى الرفوف أو أخفيت رغم كل محاولات التستر أو الدوران على الوقائع الكارثية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بينما استمر توني بلير رئيس الوزراء البريطاني – آنذاك - في الدفاع بقوّةٍ عن المشاركة في غزو العراق، لكنّه أمام اللجنة والإعلام عبر عن "شعوره بقدر من الأسى والندم والاعتذار أكثر مما يمكن تصوره عن الأخطاء التي ارتكبت في الإعداد لحرب تسببت في حدوث شرخ عميق في المجتمع البريطاني". محاولًا التملص من مسؤولياته القانونية والأخلاقية ومهماته وتحمله نتائجها وتداعياتها، ليس عن المجتمع البريطاني وحده، وإنما عن الشعب العراقي، وما سببه له وما حصل جراء مشاركته واندفاعه في الغزو والاحتلال.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كما أظهرت الوثائق اعتراف الحكومة البريطانية عام 2001، بفعالية العقوبات العسكرية والتسليحية والتكنولوجية في سياق مراجعة أجرتها إدارة بلير للسياسة الأمريكية البريطانية بشأن العراق، وارادت بريطانيا عرض سياسة جديدة أسمتها "عقد مع الشعب العراقي" على أركان إدارة بوش، تستهدف استعادة المساندة، خاصة من دول وشعوب المنطقة العربية، للسياسة الأمريكية البريطانية في التعامل مع العراق. وحتى هذا الذي ورد في الوثائق لم تنفذه إدارة الاحتلال البريطانية وظلت ذيلا تابعا لسياسات البنتاغون وداعميه من اللوبيات المعروفة.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وكنت قد تتبعت كل ذلك في أربعة كتب صدرت لي. وورد في الغلاف الأخير للكتاب الرابع الذي كان بعنوان: العراق.. صراع الإرادات، عن دار التكوين، دمشق عام 2009، هذا هو الكتاب الرابع في تسلسله، فقد سبقته ثلاثة كتب، هي: لا للحرب، خطط الغزو من أجل النفط والإمبراطورية، صدر عن دار نينوى، دمشق 2004، ولا للاحتلال، إسقاط التمثال وسقوط المثال، عن دار التكوين، دمشق 2005، واشنطن - لندن: احتلال بغداد، عن دار التكوين، دمشق 2007، ضم كل كتاب ما نشره الكاتب من مقالات في صحف ومواقع عربية، في فترةٍ زمنيّةٍ مؤرّخة، وعبر في كل ما كتب كما سجل في مقدمة الكتاب الأول عن مواقف من خطط الغزو والاحتلال، وعن آراء فيما تعرض له الشعب العراقي الكريم والوطن الحبيب من عدوان سافر وجريمة حرب مستمرة وهذه المجموعة من المقالات استمرار لسابقاتها، زمنًّيا، مواصلًا فيها ما عدّه موقفًا واضحًا من العدوان والغزو والاحتلال ودعوة متواصلة لتأسيس مرصد مراقب ومحذر من الكوارث التي حلت في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان و السودان والصومال وتتجه بأخطبوطها لغيرها على امتداد منابع النفط والثروات الأخرى، وقراءة لما جرى وما يمكن الاستفادة منه من عبر ودروس التجارب والأحداث ومطالبة دائمًا بحقوق الشعب ومثله وثرواته البشرية والمادية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ما زالت انشغالات الوضع العراقي الداخلي ومظاهر الأزمات فيه وتمددها على مختلف الأصعدة، راهنة أو متموجة، بعد عشرين عامًا من الاحتلال، من جهة، وتعكس كل يوم أزمة الاحتلال وسياساته وتطبيقاتها على الأرض من جهة أخرى. وهو الأمر الذي يوضح الفوضى الخلاقة التي أرادها المحافظون الجدد في العراق والمنطقة وتبناها من خلفهم وأدار بعدهم ما يحصل في العراق اليوم. التحديات التي عبرت عنها إدارة الاحتلال ولم تضع لها حلولًا تناسبها ويخفف عن الشعب العراقي ما وضعته سياساتها الدموية، تنشرها تقارير المنظمات الدولية وتكشف فيها صورًا أخرى، أكثر واقعية وأوسع أثرًا، وتفضح ما تحاول الإدارة الأمريكيّة والمتخادمين معها، التستّر عليه والتخطيط لاستثماره للعناوين الجديدة التي تطرح للعراق الجديد!</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بعد عشرين عامًا من الاحتلال الأمريكي للعراق، العنوان يتكرّر، بصيغ أخرى أو أساليب تصب في خدمته، رغم كلّ التوتّرات والارتباطات الإقليميّة والدوليّة، ورغم تصاعد الأزمات وتنوّعها، ما زالت المطامع الإمبرياليّة موجودة في موقع العراق الاستراتيجي وثرواته المنوّعة وأمن المنطقة واستقرارها، والصراع عليها وحولها، وهو ما يجب إدراكه بوعي للسنوات القادمة</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-42900232070575865102023-03-31T15:10:00.002+01:002023-03-31T15:20:03.553+01:00عن احتجاجات الشوارع الاوروبية!<p style="text-align: left;"><span face=""Open Sans", arial, sans-serif" style="-webkit-text-size-adjust: auto; caret-color: rgb(86, 86, 86); color: #565656; font-size: 1.7em; text-align: justify; text-size-adjust: auto;"></span></p><blockquote dir="rtl" style="border: none; margin: 0px 40px 0px 0px; padding: 0px; text-align: right;"><blockquote dir="rtl" style="border: none; margin: 0px 40px 0px 0px; padding: 0px;"><p style="text-align: justify;">تغيرت الشوارع الاوروبية بعد العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وتصاعد قرع طبول حرب يقودها حلف الناتو، وتديرها الولايات المتحدة الامريكية صراحة وبلا التباس. حيث فرضت ادارة الحرب الامريكية على اوروبا المشاركة المباشرة في سياسات الحرب تحت اسم دعم اوكرانيا وتقديم المليارات لآلة الحرب فيها وتشريع ما تسميه بالعقوبات والاجراءات العدوانية ضد روسيا والضغط عليها وعلى من يتعاون معها، مبينة ظهور تحالفين واضحين، متصارعين ومستعدين لمواصلة حرب تتدحرج نحو اخطر انواعها واشدها تهديدا للبشرية. وبالتاكيد تولد تداعيات على مختلف الاصعدة وتنعكس على حياة المواطنين عموما. ولهذا تدافعت موجات من الغضب على هذه السياسات في الشوارع الاوروبية، متنوعة من الاضرابات والتظاهرات المحدودة الى الاحتجاجات الشعبية الواسعة، تقودها النقابات وقوى يسارية في المعارضة للاحزاب الاوروبية الحاكمة، والتي اغلبها من اليمين التقليدي او اليمين الوسط.</p><p style="text-align: justify;">وسائل الاعلام بكل انواعها، لا سيما الفضائيات منها، تكشف صورها مباشرة وتعلن عنها كما هي في واقع الشوارع الاوروبية وامتلائها بالمحتجين وشعاراتهم والرايات التي تعبر عنهم والتي تنوعت اشكالها وفئاتها الاجتماعية. واغلبها جاءت رد فعل سياسيا وانعكاسا للازمة الاقتصادية التي ضربت اوروبا بعد تلك المواقف والسياسات التي تزعم محاصرة روسيا والتخلي من صادراتها اليها، لاسيما الطاقة والغذاء..فاثرت عكسيا في الحياة الاقتصادية في الغرب عموما، وتراجعت القدرة الشرائية لدى مواطني البلدان التي اشتركت مع الادارة الامريكية في مواقفها وقراراتها ضد روسيا وحلفائها.</p><p style="text-align: justify;">وحتى التظاهرات التي خرجت تحت شعارات السلام في اوكرانيا ووقف الحرب والانحياز لموقف الناتو، والتي تدعمها الحكومات الغربية ومن يؤيدها من الاحزاب والنقابات والبرلمانيين، رفعت شعارات تطالب بزيادة الاجور وتحسين الاوضاع الاقتصادية للعاملين في مؤسسات الدولة واعادة النظر بسياسات دعم الحرب والعقوبات والمقاطعة التي حملت الحكومات قسطا من اضرارها المتفاقمة على حياة المواطنين اليومية.</p><p style="text-align: justify;">شاركت اغلب نقابات العمال في أوروبا وقوى اليسار الاوروبي في اوسع الاحتجاجات مدافعة عن حقوق اعضائها في العمل والأجور، وأكثرها في قطاعات حساسة كقطاع الطاقة والموانئ والطيران، وامتدت الى نقابات عمال النقل والمواصلات العامة والعاملين في الصحة والتعليم وغيرها مما حكم الشارع الاوروبي في الحياة اليومية لاغلب العواصم الاوروبية وكشف التفاوت والنزاعات المخفية بين الفئات الراسمالية المتحكمة بالسلطات والقواعد الشعبية المنتجة للخيرات او الداعمة للتطور والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.</p><p style="text-align: justify;">عكست ذلك طريقة تعامل الحكومات الاوروبية مع الاحتجاجات السلمية، ومن بينها الحكومتان، الفرنسية والالمانية، مدعيتا مثال الديمقراطية في العالم، حيث مارستا القمع الوحشي للمتظاهرين ومنعهم من التعبير عن سوء حالهم وغلاء معيشتهم وعن آرائهم والمطالبة بحقوقهم، وقد فضحت وسائل الاعلام هذه الممارسات الوحشية وعرت ديمقراطية حكومات الغرب امام العالم.</p><p style="text-align: justify;">اثار اعلان تزويد اوكرانيا بانواع اخرى من الاسلحة، كالدبابات والصواريخ والطائرات موجة غضب اضافية، حيث اندلعت احتجاجات في اكثر من مدينة اوروبية، خاصة التي توجد فيها مصانع للاسلحة، مثل مدينة ميونخ، معارضة بشدة نقل الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحرب وطالبوا بحل دبلوماسي للأزمة والكف عن تصعيد الازمة واستمرار اشعالها.</p><p style="text-align: justify;">صب زيت الممارسات الحكومية العنفية ضد المحتجين على الرد عليها بما يقابلها ورفع الصورة الى مواجهات عنف بين قوى امنية مدججة بالسلاح ومدنيين يضطرون الى المقاومة بكل الاساليب المتاحة لهم، من حرق اطارات وغلق شوارع، الى مهاجمة مؤسسات الامن وحرقها واشباه ذلك مما يدفع الى نقل مشاهد عنف ترتفع وتيرتها كل مرة، وتضع المسؤولية من جديد على عاتق الحكومات وقراراتها وتبعيتها لسياسات مفروضة عليها ولا تعكس خيارات شعوبها واراداتها الوطنية. وهو ما يستدعي النظر اليه من زوايا الاسباب الحقيقية لما يجري وما يؤدي الى استمرار الاحتجاجات في الشوارع الاوروبية خصوصا.</p><p style="text-align: justify;"><br /></p></blockquote></blockquote><h2 style="-webkit-text-size-adjust: auto; border: 0px; caret-color: rgb(86, 86, 86); color: #565656; font-family: "Open Sans", arial, sans-serif; font-size: 1.7em; font-weight: inherit; margin: 0px 0px 1em; outline: 0px; padding: 0px; text-align: justify; text-size-adjust: auto; vertical-align: baseline; zoom: 1;"></h2>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-71767784520231374522023-03-21T19:58:00.001+00:002023-03-23T09:54:52.762+00:00 بعد عشرين عامًا: ماذا أُعد لمحاكمة الغزو والاحتلال؟<p dir="rtl" style="text-align: right;"></p><div dir="rtl" style="text-align: justify;">خلال عشرين عامًا من غزو الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها ومتخادميها للعراق، صدرت كتب ودراسات وأبحاث ومذكرات ومصنفات فنية عن جريمة الغزو والاحتلال؛ كشفت وسردت روايات جريمته واجتهدت بمتابعته وتصوير أدواته وتداعياته وآثاره وما حدث وما جرى.. فلم يكن الغزو فعلًا عاديًا، بل كان انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية وحقوق الإنسان والشعوب، ولن تسقط هذه الجرائم بالتقادم، بل تحتاج إلى أن يرفع الضحايا أصابعهم عاليًا ويعلنون صوتهم بشجاعة مطالبين بالمحاكمة والقصاص للجرائم ومرتكبيها وانفاذ القانون والعدالة.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;">فضحت كل ادعاءات الغزاة وحججهم وأكاذيبهم وخداعهم، وتعرت في الواقع أسباب غزوهم ولم يستطيعوا ستر الجرائم والفضائح والأكاذيب، مع كل ما خططوا وملكوا من وسائل إعلام وتضليل ورعب وصدمات..</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;">صحيح أنهم أنجزوا من خلال الطغاة الذين مهدوا لهم طرق الغزو والاحتلال، من هدر طاقات الشعب وتبذير امكاناته وتجريد مِنعته وهدم معنوياته في التصدي والمقاومة الوطنية الشاملة، رغم انطلاق شرارات لها في زوايا الوطن، بعد أن دنست قوات الاحتلال أرض الوطن، وهدمت أركانه، فقدم الشعب المحاصر والمضطهد كالعادة قرابين وجوده على أرضه وتزايدت أعداد ضحاياه وكوارثه وظل العراق جريحًا لم يُشفَ من آلامه، وخطايا الطغاة والغزاة والبغاة الذين أمعنوا في مأساة الشعب والوطن.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;">في كلمات تقديم لكتابي: لا للحرب.. خطط الغزو من أجل النفط والإمبراطورية، الصادر عن دار نينوى، دمشق، 2004، كتبت: كانت أجواء الفترة الزمنية مشحونة بسجالات، وحوارات ساخنة بين تيارات وأحزاب وقوى سياسية وارتباطات لا عدد لها وضغوط وحسابات لا تحصى، وضمن تلك المناخات الملتهبة وتبادل الأحكام السريعة والظالمة والاتهامات الجاهزة تتأتى قوة الموقف وقيمة الرأي وسداد الحكمة وشجاعة الكلمة، لا سيما وقد أعطت الحياة ودروس الأحداث صدقية وراهنية وقيمة فعلية وعبرة للجميع (ص8). وبعد الإشارة إلى جريمة الغزو أكدت: وفي مثل هذه الحالات من الضروري إشعال شمعة بدلًا من لعن الظلام فقط، وشد عزم وروح المقاومة والكفاح والمواجهة والمناوئة وكل اشكال وتعابير المواجهة في الساحات الكفاحية والبلدان المحتلة أو المحتملة لهجمات الإستراتيجية الإمبراطورية الصهيوأمريكية وحلفائها، مستمدة روحها من إرادة الشعوب الحية وتأريخها المجيد..".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;">وكتبت في كتابي: العراق.. صراع الإرادات، الصادر عن دار التكوين، دمشق، عام 2009، "إعادة قراءة الأحداث وتسليط الأضواء عليها أو على مجرياتها أو ما يتعلق بها مباشرة أو بشؤون العدو المحتل مهمة كبيرة وضرورية لحركة التحرر وبرامجها، وبلا شك تفيد في الاعتبار من تداعياتها الخطيرة والانتباه منها، وتدفع إلى العمل على تحقيق مشروع تحرري وطني تقدمي، وكذلك الصحوة من الكبوات ومن تفريط الجهود والطاقات والانحراف عن الأهداف السامية بالانجرار وراء مخططات الاحتلال وأساليبه، ولا بد من معرفة أنجح السبل إلى النهوض والصمود وما يفترض أن يسهم في انجاز المهام والأهداف والأمل في التغيير الفعلي بعد كل ما جرى وحصل في الوطن والعالم".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;">بعد عشرين عامًا: ماذا أنجز للضحايا؟</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;">لا بد من السؤال والإجابة المباشرة، بإعداد كل الأدلة والوثائق والاعترافات واعتماد ما صدر عن "فرسان" الغزو من شهادات مع إظهار الضحايا البشرية، الأعداد والأرقام، ومناشدة كل المنظمات الإنسانية التي واكبت الجريمة وعملت على فضحها، واللجان التي شكلت في عواصم العدوان، مثل لجنة تشيلكوت البريطانية، أو دراسات مكاتب البنتاغون، والدعوة للمحاكمة وإقرار العدالة.. وتطمين حقوق الشعب والوطن.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;">عشرون عامًا مرت على جريمة الغزو والاحتلال، وفي زلة لسان مجرم من مجرميها أنها كانت جريمة وحشية بشعة، وفي اعتراف مجرم آخر، بأن الجريمة سببت انقسامًا في مجتمعه وندم عليها، ولكن ما زال المذنبون دون حساب وعقاب. إن مصداقية أية محكمة ومنظمة حقوقية وتجمعًا بشريًا اليوم، تقف على محك إقرار الجريمة ومحاكمة المجرمين، التي لا يختلف عليها حتى من مرتكبيها..</div><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وهنا الوردة… فلنرقص معا…!!</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-69240617301114515242023-03-05T12:31:00.002+00:002023-03-05T12:31:30.406+00:00ناجح المعموري والاسطورة في السرد العربي <p dir="rtl" style="text-align: justify;"> نجح ناجح المعموري، كاتبا اديبا وناقدا وباحثا في الاسطورة، والتراث القديم، منفردا في اختياره ومتجاوزا في مدخله عالما اسطوريا في الادب والتاريخ، واضعا بصمته في "تقشير" النص الادبي، والتراث الثقافي العربي، في الاسطورة وعالمها.. واصاب فاضل ثامر، الناقد الادبي المعروف، في قراءته لمؤلف المعموري، الاسطورة في السرد العربي الحديث، وتقديمه له. ومقدمته شهادة اعتراف ثقافي وتميّز متبادل بين قدرتين نقديتين، قامتين بارزتين في المشهد الثقافي العراقي والعربي. فيكون الكتاب بمجمله نموذجا متفردا في قراءاته وتعبيره، بين نصه ونقده، بين مقدمته ومحتواه.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كتب فاضل ثامر: "ناجح المعموري، مجتهد شجاع، يمد اصابعه ومجساته النقدية داخل كثبان الماضي والمندثر ليستخرج لنا اللآليء الثاوية في القاع، وليعيد صياغة رؤية جديدة، ونصا كتابيا مغايرا" (ص6). واضاف:"كتاب الناقد ناجح المعموري "الاسطورة في السرد العربي الحديث" هذا، يندرج ضمن مساهمات نقدية جادة وعميقة في ميدان النقد الادبي الاسطوري، بدأها الناقد بمحاولة اكتشاف الانساق المغيبة والوصول الى الجذور الاسطورية الثاوية داخل النصوص الادبية والثقافية والدينية. وصرف الناقد جهدا كبيرا لتعرية وفضح ما تروج له وسائل الاعلام الايديولوجية الصهيونية عن توظيف النص التوراتي، كاشفا بشكل خاص عن الاصول السومرية والبابلية لهذا الفكر الاسطوري، والتي سرقها الكهنة اليهود اثناء اسرهم في بابل وادرجوها ضمن كتبهم واسفارهم اللاهوتية بوصفها اصيلة. ويمكن ان نشير هنا الى ما قدمه الناقد في هذا المجال من خلال مؤلفات مثل: "تأويل النص التوراتي" و"التوراة السياسي" و"ملحمة كلكامش والتوراة" و"اقنعة التوراة" و"الاصول الاسطورية في قصة يوسف التوراتي" وغيرها.."(ص6-7).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">قدم الناقد فاضل ثامر في تقديمه للكتاب بحثا في ابداع الناقد ناجح المعموري، موضحا قدراته في قراءة الاسطورة وتقشير النص الابداعي، التراثي والمعاصر، مؤكدا على نجاحه في بحثه وقراءاته وتشريحه النقدي في عتبات كل كتاب يكتب فيه او عنه. فاكد: " ان الناقد ناجح المعموري لم يكن بعيدا ايضا عن ادراك حقيقة العلاقة بين الفكر البدائي والفكر الاسطوري وان الاسطورة في المنظور ما بعد الكولونيالي هي شكل من اشكال مقاومة الهيمنة الكولونيالية بوصفها تمثل تاريخا للمنظور الاستشرافي" (ص9). "وانه ينطلق من فهم شامل لوظيفة الاسطورة، حيث يرى ان من خصائص الاسطورة تنوعها وتحقق استبدالات مهمة او ثانوية فيها، لانها نص متحرك في حركة الزمان والمكان، ولا تكرس الثبات (...) كما اكتشف الناقد اهمية الربط بين الاسطورة والتاويل والاستعمال الخارجي، (..) وان الاسطورة هي الحقل المعرفي المهم والخطير الذي سيظل منفتحا على التاويل لان الاساطير دائما ارض غنية وخص،بة، متعددة المستويات والطبقات" (ص10).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">واصل الناقد فاضل ثامر في قراءته او بحثه ليستخلص ما انتجه المؤلف وما عمل عليه، "ومن هناك نخلص الى ان الناقد ناجح المعموري قد اعتمد في كتابه هذا، وفي الكثير من مؤلفاته السابقة مجموعة من الاليات لاستنطاق النصوص الميثولوجية، منها ما اسماه بمفهوم "تقشير الاسطورة" والذي تبلور لديه، بشكل خاص اثناء قراءته لملحمة كلكامش". وختم المقدمة بتقييم نقدي للمؤلف مستندا على قراءته لمسيرته النقدية ومؤلفاته العديدة: "الناقد ناجح المعموري مجتهد كبير وشجاع خاض غمار حقول معرفية صعبة ومعقدة وشق له طريقا خاصا في التحليل والنظر والتاويل محاولا تحقيق هذا التوازن القلق دائما بين مقاربات النقد الادبي ومقاربات النقد الاسطوري، واغراءات الاستنارة باضاءات الانثروبولوجيا والسوسيولوجيا والسيكولوجيا والسيمياء والتاويل واللسانيات والايديولوجيا وغيرها، فكان بحق الناقد الذي كان" (ص13).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بحث التقديم تفاصيل الابداع النقدي في الاسطورة والتراث واساليب الربط والدراسة في تاثيراتها وتحليلها عبر دلالاتها وانعكاساتها في السرد العربي وتطورات النص الابداعي. واشار الى مصادر ثقافية لمبدعين اجانب في توصيف وشرح هذا النوع والاسلوب في اطار الاسطورة واغنائها للنص الجديد.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تناول الناقد ناجح المعموري في كتابه هذا قراءة نقدية معمقة لثماني روايات عربية، لخمسة روائيين، استخدموا روح الاسطورة او استدلوا باسلوبها ومقاصدها ودلالاتها. هي؛ رواية، ترمي بشرر للروائي عبدة خال، وثلاث روايات، للروائي احمد علي الزين، خربة النواح، والطيون، وحافة النسيان، ومقالان عن رواية عزازيل للروائي يوسف زيدان، ورواية جسر بنات يعقوب للروائي حسن حميد، ورواية صخرة طانيوس للروائي امين معلوف، في 202 صفحة من القطع المتوسط وبحرف صغير متعب للقراءة ومضغوط الاسطر، من منشورات دار المدى العراقية، صادر عام 2022.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اضاء الناقد المعموري في كتابه الاساطير التي تطابقت مع النص السردي عبر ابطال النص وشخصياته الرئيسية، او توازت عمليا مع تراثها الاسطوري وحكايات الدلالات ومعانيها التراثية والمعاصرة. وحلل الرموز التي استفاد منها الروائي او سعى اليها في اثراء نصه وسرديته في معالجة الكتابة الروائية فنيا. وفي الواقع كشف الناقد هنا مخزونه الشخصي واطلاعه العميق في عالم الاساطير والميثولوجيا ودلالاتها ومعانيها ومحمولاتها الثقافية والفنية وارتباطاتها اللغوية والتراثية بالواقع الفني وسرد مؤلفه له. واشار لكل ذلك في دراساته النقدية، ومنها رواية الروائي حسن حميد، ابتداء من العنوان: البلاغة الاسطورية في رواية بنات جسر يعقوب. "وانا في هذه القراءة النقدية لرواية جسر بنات يعقوب للقاص حسن حميد غير معني بما كان عليه الاسم كاستعارة اصل، بل مهتم بما ينطوي عليه من معلومات ثقافية/ اسطورية/ دينية/ فيها طاقة كبيرة للاختزال، ويظل الاسم كما في هذه الرواية معبأ بشحنات ممنوحة له من الاستعارات الاولى ولابد للقراءة النقدية من الاستجابة لها والخضوع لسياقها البنائي والفني/ والفكري، حتى يجد القيمة الدلالية المتبدية في الاصول" (ص 180). وراى ان الروائي في قراءته لرواية "صخرة طانيوس" منح للتاريخ صوتا، مثلما اعطى الاسطورة روحا تحتاجه، وتمثل صوت التاريخ بالجد الغائب وبالرجال الذين عاصروا او سمعوا بتفاصيل الحكاية" (ص 195). ملاحظا ان الروائي في اغلب الروايات التي درسها اعتمد على اسلوب المخطوطة الناريخية والاستناد على يوميات تاريخية او رقوق ونصوص اثارية، تبرز فيها روح الاسطورة ودلالاتها التي فككها الناقد في مقالاته. حيث ركز على دور الاسطورة او رموزها ودلالاتها في السرديات الموضوعة للدراسة. اذ اشار في رواية "ترمي بشرر" الى ان "ما يحصل في الحي والقصر من علاقات جديدة كان للسيد دور بارز فيما هو حاصل من اساطير وغرائبيات في الحياة، اساطير سجلت موت وولادة ثقافية جديدة، لا علاقة لها بالتكونات الاولى للافراد" (ص18). يسردها الروائي خلال حكايات متداخلة محكمة ومغذية للحكاية المركزية، مستخدما الرموز وتعبيراتها، كالمطر والماء والخضرة والمرأة القربان، المضحية دائما، وتفسيراتها كعناصر نظرية الخيال الباشلاري، وتطوراتها او اهتماماتها الرئيسية في الجنسانية او في ثقافات البداوة والمقابر والماء وما يجري فيها من عقائد وطقوس خاصة، تمنح الروائي قدرات في انتاج الحكاية واسطرتها، عبر فضح التناقضات القائمة بين المقدس والمدنس، بين الواقع ومشاهده المتعددة وامتداداتها التاريخية، او البناء عليها في معمار الرواية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">قراءات الناقد للروايات بمنهجه المتميز وتركيزه عليه اغنى السردية العربية، او قدم كشفا لقدرات الروائي في استخدام الرموز الاسطورية وربطها باسلوب الكتابة ودلالات المعنى والتشويق في النص السردي. مشيرا الى ان "الاسطورة حاضرة في خربة النواح، اسطورة اليومي المعروف والاسطورة ذات الاصول القديمة. لا تتضح هوية الشيء الا عبر اسطورة خاصة به مثل الاسطورة التي حازت عليها تلة الغياب" (ص76). حيث ر أى الناقد ان "تحول الغياب الى اسطورة جمعية، استمرت بالتداول فترة طويلة، ولان الجماعة لا تقوى على البقاء بدون تخيلات وتصورات لذا فانها تستمر بانتاج الاساطير كجزء من حيويتها واصرارها على البقاء"(ص77). مواصلا تفكيك توظيف الروائي للاسطورة ومبيّنا استمرارها في النص والتعويل عليها في اتمام مشروع الروائي في سرديته، في اكثر من نص باختلاف المضمون والاسماء والرموز. موضحا مثلا "في رواية (الطيون) ملامح كثيرة جدا لا تتشابه مع غيرها، وهذه اهم ملاحظة حول طريقة الكتابة والتحايل على معلومات السرد وعلى حقائق الذاكرة" (ص126). بينما لاحظ "ان رواية (حافة النسيان) سياسية، هيمنت الايديولوجية على تفاصيل الحكي"(ص132). ولكنه اشاد بنجاح الروائي في توظيف اليوتوبيا واستثمار امكاناتها الغرائبية. كما حصل في دراساته الاخرى ونقده لقدرات كتاب الروايات فيها من خلال العمل الفني ومراجعات التاريخ والتراث الشعبي والتداول الواسع.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">سجل الناقد في دراساته المنشورة في الكتاب ملاحظات نقدية، فنية وثقافية، وعرض امكانات الاسطورة في اغناء النص وشخصياته والتحايل عبرها عن المباشرة او المواجهة للوقائع اليومية او للواقع المكشوف الذي قد يتيه القاريء في تحولاته او سرده. وفي القراءة والنقد وتحليل النص قدرة مستمدة من اطلاع واسع على التراث وعالم الاسطورة وتخصص معرفي معمق وطاقة مكتنزة، تسربت في ثنايا الكتاب.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-20067493063172077112023-02-12T10:57:00.001+00:002023-02-12T11:01:05.465+00:00زلزال الضمير الإنساني<p dir="rtl" style="text-align: justify;"> زلزلت الأرض زلزالها في جنوب تركيا وشمال سورية، في المدن الحدودية بين البلدين، وكان زلزالا كبيرا أحدث كارثة إنسانية لم تشهد مثلها المنطقة منذ سنين. الخسائر البشرية كبيرة فضلا عن الخسائر المادية، مدن انهدت مبانيها على سكانها، في ظروف مناخية قاسية أيضا. السلطات لم تكن متهيئة للإغاثة المطلوبة في البلدين.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">في سورية تعكس الصعوبات وجها للعقوبات المفروضة واستمرارها.. الأرقام عن الضحايا تزداد كل ساعة، لا يعرف مداها اليوم. ولكن الصور المباشرة التي تقدمها الفضائيات تشرح الكارثة وتكشف زلزالا مصاحبا في الضمير الإنساني، عراه أمام الجميع وفضحه ما مورس فعليا أمام المأساة، الكارثة البشرية خصوصا.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">خارطة الطائرات التي نشرت أخبارها لأرسال مساعدات للمنكوبين في تركيا ولم يرَ مثلها في سوريا، وجميل ِمن مَن رسم قلوب حب مرسلة الى الشعب السوري على الخارطة، مقابل طائرات الغرب وبعض العرب المتسابقة في تعرية نفسها واعلان ذاتها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بكل الأحوال كشف زلزال الطبيعة زلزالا في الضمير الإنساني، لمن زعم بملكيته في الإعلام والتكاذب اليومي وغسيل الأدمغة المتسابقة مع آلام الكارثة وادعاءات البكاء على الضحايا أو صور مأساتهم الموزعة في وسائل الإعلام المختلفة، ولا سيما الناطقة باللغة العربية وأسماء أصحابها مرسومة على طائرات المساعدات التي وصلت تركيا وحدها دون أي خجل أو ادعاء ضمير مضمر فيها، والتركيز عليها فقط دون إشارة لأي مساعدات أخرى من بلدان أخرى..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">حجج بعض من تلكأ أو ناور أو عبّر عن ازدواجيته المعروفة به، قرارات العقوبات الغربية الاحادية على سورية، والتي للأسف لو توفرت محاكم دولية عادلة ومستقلة لحكمت على هذه القرارات وأصحابها بجرائم الحرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وهي تنتهك القانون الدولي وحقوق الانسان ومواثيق المنظمات الدولية. فلا حجة أمام الكارثة، ولا سبب أمام طفلة تحمي رأس أختها تحت ركام بيتها، ولا مبرر أمام طفلة لم تجد أهلها معها في مستشفى مكشوف، وتتوالى الأيام ولم يتحرك لهؤلاء الذين تفرجوا على الكارثة موضع.. ستبقى وصمة عار كبيرة على وجوههم ومن يصمت عليهم.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">لا وقت للتفرج أمام الكارثة الإنسانية.. لقد زلزل الزلزال الطبيعي الضمير الإنساني وأصبح الأمر محكا له ولمن يزعم به.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كل الفخر بكل من هزه ضميره وتحرك بأي شكل لمساعدة منكوبي سورية الآن بعد ما حصل وجرى أمام الجميع.. وكل التقدير لمن هزته الكارثة ووقف مع المنكوبين حتى ولو بالكلمة..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وأمام كل ما نرى، لما حصل من زلزال طبيعي في تركيا وسورية، وما تعقبته من هزات حصدت أعداد ا غير قليلة من البشر والحجر.. ومن ازدواجية معايير وأخلاق وممارسات، من أصحاب القرار السياسي والحكم في كل البلدان، تصبح المطالبة بزلزال شعبي يحدث مقابلا في رفض قرارات الحصار والعقوبات ومحاكمة المصرين عليها أو المروجين لها وفتح كل الفرص والحدود والمجالات أمام المساعدات والدعم والتضامن وانقاذ الضمير الإنساني..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">إنها ساعة الاختبار.. زلزال شعبي يهز الضمير الإنساني ومحاكمته في الواقع والتأريخ.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"><br /></p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-20474549672108599822023-01-24T15:30:00.005+00:002023-01-24T15:30:59.193+00:00 في المسألةِ القوميّة... رؤيةٌ جديدة<blockquote dir="rtl" style="border: none; margin: 0px 40px 0px 0px; padding: 0px; text-align: right;"><p style="text-align: justify;">ما تزالُ المسألةُ القوميّةُ في الوطن العربي موضعَ بحثٍ ودراسةٍ ومحاولاتِ تطويرٍ وتحديث، للمفهوم وعوامله وللمصطلح وتكونه. ولهذا تكونُ إضافةَ رؤيةٍ جديدةٍ للعنوان، لها موقعها في القراءة والتجديد المنشود لفهم المسألة القوميّة، وتعريفها الصحيح والمعبّر عنها واقعيًّا وملموسًا، والسؤال الحاضر: لماذا رؤيةٌ جديدةٌ في المسألة القوميّة؟</p><p style="text-align: justify;">تتفرّعُ الإجابةُ عن السؤال، إلى موضوعين، الأوّل يتعلّقُ بأداة الاستفهام، لماذا، وما تعنيه أو تتطلّبه الإجابة لما بعدها، من تحليلٍ وتقديرِ موقف. والثاني، يتطلّب قراءةً تاريخيّةً سريعةً أو استعادةَ مؤشّراتٍ ونقاطٍ دالّةٍ لعقودٍ قريبةٍ من الزمن، ولتكن من النصف الثاني للقرن الماضي، تقديرًا وتقريبًا. خاصةً تلك التي طرحت فيها تعريفات المفهوم وتطوير المصطلح في التعبير عن المسألة القوميّة، والصراعات الداخليّة بين التيارات الفاعلة في الأمّة ومراجعات بعضها أو مساعي العمل للخروج بما يخدمُ مشروعًا حضاريًّا نهضويًّا على أساس فهم الحاجة الملّحة للأمة للدخول في التاريخ الحديث كما يجب أن تكون عليه. لا سيّما وأن الواقع الحاضر للأمة يتصف عمومًا والوطن العربي بشكلٍ خاصٍّ بحالاتٍ من الأزمات العميقة والخيبات المتشعبّة والفشل العام في أغلب القضايا، السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، رغمَ كلّ الثروات التي تتميّز بها الأمة والوطن، الماديّة والبشريّة. الأمرُ الذي يدعو دائمًا إلى رؤيةٍ علميّةٍ واقعيّةٍ بوعيٍّ استراتيجيٍّ وإدراكٍ مخلصٍ لبناء الأمة وإعمار الوطن وتجاوز العقبات والعراقيل القائمة، الكامنة والظاهرة، المخفيّة والمعروفة، العلنيّة والسّريّة.</p><p style="text-align: justify;">تمثّلَ التعبير عن المسألة القوميّة منذ بدايات تلك الفترة بتناقض مواقف التيارات السياسيّة والفكريّة، النظريّة، ومواجهات بينها إلى حدود الصدام والقمع والتصفيات، باسم الشعارات والمفاهيم التي ضاعت فيها حدود الخطاب النظري والممارسات العمليّة، في جانبيها الأيديولوجيّ والحركي، ال قطر يّ والقوميّ، المناطقي والإقليمي، مشرقًا ومغربًا، حتّى باتت التناقضات بينها حادة، داخل التيارات وبينها.</p><p style="text-align: justify;">كتب ساطع الحصري (1879- 1968) العديد من الكتب والمقالات، وهو من بين الأبرز ممن أسهم نظريًّا في الكتابة والتعريف حولَ القوميّة العربيّة، وما هي القوميّة، والعروبة أوّلًا، والعروبة بين دعاتها ومعارضيها، وغيرها من العناوين المتقاربة منها، مقتنعًا بأسلوبه الحواري، ومنتهيًا في "كلمة ختامية في نتيجة الأبحاث، أن الوقائع والأحداث التي وصفناها وشرحناها، والنظرية التي استعرضناها وناقشناها، في مختلِف فصولِ هذا الكتاب، تؤدّي بنا إلى تقرير الحقائق التالية:</p><p style="text-align: justify;">أنّ أس الأساس في تكوين الأمة وبناء القومية هو: وحدة اللغة ووحدة التاريخ، لأن الوحدة في هذين الميدانين، هي التي تؤدي إلى وحدة المشاعر والمنازع، ووحدة الآلام والآمال، ووحدة الثقافة... وبكل ذلك، تجعل الناس يشعرون بأنهم أبناء أمة واحدة، متميزة عن الأمم الأخرى" (يراجع كتاب الحصري، ما هي القومية، نسخة الكترونية ص 210).</p><p style="text-align: justify;"><br /></p><p style="text-align: justify;">وأضافَ لما سبق في كتابه الآخر، حولَ القوميّة العربيّة، ما يلي: "ولكن لا الدين، ولا الدولة، ولا الحياة الاقتصاديّة تدخلُ بين مقومات الأمة الأساسية. كما أن الرقعة الجغرافية أيضًا لا يمكن أن تعتبر من المقومات الأساسية" (حول القومية العربية، ص44).</p><p style="text-align: justify;">ترك هذا التعريفُ نقاشًا واسعًا في الأوساط المعنيّة بالمسألة أساسًا، واستعرض هو ما ورد في الكتابات والدراسات الغربيّة بتوسعٍ وإضافة، ووقع في تعصّبه لها في حالاتِ القطع والتناقض مع غيره، حتى في الوطن العربي. فنشر الحصري مثلًا تعريفاتٍ ومواقفَ عديدةً لكتّاب ودارسين غربيين عن القومية والأمة. واستشهد بقول مانتشيني، الأستاذ في جامعة تورينو، الإيطالية، من خطابٍ له ألقاه في عام 1851، حيث عرف الأمة بما يلي: "الأمة مجتمع طبيعي من البشر، يرتبط بعضها ببعض بوحدة الأرض والأصل، والعادات، واللغة، من جراء الاشتراك في الحياة وفي الشعور الاجتماعي" (ص35). وعرض كثيرًا من آراء أخرى تصب في الاتجاه نفسه وظل مواصلًا نقاشاته أيضًا، ونقل رأيًا "للمفكر الألماني الشهير ماكس نورداو عبر عن رأيه في الفكرة القومية بصريح العبارات وأجسمها، حيث قال: "إن الذين فقدوا البصيرة، هم وحدهم يزعمون أن الفكرة القومية، هي من الآراء الطارئة التي لا تلبث أن تندثر، مثل اندثار الموضات" (ص22).</p><p style="text-align: justify;">ظلَّ الموضوعُ متداولًا تقليديًّا وفي نقاشٍ وجدلٍ بين المهتمين به والدارسين لتطوراته نظريًّا وعمليًّا، وخلص علماء اجتماع غربيون وشرقيون، في تسعينات القرن الماضي إلى تعريف بنديكت أندرسون للأمة بأنها: "جماعةٌ سياسيّةٌ متخيّلة"، وليست خياليةً. وبنظرةٍ روحيّة، أكّد: أن الانتماء لقوميّةٍ ما، أو كما يفضل المرء أن يعبّر عنه بالنظر إلى تعدّدِ دلالاتِ هذه الكلمة: الاندماج في أمةٍ إضافةً إلى النزوع القومي، هي منتجاتٌ ثقافيّةٌ من نوعٍ خاص، ولكي نفهمها على نحوٍ صحيحٍ فإنّنا بحاجةٍ إلى أن نبحث بعناية كيف ظهرت إلى الوجود تاريخيًّا وبأي سبل تغيرت معانيها عبر الزمان، ولماذا تحظى اليوم هذه الشرعية الوجدانية العميقة (ينظر كتاب: علم اجتماع القومية، ديفيد ماك، ترجمة: سامي خشبة، نسخة الكترونية، ص 25).</p><p style="text-align: justify;">هذه التعريفاتُ المتقاربة، التقليدية أو حتى الكلاسيكية تتطابق بعمومها مع وضع الأمة العربية، لغةً وتاريخًا، ويضاف لها أرضًا وعقائد دينية متعايشة، ومقومات اقتصادية، ومصالح مشتركة، وأهدافها جامعة، في المشاعر والتواصل والآمال، لكنها تفتقد إرادات حاسمة من أبنائها لوضعها على السكة المطلوبة من التقدم والتطور على الأصعدة المختلفة، إنسانيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، وتتجاوز التخلف والتفاوت والانحطاط الذي يفرض عليها. وأخذ بهذه الآراء عددٌ ممن خلف الحصري اهتمامًا بالمسألة، ومنهم من واصلها نظريًّا، ومنهم من حاول تطبيقها ولكن بعضًا من دعاتها مارس تناقضًا لها وخلافًا للشعارات التي رفعت باسمها، وعكس عمليًّا وعيًا متخلفًا وجهلًا مركبًا وأساء حتى لمصطلحها حسب تجربته المرة وفهمه لمشروعها ودورها ومكانتها التاريخية.</p><p style="text-align: justify;"> ليس دعاة المسألة القومية وحدهم من انشغل بها وخالفها، فقد شغلت بال الماركسيين نظريًّا وعمليًّا، كما تحدّث الدكتور هشام غصيب في ورقةٍ بحثيّةٍ له، "إذ تناولها ماركس وإنغلز بإسهابٍ وبخاصةٍ في سياق ثورات 1848 التي عمت القارة الأوروبية برمتها. وركزا على علاقة القوميات والحركات القومية بالثورة الاجتماعية. ثم عادا وتناولاها في سياقٍ آخر، متسائلًا ما هي الأبعاد التي تركز عليها النظريّة الماركسية في تناولها المسألة القومية؟</p><p style="text-align: justify;">إنَّ النظريّةَ الماركسيّةَ نظريّةٌ تاريخانيّةٌ ومن ثمّ فإنّها لا تعترف بالمطلقات والجواهر الثابتة وإنّما تعدّ كلّ شيءٍ متغيّرًا وفي صيرورة، وهذا ينطبق على الأمة والقومية أيضًا. لذلك فهي معنيّةٌ بالإجابة عن أسئلة كالآتية: كيف تنشأ الكيانات الاجتماعية التاريخية التي نسميها الأمم؟ وهل تنشأ جميعًا بالكيفية ذاتها وتحت الظروف ذاتها؟ وكيف تتطور وتهيمن على بعضها وتتراجع وربما تتفكك وتندثر؟ وكثير من الأسئلة". وهو ما تبيّن في الصراعات بين التياريين البارزين، القوماني والماركسوي، في الأمة في فهم المسألة القومية ودورها في التحرر الوطني والكفاح السياسي، ويقدم دروسًا وعبرًا لا مفرَّ من الاعتبار منها وبها وتطويرها إيجابيًّا في بناء الرؤى الجديدة.</p><p style="text-align: justify;"> تتعارضُ التيّارات السياسيّة والفكريّة العربيّة في الوطن العربي، وهو ما أشرنا له من وقوعها في التناقض والصراع بين الأهداف والشعارات والبرامج وتجسيدها على أرض الواقع، عاكسةً فشلًا كارثيًّا وانكسارًا حادًّا في الوعي العربي وتخلّفًا في إدراكه وفهم عوامله والبحث عن سبل التغيير والتجديد، طيلة العقود الأخيرة، ولفترةٍ ليست قليلة، ختمته أغلب إدارات تلك التيارات بالوقوف أمام إعادة الاحتلالات الإمبرياليّة لبلدان الوطن العربي, وتوفير الأسباب والطرق لها، وتعميق التفاوت الطبقي والاجتماعي، وتبذير الثروات وتدمير الطاقات، وتهافت أطراف منها على التنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية واقعًا والتلهي بالتكاذب الإعلامي وشراء الذمم والعقول.</p><p style="text-align: justify;">بوضوحٍ أكثرَ وبروحٍ نقديّةٍ واعيةٍ واستمرارًا للكتابة النقديّة، التنظير الفكري والسياسي للمسألة القومية، طرح ياسين الحافظ (1930- 1978) مشروعًا فكريًّا متجدّدًا، دعا فيه حسب قراءة دكتور عبد الله تركماني، في دراسةٍ له عنه، إلى الارتفاع من مستوى المشاعر القومية العربية إلى بناء الأمة، بما ينطوي عليه ذلك من أساسٍ ديمقراطيٍّ لهذا البناء. وأضاف تركماني: لقد أمسك الحافظ بمفهوم التأخر التاريخي للمجتمع العربي، الذي يتجلى سياسيَّا بغياب الرأي العام وبكونه صاغرًا وعزوفًا، ويتجلى اقتصاديًّا بكون الاقتصاد العربي مندلقًا نحو الخارج وتابعًا، ويتجلّى اجتماعيًّا بسيطرة بنى اجتماعيّةٍ ما قبل قومية (طائفية، عشائرية، عائلية، محلية..)، ويتجلّى فكريًّا بسيطرة فكرٍ تقليديٍّ تمتدُّ جذوره إلى العصر الوسيط. لذلك فهو ينتقل من نقد "السطح السياسي" إلى نقد "العمق الاجتماعي" الذي يصوغ الحيز السياسي ويفرزه. وحرر الخطاب القومي من البلاغية المترهلة، وأنقذ الماركسية العربية من ضيق العبارة والأفق وتكلس الصيغ، حين استعاد روحها النقدية، بوصفها سؤالًا مشرعًا ضدّ الثبات والسكون والامتثال والعقائدية المنغلقة على نفسها.</p><p style="text-align: justify;">إن الرؤى المتعددة التي تقدمت في توصيف المسألة القومية، سواء التقليدية منها أو التجديدية، المحسوبة على اليمين القومي أو اليسار الديمقراطي بقيت في أدراج المكاتب ورفوف الكتب فقط، وتركت الأوضاع العربية بمختلف مستوياتها تنحدر إلى درجاتٍ كارثيّة، أضافت لها ممارسات دعاة القومية التقليدية اليمينية تشريع أبواب الاحتلال الغربي من جديدٍ للوطن العربي والعمل بإصرارٍ على تصفية القضية الفلسطينية قضيّةَ تحرّرٍ وطنيٍّ مركزية، وركن أساس لقضايا التحرر الوطني والقومي في أغلب البلدان التي أعيد احتلالها إمبرياليًّا بأشكالٍ مختلفة، سواءً بالتخادم السياسي المباشر وغيره أو بالقواعد العسكرية وتنفيذ المخططات التآمرية بالضد من المصالح الوطنية والقومية.</p><p style="text-align: justify;">المسألةُ القوميّةُ بحاجةٍ ماسةٍ وعاجلةٍ وضروريةٍ الآن إلى رؤى جديدةٍ تبدأُ من وعي واقع الأمة والوطن، من خلال تحليلٍ ملموسٍ للواقع الملموس، والعمل على استنهاض الطاقات الكامنة، البشرية والماديّة والمعنويّة، وتوحيد كفاح الساحات وتنسيق كلّ جهودها وتحديد الأهداف ومدياتها وتجديد الشعارات، بما يوازي المتغيّرات الدوليّة والتطوّرات العالميّة والثورات العلمية الراهنة، وتمتين الجبهات، السياسية والفكرية والثقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، واعتبارها قوّةً قادرةً على الإنجاز والتقدّم والتنمية والتطوّر، مع اعتبار الأزمات وتصاعدها والانتباه للمعوقات وآثارها ومجابهة التحديات وتداعياها، شرطًا رئيسيًّا للنهوض والتغيير.</p></blockquote>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-5918759164356995362023-01-12T10:41:00.004+00:002023-01-12T10:41:45.174+00:00المشهد السياسي في العراق: من الانسداد الى التدوير..<p dir="rtl" style="text-align: justify;">تعمم مصطلح "الانسداد السياسي" على فترة غالبت العامين في تاريخ العراق القريب، (استمرت من اواخر عام 2019 وتصاعدت بقوة بعد انتخابات تشرين اول/ اكتوبر 2021) بعد حراك شعبي واسع في المدن العراقية، وسط وجنوب والعاصمة، اسقط حكومة معيّنة (حكومة عادل عبد المهدي) وجاء بحكومة اخرى (حكومة مصطفى الكاظمي)، مؤقتة، كلفت بمهمة اجراء انتخابات وتنفيذ مطالب الشعب بالاصلاح وربما بالتغيير. واصبح الانسداد السياسي عبئا ثقيلا على الجميع، الكتل السياسية وقواها المتنفذة والشارع السياسي ومؤسسات الدولة التي تحمل اسما لها دون معناه الحقيقي، مجلس الشعب، البرلمان، مؤسسات الرئاسات، او السلطات، حتى القضائية والصحافة واضرابها. وحصل هذا الانسداد او ما اطلق عليه كذلك بسبب فشل من تصدى للعملية السياسية التي تشكلت بعد غزو واحتلال العراق عام 2003 في ادارة الدولة وبنائها بما يخدم الشعب ويحمي الوطن، بينما نجحت الادارات التي احتلت العراق في هندسة ما يجري حاليا، ضمن خططها في مرحلية التدمير والخراب، من التقسيم المكوناتي الى التشطير الاثني والطائفي والجغرافي للعراق والى منهجية المحاصصات وتكريس سياسات الفساد والافساد والزبائنية والرهانات التخادمية مع المشروع الرئيس للاحتلال والاختلال في العراق.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"> شيوع الطابع المحاصصاتي، الاثني والطائفي، على العملية السياسية، مهدت له او خططت إدارات الغزو والاحتلال للعراق له، ووضعته في اطار مشروعها في تفتيت الشعب العراقي و"أقلمة" الوطن، بالعمل على تقسيم المقسّم وتجزيء المجزّأ، في ظروفٍ مركّبة وحالات معقّدة، اختلطت فيها الأوراق وتباينت فيها المواقف وغابت الرؤى السليمة وآفاق العمل الوطني لبناء دولة قانون، وإصلاح ما حل بالوطن والشعب من نكبات لا توصف طيلة العقود الأخيرة من القرن الماضي، وامتدادا لما مرَّ به من بعده. واستمرّت هذه الأحوال، بل وتدهورت نحو الأسوأ، مما كانت عليه تحت شعارات وبرامج لا تخدم المصالح الوطنية ولا تعد بأفضل مما كان، وأدّت تلك الإدارات وأجهزتها والمتخادمون معها، في الداخل ومن الخارج، أدوارا خطيرة فيها، سرا وعلنا. وصولا الى فترة الانسداد السياسي والتهديدات بسيناريوات خطيرة، وصلت حد النزول المسلح للشارع و"احتلال" بناية مجلس الشعب والمنطقة التي تسمى خضراء، وتتواجد فيها السفارات الاجنية، وخاصة سفارات الدول الغازية والمحتلة، ومنها اكبر بناية لسفارة امريكية في العالم الى حد الان، ودوائر الدولة المركزية الرئيسية. وكادت تتحول الامور الى السيناريو المخطط له كمرحلة محسومة لمراحل المخططات الغربية للعراق، مرحلة الحرب الاهلية، الداخلية، حرق الاخضر واليابس. هكذا وصلت الامور الى الحافة، وتحقق شعار الاحتلال الرئيسي، الصدمة والرعب. واصبحت تلك الايام والاحداث نقطة فاصلة في تاريخ العراق.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">مقارنة التحولات والتطورات منذ الغزو والاحتلال عام 2003 وحتى اليوم، تقدم نتائج سلبية، ومخيبة لآمال الشعب وانتظاره الطويل. لا آفاق مثمرة فيه ولا مصالح حقيقية ترتجى منه، وكل ما يمكن الإشارة إليه في ما يقارب العقدين من الزمن لا يعطي ما يؤمل أو يرتجى، فالواقع يسير من سلب إلى آخر: لا خدمات أساسية ولا قانونا يحترم ولا إعادة بناء بمنجزات تسجل، بل تكرست آفات جديدة، تلخصت بالمحاصصة الدينية والطائفية والعرقية، وشيوع الفساد والمحسوبية والزبائنية والمناطقية، والتهديد بعواقب ما يجري اليوم في المشهد السياسي. وإذا كانت مخططات المشروع الصهيو أمريكي/ غربي، قد تمكنت من تكريس تقسيم الشعب العراقي إلى مكونات "شيعة وسنة وأكراد"، وإلغاء أو تهميش هويته القومية والدينية، ووضعها ضمن أهدافها الأولى، مرحليا، وزرعها في الواقع السياسي، قانونا وعرفا، وتوثيق إدارته على أساسها، انتقلت إلى أهداف أخرى تتوازى مع ما سبق، كمرحلة ثانية، ولكن بشكل يزيد من المحنة ويعمق من الفتنة، حيث فعلت ما يؤمن لأهدافها وقائع أخرى، فتم تجزيء المكونات وتقسيمها إلى أطراف متصارعة، متنافسة، وصولا إلى متحاربة بينيا، داخليا، ومن ثم التوجه خارجيا، حسب المخططات، مع المكونات الأخرى، على امتداد مساحة الوطن وصناعة امكانات انطلاق شرارات منها خارج الحدود، إلى المنطقة لتأمين الأهداف الفعلية المرسومة منها والمتغافل عنها مصلحيا وذاتيا وغياب وعي حقيقي، كمرحلة ثالثة. ولعل تجميد اندلاعها بالسرعة الموجهة إليها يكشف عن وجود ضغوط تشترك في تخوفها من تداعياتها عليها وتأثيراتها على ما هو أبعد منها، إقليميا ودوليا، وعلى صعد مختلفة (مصادر الطاقة أبرزها) تعيش حاليا أوضاعا مؤثرة، فأصبح داخل كل مكون نزاع بين طرفين أو أكثر من طرف، يزعم تمثيل المكون، ويدفع إلى تأطير نفسه مقابل "ضده"، شريكه أو شقيقه، الداخلي متنافسا بقوة معه دون حسابات واقعية أو مصالح وطنية عامة، وحتى مصالح المكون نفسه. وكأن التطورات، ولاسيما الخلافات والصراعات، التي جمدت مؤقتا قدر نازل على الشعب، او هكذا اريد له، لعنة تاريخ دموي لم تتوقف. وتعبير عن فقدان الوعي الوطني والتاريخي في تحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية، والاستفادة من التجارب الشعبية ودروس التاريخ وبناء الدول.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">لقد نتجت عن انتخابات تشرين" المبكرة" اسباب اضافية للانسداد، وما تلاها من تفاعلات وخطوات متناقضة بين القوى السياسية، التي فازت او خسرت موقعها في البرلمان، (وحصتها من كعكة السلطة، كما يعبرون عنها في حواراتهم المتلفزة جميعا) وما تنفذ منها قاد الى تلك النقطة السوداء في المشهد والناريخ. واخيرا كأن "ساحرا" حل العقد ورسم ضوءا ضعيفا في نهاية نفق الانسداد، حيث اقتنعت كل القوى السياسية بكارثة النهايات دون الوصول الى الحلول الدستورية والعودة اليها سبيلا مؤقتا على الاقل وتحمل مسؤولية استمرار العملية السياسية التي بنيت باشتراكها فيها. فتفككت التحالفات المؤقتة، (تحالف بناء وطن، بين التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، اعلى الفائزين بمقاعد برلمانية..) ومسمياتها وتشكلت تحالفات اخرى منها ومع الطرف الثاني في الكتلة الاكبر للمكون الاكبر في العراق، الاطار التنسيقي باطرافه الرئيسية وحلفائه من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وكتلة عزم ومستقلين، (والتحالف الجديد، تحالف ادارة الدولة، جمع اضافة الى الاطار وحلفائه، اطراف التحالف السابق ما عدا التيار، الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة) وبضغوط متعددة الاتجاهات والتوجهات والوسائل، اسهمت فيها انشغالات اكبر منها، اقليميا وعالميا، ودفعت سحر " الساحر" الى عودة جلسات البرلمان (من ممثلي كل الكتل والقوى السياسية التي اشتركت في الانتخابات المبكرة، عدا ممثلي التيار الصدري الذين تم سحبهم من البرلمان وتحريك الشارع السياسي بعده..) و" انتخاب" او تعيين رئيس للجمهورية، عبد اللطيف رشيد، (يوم 2022/10/13) وقيامه بالادوار المرسومة له دستوريا، بتكليف رئيس وزراء، محمد شياع السوداني، مسمى من التحالف الاكبر وانجاز تشكيل مجلس وزراء بفترة مقبولة، تعويضية عن هدر الزمن والمسؤولية الوطنية، (نالت ثقة البرلمان يوم 2022/10/27)والبدء بما بعد تلك المرحلة الخطيرة. وطبيعي تاتي هذه الخطوات بعد تلك الفترة وستواجه تحديات وعقبات وملفات متنوعة، تكررت في كل تغير او تشكل لحكومة وبرلمان اضافة الى التركة الثقيلة من اجراءات وتصرفات الحكومات السابقة، وخاصة المنتهية ولايتها، والتي ختمت عهدها بفضيحة سرقة القرن، وتفاقم الفساد المالي والاداري واستمرار نقص الخدمات العامة وتشوه هيبة الدولة واستقلالها السياسي.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">أعلن رئيس الحكومة المكلف محمد شياع السوداني، مرشح الاطار التنسيقي وتحالف ادارة الدولة، عزمه تشكيل حكومة قوية. وأشار إلى سعيه لإجراء انتخابات محلية ونيابية. وقال السوداني في كلمة متلفزة، "تسلمنا تكليفنا بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة من رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد"، معلناً استعداده التام "للتعاون مع جميع القوى السياسية والمكونات المجتمعية، سواء الممثلة في مجلس النواب أو الماثلة في الفضاء الوطني، فالمسؤولية تضامنية يتحملها الجميع، من قوى سياسية ومنظمات مهنية وقطاعية ونخب وكفاءات وقادة رأي". واكد السوداني "لن نسمح بالإقصاء والتهميش في سياساتنا، فالخلافات صدعت مؤسسات الدولة وضيعت كثيراً من الفرص على العراقيين في التنمية والبناء والإعمار"، مضيفاً "هنا أعلن الرغبة الجادة في فتح باب الحوار الحقيقي والهادف، لبدء صفحة جديدة في العمل لخدمة أبناء شعبنا وتخفيف معاناته بتعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة، وشطب خطاب الكراهية". وأكمل "سأبذل قصارى جهدي في تأليف حكومة قوية وعازمة على تنفيذ أهدافها وبرنامجها من خلال تآزر القوى السياسية بترشيح شخصيات كفؤة ومهنية ونزيهة قادرة على إنجاز مسؤولياتها"، مؤكداً أن "انتظار شعبنا لهذه اللحظة المهمة قد طال كثيراً، وأثقل كاهله وزاد من معاناته، خصوصاً أبناء الطبقتين الوسطى والفقيرة اللتين كانتا الأكثر تضرراً خلال السنوات الماضية". وزاد أن "عملنا سيبدأ من ساعات التكليف الأولى وفق برنامج حكومي واقعي يتبنى إصلاحات اقتصادية تستهدف تنشيط قطاعات الصناعة والزراعة ودعم القطاع الخاص وتنويع مصادر الدخل ومعالجة الآثار البيئية والتصحر والتغير المناخي وحماية الموارد المائية".</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">في الخلاصة، هذه وعود ويبقى تنفيذها هو المحك، والمؤشر الى انفراجة من الانسداد عبر تدويره مؤقتا، والعزم على مواجهة الازمات المتوالدة منه، ولا سيما تقاسم المصالح وكعكة السلطة المكتنزة بالثروات التي اصبحت تعد بالمليارات وليس بالملايين من العملات الاجنبية، والايام حبلى.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-22728161396374910632022-12-10T21:58:00.002+00:002022-12-10T21:58:29.900+00:00قراءة في مذكرات محسن الشيخ راضي ج2<p dir="rtl" style="text-align: justify;">حمل الجزء الثاني من مذكرات السياسي العراقي الدكنور محسن الشيخ راضي، مثل الجزء الاول عنوانا ثانيا، بعد العنوان الرئيس: كنت بعثيا، وهو، القطيعة والحل الاوحد- حزب العمال الثوري العربي. وهو الموضوع الابرز في هذا الجزء من المذكرات، وفي كشف تجربته في العمل الحزبي وانتقالاته في الاطار القومي العربي. في الوعي والتجاوز والقطيعة وبدايات العمل وما آل اليه، مصيرا وتجربة وخبرة للتاريخ.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">حرر المذكرات في جزئيها وعلق عليها د. طارق مجيد تقي العقيلي، كاتبا مقدمة احتلت عشر صفحات من الكتاب، والتي بلغت 189 صفحة من المذكرات، موزعة على فصول مرقمة من 1 الى 21 سجلت ما اراد السياسي العراقي الدكتور محسن الشيخ راضي ان يدونه فيها ويريح نفسه من اثقال التاريخ واعباء السياسة في بلده العراق. اضافة الى ملاحق، من صور شخصية بالاسود والابيض، وبعضها لولا التعريف بها لا يعرف محتواها، ومعها نص مصور تحت عنوان: حزب العمال الثوري العربي، الابحاث التي دارت حول المجلس القومي لحزب العمال الثوري العربي، تشرين الثاني 1965.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">لخص د. العقيلي في مقدمته كما في الجزء الاول محتويات الكتاب ورأيه فيها وتعليقاته حولها وقد تكون بعضها موضع نقاش ايضا، ولكنه في النهاية استمد من جرأة صاحب المذكرات وشجاعته في النقد والاعتراف بالاخطاء والخطايا التي عاشها، من موقع المسؤولية فيها او الممارسة الفعلية لها عمليا، او اتهاما بها، كما وصفها، لمواصلة الكتابة والنشر والرصد بالمواصفات ذاتها، واعتبارها سمات لمؤلف المذكرات، التي ميزّته ووضعت ما نشره امام الجميع، ممن كانوا معه في العمل السياسي والادارة الحزبية والتحولات الفكرية التي مرّ بها، فردا وتنظيما، وهو ما رصده المحرر ايضا وعلق عليه. ورغم ذلك شعر المحرر بخيبة امل من الصمت او التهرب عن كشف الحقيقة وسرد الوقائع كما حصلت او ما انتجت من تداعيات، من الاحياء من رفاق المؤلف او معايشيه. "او من القيادات البعثية الادنى التي عاصرت وشاركت على مستوى الاحداث الواردة في المذكرات، على وصف انها تاريخهم السياسي وتاريخ حزبهم، وهم الذين صنعوا مواقفه ووقائعه، لكي يساهموا باضافة المزيد من المعلومات التي لا زالت ذاكرتهم تختزن اسرار الاحداث، لاسيما احداث انقلاب 8 شباط 1963. لكنهم التزموا الصمت وآثروا السكوت لحد الان. وحسب اعتقادي ان جراة المذكرات وصراحتها بنقد قاس على دموية ممارسات الحزب، وتعرية نبي البعث والتقليل من قيمة اناجيله، قد شكلت صدمة لهم" ( ص9). وما اشار المحرر له في وصفه هذا عموما، كما يبدو، لا يتوقف عند طرف واحد، وانما يرتبط بالثقافة السياسية وطبيعة المجتمع وقدرات القيادات في تلك الفترات والظروف، واستمرارها بشكل او اخر، مما يطرح اسئلة اخرى، وانتظار اجابات صريحة وجريئة، كما حصل في المذكرات من كل الفاعلين السياسيين في الحركة الوطنية والقومية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تبقى في الجزء الثاني والاخير من المذكرات، ومع تقدير المحرر، " الحقيقة ملك القاريء الواعي المتجرد عن الاحكام المسبقة او سلطة ايديولوجية منغلقة على ذاتها" (ص7). ويوجه اسئلة موضوعية او يحكم بتعليقاته وهوامشه على مجريات فصول الكتاب، وخصوصا الاساس منها بما تعلق بمسار التحولات الفكرية لدى المؤلف والمجموعة من قيادات حزب البعث معه، وما انتهت اليه، سواء بمؤتمرات او باعلانات ومسميات اكدها في العنوان الثاني، القطيعة والحل الاوحد. وهو موضوع المذكرات الاساس وتعليق المحرر عليه في التقديم والهوامش العديدة التي افصح المحرر عنها في منهج عمله في الكتاب بجزئيه. ومنه تساؤله عن التحولات وتجربة المؤلف فيها ومن استنتاجاته على الابرز منها في هامش ص 44 حيث كتب: "ولد حزب العمال الثوري العربي ميتا منذ لحظة تاسيسه". وهذا حكم لسؤال مهم يطرح بعد قراءة المذكرات ومسار التجربة واهمية ما ورد فيها وعنها، ليس في شؤون حزب البعث وحده، بل وتاريخ العمل السياسي العربي عموما، وارتباطه بالتشكيلات الاجتماعية والطبقية في المجتمع العربي والتحديات التاريخية ودور القوى الامبريالية الخارجية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اختصر المحرر في تقديمه الجزء الثاني والاخير بفقرة معبرة، و براي له في المذكرات ايضا، "التي يسجل (المؤلف) فيها لمرحلة ثانية من حياته السياسية بعد فصله مع رفاقه البعثيين من حزب البعث العربي الاشتراكي الذين شكلوا من داخله وبموازاته تيارا وحزبا بعثيا يساريا يتناقض كليا مع يمين البعث ومناهضا لتوجهات ميشيل عفلق وكافرا بقيادته القومية اليمينية، ثم تبدا تدريجيا مرحلة نضج فكري وسياسي اخرى تتحول فيه مجموعة من البعثيين اليساريين عن قناعة لمغادرة حزب البعث العفلقي ونبذه كليا وشطبه نهائيا من قاموسهم السياسي، ليتحولوا نحو اعتناق الماركسية اللينينية ويتبنوا شكلها العربي بعد تعريب اسسها وافكارها بما يخدم توجه التطلعات القومية العربية، حسب اعتقادهم، ايذانا بتاسيس حزب العمال الثوري العربي". ويختمها "ولعل الكثير من العراقيين وربما بعض المتخصصين بتاريخ العراق المعاصر الذبن عاشوا الانغلاق الفكري والسياسي في ظل سلطة حكم البعث الثاني لم يطرق مسامعهم بوجود هذا الحزب في العراق" (ص ص10-9). وواصل المحرر انصافا لعمله ومحتواه في السؤال عن الدور والفاعلية والنتائج التي انتهت اليها مسيرة صاحب المذكرات وتياره وحزبه، حسب وصف الكتاب واصداره ومواصفات الجرأة والتجاوز والتميز بالروح القومية والوعي الوطني والاجتماعي. </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بدأ المؤلف فصله الاول، او الرقم واحد من تسلسل المذكرات، بعنوان: ما بين الماركسية والقومية.. المنطلقات النظرية للمؤتمر القومي السادس، مبينا اهمية المؤتمر ومنطلقاته التي كتبها وطرحها المفكر الماركسي القومي ياسين الحافظ، كما عرّفه، وقناعاته مع مجموعة اخرى فيها وفي التحولات الفكرية التي حصلت في المؤتمر والحزب. واستمر حتى الرقم السادس من مذكراته في استعادة تلك الصراعات والتحولات التي كشفت نوعها وتطورها وتعمقها في قراءة الواقع ومتغيراته والايمان بضرورة التجديد والتجاوز والانحياز الى اليسار، فكرا وتنظيما. (هذه التحولات، واعلان تبني النظرية الماركسية اللينينية، عند فصائل التيار القومي العربي، التي عرفت به، في تنظيمي حزب البعث وحركة القوميين العرب بانقساماتهما وتعدد مسمياتهما، تحتاج الى قراءة وبحث ودراسة، في الاسباب والنتائج، في الوعي والنضج السياسي والفكري). وقدم فيها شهادته عنها، وتفاصيل منها للتاريخ، "وعلى اي حال، رغم ان الحزب في بدايات تاسيسه الاولى كان غني ! بثقافة الفكر السياسي ومعبأ بالعقائدية لكنه ضعيف في الجانب التنظيمي، ورغم انه ليس انشقاقا عن حزب البعث انما كان انتقالا وتحولا عقائديا وفكريا بحكم الضرورات التاريخية والمراجعات.. "(ص 44). ورغم كل ذلك لم يتمكن قادة الحزب من بنائه وتقدمه، وقد نعاه المحرر كما اشير سابقا. وظل الحزب والمؤلف في صراعات داخلية متواصلة مع الحزب الاول الى الانقسام والى التجاوز. واعترف: "ان المشكلة التي واجهت حزب العمال الثوري العربي في الجانب الحركي والتنظيمي، فضلا عن عدم قدرتنا على تنضيج افكاره العامة عمليا رغم قوتها الفكرية والعقائدية، انه قائم منذ بداية انطلاقه على الشللية والتكتل.." (ص 50).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اصيب المؤلف بعد هذه التجارب الفاشلة والضغوط المتنوعة بالاحباط، والاخفاق السياسي، كما وضعه في عنوان الفصل او الرقم السابع، والعودة الى العراق. وشعر "ان الحزب قد خيمت عليه النخبوية، والافلاس في القواعد الجماهيرية العمالية، حتى ادركت وكانها مقدمات لبدايات انحسارنا السياسي عن الساحة السياسية في العراق" (ص 65). فضلا عن تفشي امراض اخرى، رغم عقد مؤتمرات ولقاءات ومحاولات تجميع الكادر الحزبي، في العراق وخارجه. وتلك تجربة حزبية سياسية عربية سجل احد اركانها ما عاشه فيها وما تركت عنده من تداعيات، كما اشار الى الاختراقات الخارجية وادارتها العمل الحزبي والسياسي والى ادوار افراد في القيادات الحزبية، في الانقلابات والممارسات الدموية التي طبعت تلك الفترات من التاريخ السياسي. "على العموم، لقد ادركنا بان نجاح انقلاب 1968 المشبوه كان بارادة دولية تقف وراء دعمه" (ص86). ولصراحته في المذكرات افاد عن مرحلة تحوله من النضال السياسي الى البحث عن امل شخصي، السفر والدراسة وقبلهما الزواج، ومن ثم التفرغ الى العمل الاقتصادي، وختم المذكرات بالموقف الحاسم من احتلال العراق عام 2003 وتثبيت موقف واضح منه والمتخادمين معه، وما نشره في الفصل الاخير، او الرقم 21 برنامج عمل وتقدير موقف من الفترة التي تلت الاحتلال وموقفه منها. </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">قدمت السيرة الذاتية وفصول المذكرات وملاحظات وتعليقات المحرر ايضا، اعترافات جريئة لقائد حزبي وسياسي عراقي، خاض الصراعات اليومية وشهد لمسار الحركة السياسية وسجل شهادته الشخصية، فيها وعنها، ونشر فيها خبرته التي استخلصها منها للتاريخ وللاجيال التي لم تعشها. وحملت بين طياتها دروسا عن دور القيادات في الاحزاب والحركة السياسية، وعن طبيعتهم وطبعهم في القيادة الحزبية وادارة الدولة، ومجريات ما حصل وما دفع بالاوضاع الى ما نحن عليه الان. منذ غياب الحياة السياسية الديمقراطية وخداع الشعارات الحزبية وفشل اغلب من تسلم السلطة في ادارة الدولة وضياع بوصلة الحس الوطني وشيوع التخادم الاجنبي وتفشي روح التسلط والاستبداد والدكتاتورية والتسقيط والمخبر السري (الحزبي) وتقارير الانتهازيين والنفعيين الانتقامية وكتابات فاقدي الضمير وتشوه المواقف والمصالح والقدرات والاخلاق، كلها اثرت على المشهد السياسي في العراق، وما تزال.. ومن هنا فتسجيل المذكرات عموما، ونشرها، ومنها هذه المذكرات مهم وضروري في الشهادة للتاريخ وتحفيز الذاكرة وتصحيح ٱلاراء والاخبار وإنعاش الحوار الموضوعي بوعي ديمقراطي والصدق والوفاء الانساني لبناء الحاضر والمستقبل.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-62851840702536652152022-11-19T11:11:00.001+00:002022-11-19T11:11:07.040+00:00الشيخ الماشطة ورواد التنوير في العراق<p dir="rtl" style="text-align: justify;"> تميز الشيخ عبد الكريم الماشطة (1888- 1959) بسمات منحته موقعه المبرز في الشؤون الثقافية والفكرية والسياسية في مرحلة تاريخية مربكة في العراق، وفي فترات وظروف لها ابعادها وتداعياتها. فهو عالم دين معمم وابن عائلة دينية معروفة في المدينة والمنطقة والبلاد، وهو دارس وكاتب وناشر لمقالات وصحف، شخصيا او مشاركة وتعاونا، وهو متاثر بمفكرين اثاروا بارائهم زوابع ثقافية واطاريح نقدية ورؤى مختلفة عن السائد العام، وهو منفتح على افكار ورؤى ثقافية يسارية الهوية او الهوى، وهو شجاع في الراي والموقف والقناعة بما يؤمن ان يحصل للانسانية ويريد ان يكون له ولعائلته الصغيرة والكبيرة في وطنه والعالم، نصيب من التطور والتقدم والتغيير. او من التنوير واضاءة فترته وعصره. حسم امره في الانتصار للمصالح الوطنية وارادة الشعب وانحاز لبناء السلم والامن في وطنه والعالم، فانتمى لابرز حركة عالمية، نصيرا للسلم مشجعا لافكارها وشعاراتها وبياناتها، وهي حركة السلام العالمية ومنع الحروب وتحريم استخدام الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل. فاصبح من رواد التنوير ومن انصار السلام ومن الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي والسياسي في زمنه وما تلاه، يشهد له ويستسهد به.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">انجز الكاتب والباحث السياسي احمد الناجي كتابا عنه، اهداني طبعته الثانية الصادرة بدعم من وزارة الثقافة العراقية عام 2019، ويقع الكتاب في 230 صفحة من القطع الكبير، ضم في صفحاته تسعة فصول وملاحقا، تناولت سيرة الشيخ الماشطة ودوره ومكانته في التنوير والتقدم في العراق. حمل الكتاب عنوانا يعرف به ويوصفه، (الشيخ عبد الكريم الماشطة احد رواد التنوير في العراق). وكل فصل منه له عنوانه الذي ناقش المؤلف فيه موضوعه وطرح فيه اراء واجتهادات كاجتهدات شخصية الكتاب وبحث فيه ما يليق بسيرة الشيخ الماشطة وتجربته التي عاشها في مرحلته وزمنه. وحاول تقديم قراءة جادة، اقرب الى البحث الاكاديمي، لمسيرة ونضال الشيخ الماشطة، حافلة بتحليل ومناقشة ما كتب عنه او ما عاشه في الواقع وفي الظروف التي خاض تموجاتها وتداعياتها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">جاء في الفصل الاول، وعنوانه، سيرة ذاتية، هو عبد الكريم بن الحاج عبد الرضا بن الحاج حسين الماشطة، وينسب ايضا الى مدينته الحلة، التي شعت بالعلم والفكر والشعر، واستوعبت كل التنوعات: القومية والدينية والمذهبية والسياسية والثقافية، وسط محيط عائلي مترف ومكانة اجتماعية مرموقة (ص19). وفي الفصل الثاني، الذي حمل عنوان: في الفكر والسياسة، ارهاصات التاثير والتاثر الفكري وتبلور ملامح التكون الفكري والسياسي للشيخ. وكانت البدايات تاثره بموقف والده الداعم لفكرة الدستور/ المشروطية التي كانت موضع جدل وسجال، ومن ثم انضمامه للحوزة الدينية المدافعة عن الدستور، واندفاعه للانضواء في تيار (المشروطية) مع مناصري المجتهد الكبير الملا كاظم الخراساني، الذي لقب ب(ابي الاحرار) لدوره في النضال من اجل ( المشروطية). (ص 25). وتبلورت ملامح التكوين الفكري والسياسي للشيخ الماشطة مع تطورات واجواء الجدل حول الدستور والتي استنطقها الشيخ محمد حسين النائيني (1860- 1936) وهو من كبار تلامذة الملا كاظم الخراساني، وصاغها ىرؤى وافكار في اول كتاب اسلامي في الفقه السياسي، اصدره عام 1909 بعنوان ( تنبيه الامة وتنزيه الملة) في وجوب المشروطية و"عالج فيه بنظرة اسلامية عصرية جديدة مسألة الحكم المعتمد على القانون والدستور والنظام البرلماني وحرية الراي واصدار الصحف وتعليم المرأة" ( ص27).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">واصل الشيخ الماشطة في تعميق اتجاهاته الثقافية والبحث عن اجابات لتساؤلات العقل المقلقة واجتراح متبنيات فكرية وسياسية ترضي الله وسعادة الانسان، خليفته في الارض، متجاوزا ما هو سائد من مفاهيم، ساعيا تحقيقها بالافادة من الجوانب المضيئة في التراث الاسلامي ومن منجزات الفكر الانساني، مجسدا في الواقع كونه رائدا تنويريا تمكن من فهم جدلية العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، (ص 29).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">عمليا تشابك الشيخ الماشطة مع التطورات السياسية والفكرية وهو ما تناوله الباحث في الفصل الثالث، وعنوانه: النشاط السياسي والاجتماعي. مظهرا فيه نشاط الشيخ في دعم حركة الجهاد ومقاومة الاحتلال البريطاني، متصدرا المجالس والمراسلات، التي ادت الى اعتقاله. وقدمت له هذه الوقائع تركيزا في وعي مهمات المرحلة ومتطلباتها التي ادركها من مواصلة مواقف مراجعه، الخرساني والنائيني، وتطويرها بالكتابة والنشر والتعليم، وخاصة مطالبته بتعليم المراة، والمشاركة في دعم حركة الجهاد من اجل الاستقلال والسيادة الوطنية، ومساندة موقف العلامة الشيخ مهدي الخالصي، الذي قاد المقاطعة الشعبية للانتخابات سنة 1922، خلال فترة العشرينات، وفي الثلاثينات كرس مواقفه في النشر بالضد من ابرام المعاهدة الاستعمارية (ص40) والمساهمة العملية في النشاط السياسي الحزبي والتحضير له. لا سيما بعد انتصار ثورة تموز/ يوليو 1958 حيث نشر مقالات في الصحف البغدادية داعيا الى صيانة الجمهورية الفتية. و" سعى بالتعاون مع بعض علماء الدين الى تشكيل جماعة علماء الدين الاحرار " (ص68)، كعنوان واضح وصريح لاختياره السياسي وخياره الوطني والديني والثقافي العام، وشاهد على نضج وعيه وجماعته في تلك الظروف ومجابهة تحدياتها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ناقش الباحث في الفصلين الرابع والخامس ما كتبه الشيخ ونشره واصدره في الصحف والمجلات، وموقفه من الصوفية، وكيفية التعامل مع فلسفتها . وانتقل في الفصول الاخيرة الى اهم ما ميز الشيخ في عصره، الى سمو وعيه والتزاماته، في الفهم والموقف من التقدم والتطور، من حركة انصار السلم ومن العلمانية، وهو الاهم في حياة الشيخ ودوره في المشهد الوطني في العراق. حيث سرد وصول الشيخ الماشطة الى قناعات الانحياز الواسع للانتصار الى السلم والامن وحقوق الانسان والكفاح الشعبي من اجل العدالة والحرية وبناء الانسان. وظهر واضحا من خلال التوقيع على (نداء استكهولم) الذي عد بمثابة بيان تاسبس لحركة انصار السلام في العراق، والذي نشر في الصحف العراقية اواخر حزيران/ يونيو عام 1950. "وجاءت استجابة الشيخ الماشطة سريعة لذلك النداء لانه وجد فيه انعكاسا لافكاره وتطابقا مع مفاهيمه وانسانيته في نبذ الحروب، وخفض التسلح، وتحويل ثروات الشعوب نحو البناء، ومعالجة الفقر والجهل والامية، وتوفير الخدمات للمواطن العراقي بصورة خاصة وللانسانية بصورة عامة" (ص 111). وتبناه عمليا وحشد له قاعدة شعبية، ترددت اصداؤها في التظاهرات والانتفاضات، وبناء عليه انتخب الشيخ الماشطة عضوا في رئاسة مجلس السلم العالمي، كما منح الوسام الذهبي لمجلس السلم العالمي في الذكرى العاشرة لتاسيسه، تقديرا لجهود الشيخ المتميزة وخدماته الجليلة في سبيل السلم العالمي (ص148).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">برز الشيخ الماشطة في مواقف متواصلة، وعرض المؤلف ذلك في متابعات له كما ناقش الاراء التي قدمت الشيخ سياسيا، والاهم فيها هو استمرار تطور مواقف الشيخ الوطنية التقدمية سياسيا وفكريا، منطلقا من قناعاته في الربط بين التراث الاسلامي والانساني عموما، ولعل ارتباطه بقضية السلام العالمي اكبر تعبير عنها، يشهد له ايضا صموده امام تداعياتها وثباته في مسرحها وفي تلك الظروف، "ان مجرد كون الشيخ عبد الكريم الماشطة من علماء الدين الذين تبنوا التنوير وسلكوا طريق الاستنارة وسعوا للافادة من الجوانب المضيئة لموروثنا العربي والاسلامي، وممن دعوا الى الانفتاح على معطيات الحضارة الانسانية، للتوفيق مع الحداثة ، وتجديد الفكر الديني ، قد وضع نفسه بين المطرقة والسندان". (ص 156). وهو ما وضع مكانته الشخصية وسط اهتمام رسمي وشعبي، محلي وعالمي، وجعل حياته مغامرة، "في رحلة مضنية سار فيها على جمر التحديات، لا احد ينكر دوره في تعزيز دائرة العقلانية والتنوير في محيطه الاجتماعي، وقد كان مدركا لاهوال المعاناة، ومستعدا للتضحية في سبيل موقفه التقدمي، ولكنه في الاخير مضى وبقي اسمه رائدا ، مثلما بقي عداء الرجعيين له مستعرا، وربما حتى الان"، (ص186). </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كتاب الباحث احمد الناجي عن الشيخ عبد الكريم الماشطة كاحد رواد التنوير في العراق، ورجل السلام ونصيره في العراق والعالم، ورجل الدين المتنور والمنفتح على الفكر الانساني من كل النوافذ التقدمية والكاتب والمناضل السياسي والثقافي، اضافة ثقافية مهمة للفكر السياسي التقدمي في العراق. وقد يكون محفزا لاستمرار البحث والكتابة عنه وعن اثاره الثقافية التي لم تطبع في كتب، او مجلدات، او مازالت موزعة في الصحف والمجلات التي كاتبها في حينه. بالتاكيد ستكون ثروة ثقافية وقيمة مادية ومعنوية، تجدد دوره وتعطي دروسا للاجيال التي تلته والتي ما زالت تحيي ذكراه.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-22337312830614318092022-10-21T15:02:00.003+01:002022-10-21T15:02:38.549+01:00عبد الفتاح ابراهيم والحركة الديمقراطية في العراق <p dir="rtl" style="text-align: justify;"> في كتابه الجديد، (عبد الفتاح ابراهيم ودوره الريادي في الحركة الديمقراطية في العراق)، عاد الكاتب والباحث السياسي فياض موزان الى جذور الحركة الديمقراطية في العراق والاضاءة على ابرز روادها ورموزها، من الرعيل الاول، كما سماه. وقد تكون المحاولة هذه محفزا لفتح الباب امام البحث والباحثين الاكاديميين خصوصا للتفكير والبحث في تاريخ الحركة الديمقراطية والاشتراكية واعادة الاعتبار لرموزها الثوريين الذين زرعوا بذورها وارسوا جذورها، في زمن البدايات الاولى، مع التذكير بعدد قليل من المحاولات التي سبقت دراسة المرحلة والرموز، والتي تؤكد بمجموعها الاهمية التي يتوجب النظر اليها اليوم. وتلك مسؤولية تاريخية واخلاقية ووطنية في قراءة صفحات التاريخ وصانعيها، ولعلها انتباهة من بين غيرها او معها للبحث والدرس والاعتبار. وهذا ينطلق من عنوان الكتاب، ويتطلب التفكير به وتقدير او تقييم موضوعه وما يدور حوله وفيه، ولكن قراءة الكتاب تتوسع لما يتطرق المؤلف الى ما يصبو اليه من ثمرات تاليفه لشخصية متميزة في الحركة الديمقراطية في زمانها، وليتواصل مع التطورات والتحولات في التاريخ السياسي العراقي ويطرح اراء وافكارا له فيها، رافدا كتابه بما يغني من قراءات للماضي والحاضر.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">الكتاب من295 صفحة، وتركب من عناوين فرعية عديدة بدل الابواب والفصول. وكل عنوان اخذ مساحته ومضمونه الذي قد يتوافق مع غيره فيكرر بعض التفاصيل ويعيد نشرها وتختلف احيانا في بعض مصادرها وتواريخها او اسنادها التاريخي والواقعي، ( تاريخ جريدة الاهالي وجماعتها مثلا)! مما يتطلب الانتباه لها. ويمكن اعتبار ان180 صفحة الاولى منه بحثت واختصت في العنوان ومضمونه، وما تبقى من الكتاب طرح اراء المؤلف في التحول الديمقراطي واشكالياته في العراق، او امتدادا فكريا للباحث والبحث قد يحتاج قراءة مستقلة عن الكتاب، كما قد توضع اعادة بعض النصوص الكاملة المنشورة، كالمقابلة المنشورة مع حسين جميل، مثلا، ملحقا للكتاب.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">في تقديمه كتب المؤلف عن عبد الفتاح ابراهيم (1904-2003) بانه.." يأتي في طليعة رواد الفكر الديمقراطي في تأريخ العراق المعاصر منذ مطلع عشرينات القرن الماضي حتى يوم رحيله. لم يحد عبد الفتاح ابراهيم عن القيم التي آمن بها سوى باتجاه التطوير والتعميق والبحث العلمي في المتابعة والتحليل، جامعا بين التنظير والتطبيق في معالجة أهم مشكلات المجتمع العراقي الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية". وبهذه المفردات بحث واجتهد في تاليفه، تقديرا واجلالا لشخصية تاريخية لعبت دورا بارزا في البناء الفكري والسياسي في تاريخ العراق الحديث. وحاول ان يقدم من خلال مؤلفه صورة عن رمز ودور وتاريخ له اسبابه ودوافعه ومبرراته الثقافية والتاريخية، منطلقة من اعجاب وتقدير واضحين. واضاف في المقدمة "من الاسباب التي دفعتني للكتابة عن المفكر الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم: جحود المثقفين والمتخصصين العراقيين وبخلهم في الكتابة عنه بإعتباره أحد المفكرين العراقيين الاوائل. وندرة ماكتب عنه والتي لا تتعدى أن تكون غير شذرات معدودات، والكتابات التي تناولته كانت في معظمها مقتضبة تحدثت عن دوره في معترك الحياة السياسية العراقية، وتناولت سيرته ومسيرته النضالية من دون الخوض بتفاصيل أوسع وأشمل وأغزر تدعو الى مناقشة فكره وتميزه المبكر، وتستطلع وتستشرف رؤيته المتقدمة في تلك المرحلة، وثباته على المباديء التي يحملها، وسيره الحثيث على المحددات الوطنية التقدمية وتثبيت وترسيخ الثوابت في النهج الديمقراطي الذي آمن به." وفي هذا التقديم واحكام المؤلف بعد جهده وبحثه ينتظر ان يقدم اجوبة كافية عن موضوعه، ومثل هكذا اسئلة وظروف البحث تتحول الكتابة الى مسائل اوسع من مفرداتها وقراءات تطور من المطلوب منها. ويثبت المؤلف فياض موزان ان موضوعه واسع وان عبد الفتاح ابراهيم "وما طرحه من أفكار متجددة في هذا الشأن في مرحلة العشرينات من القرن المنصرم، تلك المرحلة التي سادها التخلف وشحة المصادر الثقافية، وقد وجدت أن ما كتب عن الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم، ليس سوى هامش على تأريخ هذا المفكر الديمقراطي، وقد نحى الذين كتبوا عنه منحى استعراضيا أقرب الى اسلوب سرد السيرة، والابتعاد عن منهج الدراسة والتحليل، الامر الذي أفقده ميزة العطاء الثر، ووجدته غير كاف، أو لم يكن قد غاص في عمق فكره، أو أعطى أثرا بالغا يرتجى منه". </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">واصل المؤلف سرد الاسباب والبواعث مع ملاحظات النقد المعرفي والاشارات الاستفهامية، داعيا الى القراءة وثقل المسؤولية في البحث والتحليل واعطاء الموضوع حقه في الجواب عن الاسئلة التي قدمها في عرض اسباب ودوافع تاليفه. وهو ما ينتظر من جدية المؤلف وشعوره بمسؤولية الضوء الذي يسلطه على شخصية متميزة وفترات زمنية عاشها وترك بصماته فيها، وقد عاش كما سجل المؤلف فترات العهد الاستعماري واحتلال البريطانيين لبلده والفترة الملكية والفترة الجمهورية ومن ثم الغزو والاحتلال الاخير، الصهيو غربي.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وعبد الفتاح ابراهيم من عائلة دينية معروفة أصلها من منطقة عانة، (غرب العراق)، ولد في مدينة الناصرية (جنوب العراق) سنة 1904 (ويقال سنة 1907) حيث كان والده يشغل وظيفة واعظ ديني هناك في جامع فالح باشا السعدون، وانتقلت العائلة إلى البصرة قبيل الحرب العالمية الاولى سنة 1914 وفيها نشأ عبدالفتاح وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة أما دراسته الاعدادية فأكملها في بغداد، سافر بعدها إلى بيروت للدراسة في الجامعة الامريكية وبعد إكمال دراسته فيها سنة 1928 عاد إلى بغداد ثم التحق بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية لاكمال دراسته العليا لكنه وبعد ستة أشهر اضطر للعودة إلى العراق لاسباب عائلية قبل أن يكمل دراسته وفي سنة 1932 عمل في ميناء البصرة، حسب وجود عائلته ووظيفة والده ومكانها، فكان عبدالفتاح كلما يذكر الناصرية يزداد به الحنين والشوق لهذه المدينة حتى قال عنها «أن الناصرية تبقى ما حييت نابضة في ذاكرتي».</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ذكر المؤلف مؤلفات عبد الفتاح ابراهيم، والتي كما اشار اليها تعطي من عناوينها ما يعرّف باهتمامات ابراهيم ودوره. ويعتبره رائد الفكر الاجتماعي، وصاحب اول مؤلف عن علم الاجتماع في العراق. فكتب من مؤلفاته: 1(مقدمة في الاجتماع، مطبعة الهلال يبغداد 1939. 2(دراسات في علم الاجتماع). 3(الاجتماع والماركسية). 4(على طريق الهند). 5(الشعبية). 6(حقيقةالفاشية). 7(قصة النفط العراقي). 8(معنى الثورة). ومقالات عديدة متنوعة. وترجم إلى العربية كتاب عن (التربية والتعليم في الاتحاد السوفياتي) وآخر عن الزعيم الوطني الهندي (المهاتما غاندي ) لاعجابه به.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"> واستمر المؤلف في توصيف وتقدير موضوعه، فكتب في ص 118: "أن أهمية عبد الفتاح إبراهيم تكمن في كونه من أوائل الذين أهتموا بالبحث عن أهمية الديمقراطية ليس فقط على المستويين الاجتماعي أو السياسي بل على المستوى الثقافي أيضا وهنا تكمن أهمية طروحات عبد الفتاح إبراهيم في الديمقراطية الشعبية وقد وصف الديمقراطية بأنها «نظام للحياة ولتعني بذلك نظام سياسي فقط أو أنها نظام إقتصادي فحسب أو انها نظام للتربية والتعليم أو طريقة في التفكير أو أسلوب في العمل او هي سلوك في الخلق، أو سجايا نفسية أو ميولأ ونزعات فنية.» «إن الديمقراطية تشمل كل هذه الامور لانها تجمع بين عناصر الحياة الاجتماعية ومظاهرها. « أنها ثقافة على كل المستويات يتكامل فيها المجتمع حينما يتحصن بهذه الثقافة كونها تفسح المجال للفرد والمجتمع معا للتكامل وتحقيق النمو والتقدم الثقافي والفني والاجتماعي ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الديمقراطية التي يؤمن بها عبد الفتاح إبراهيم وهي الديمقراطية الشعبية"..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اضافة الى التاليف والاسهام الفكري كان عبد الفتاح رجل تنظيم وتاطير، حيث اسهم في تاسيس العديد من الجمعيات والمنظمات والاحزاب، من ابرزها: جمعية النشيء الجديد، جماعة الاهالي، جمعية الاصلاح الشعبي، جمعية السعي لمكافحة الامية، الرابطة الديمقراطية، نادي بغداد، حزب الاتحاد الوطني والحزب الجمهوري. وشارك في ادارة غيرها ايضا. ولكنه توقف عن هذه النشاطات لفترة طويلة، لما يقارب اربعة عقود من الزمان، وله اسبابه طبعا، حتى وفاته في تموز/ يوليو عام 2003 عن عمر ناهز 99 عاما.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">في عناوين مؤلفات عبد الفتاح ابراهيم ونشاطاته السياسية والفكرية والعملية ودوره في الحركة الوطنية عموما مواضيع لها اهميتها وضرورة اعادة قراءتها، والجواب على اسئلة المؤلف عنها ولها. فعبد الفتاح ابراهيم مثقف عضوي يستحق الكثير من القراءات واعادة الاعتبار. وقد قدم الباحث في كتابه قراءة واسعة لمفههوم الديمقراطية الشعبية عند عبد الفتاح ابراهيم ودوره في التنظيم السياسي للحركة الوطنية، وعرّج على تحديد هويته الفكرية وكذلك اشار الى الخلافات والاختلافات التي عمت قيادات الحركة وانقساماتها التي لعبت دورها منذ تلك الفترة المتقدمة في مسارها ومصيرها. وتبقى الخلاصة منها في الدروس والعبر وهو ما توسع المؤلف فيه في الصفحات الاخيرة من الكتاب.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"> الكتاب جهد ثقافي، و"دفعة من دفعات رد الدين والعرفان بالجميل، كما قدمه أ. د عامر حسن فياض، انتجه الصديق (فياض موزان) تقديرا للعطاء الفكري السياسي لرمز من رموز مدرسة العراق الوطنية الفكرية السياسية العاقلة وهو عرفان لصاحب مشروع إنقاذ دائم للعراق كان وسيبقى"...</p><div dir="rtl" style="text-align: justify;"><br /></div>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-57204941204532447682022-09-19T14:59:00.004+01:002022-09-19T14:59:48.967+01:00المشهدُ السياسيُّ في العراق من أزمةٍ إلى أزمات<p dir="rtl" style="text-align: justify;"> نجحت إدارات الغزو والاحتلال للعراق في تنفيذ مشروعها في تفتيت الشعب العراقي وأقلمه الوطن، بالعمل على تقسيم المقسّم وتجزيء المجزّأ، في ظروفٍ مركّبةٍ وحالاتٍ معقّدة، اختلطت فيها الأوراق وتباينت فيها المواقف وغابت الرؤى السليمة وآفاق العمل الوطني لبناء دولة قانون، وإصلاح ما حل بالوطن والشعب من نكبات لا توصف طيلة العقود الأخيرة من القرن الماضي، وامتدادًا لما مرَّ به من بعده. واستمرّت هذه الأحوال، بل وتدهورت نحو الأسوأ، مما كانت عليه تحت شعارات وبرامج لا تخدم المصالح الوطنية ولا تعد بأفضل مما كان، وأدّت تلك الإدارات وأجهزتها والمتخادمون معها، في الداخل ومن الخارج، أدوارًا خطيرة فيها، سرًّا وعلنًا.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">مقارنة التحولات والتطورات منذ الغزو والاحتلال عام 2003 وحتى اليوم، تقدم نتائج سلبية، ومخيبة لآمال الشعب وانتظاره الطويل، بل تكاد انتهت إلى منزلق خطير، قد يصل إلى ما لا يحمد عقباه وتضيع دماء الشهداء والوعود المعسولة بالتغيير وصولا إلى مجهول. لا آفاق مثمرة فيه ولا مصالح حقيقية ترتجى منه، وكل ما يمكن الإشارة إليه في ما يقارب العقدين من الزمن لا يعطي ما يؤمل أو يرتجى، فالواقع يسير من سلب إلى آخر: لا خدمات أساسية ولا قانونا يحترم ولا إعادة بناء بمنجزات تسجل، بل تكرست آفات جديدة، تلخصت بالمحاصصة الدينية والطائفية والعرقية، وشيوع الفساد والمحسوبية والزبائنية، والتهديد بعواقب ما يجري اليوم في المشهد السياسي. وإذا كانت مخططات المشروع الصهيو أمريكي/ غربي، قد تمكنت من تكريس تقسيم الشعب العراقي إلى مكونات "شيعة وسنة وأكراد"، وإلغاء أو تهميش هويته القومية والدينية، ووضعها ضمن أهدافها الأولى، مرحليا، وزرعها في الواقع السياسي، قانونا وعرفا، وتوثيق إدارته على أساسها، انتقلت إلى أهداف أخرى تتوازى مع ما سبق، كمرحلة ثانية، ولكن بشكل يزيد من المحنة ويعمق من الفتنة، حيث فعلت ما يؤمن لأهدافها وقائع أخرى، فتم تجزيء المكونات وتقسيمها إلى أطراف متصارعة، متنافسة، وصولا إلى متحاربة بينيا، داخليا، ومن ثم التوجه خارجيا، حسب المخططات، مع المكونات الأخرى، على امتداد مساحة الوطن وصناعة امكانات انطلاق شرارات منها خارج الحدود، إلى المنطقة لتأمين الأهداف الفعلية المرسومة منها والمتغافل عنها مصلحيا وذاتيا وغياب وعي حقيقي، كمرحلة ثالثة. ولعل تجميد اندلاعها بالسرعة الموجهة إليها يكشف عن وجود ضغوط تشترك في تخوفها من تداعياتها عليها وتأثيراتها على ما هو أبعد منها، إقليميا ودوليا، وعلى صعد مختلفة (مصادر الطاقة أبرزها) تعيش حاليا أوضاعا مؤثرة، فأصبح داخل كل مكون نزاع بين طرفين أو أكثر من طرف، يزعم تمثيل المكون، ويدفع إلى تأطير نفسه مقابل "ضده"، شريكه أو شقيقه، الداخلي متنافسا بقوة معه دون حسابات واقعية أو مصالح وطنية عامة، وحتى مصالح المكون نفسه.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">هذه المقدمات تنعكس بدرجات متعددة على المشهد السياسي الحالي، حيث انطلقت احتجاجات شعبية واسعة في المحافظات، لا سيما في الجنوب والوسط من العراق، رافعة شعارات مطلبية - اقتصادية أولا وخدمية ثانيا خلال الأعوام الأخيرة، تصاعدت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، تكللت بعد تضحيات كبيرة، "بإسقاط" حكومة مركزية والإتيان ببديلة لها، رسمت مهمتها في الإعداد لانتخابات مبكرة تمهد لإجراء تغييرات سياسية، تؤمن تحولات أوسع تلبي الشعارات التي رفعتها الجماهير الشعبية في حراكها الوطني، تعتمد الإصلاح والتغيير منهجا بديلا عن النظام القائم والمسبب الرئيسي للحراك الشعبي الوطني أساسا، وتوقف أو تمنع الاختراقات الأجنبية ومخططاتها العدوانية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تمت الانتخابات "المبكرة" في العاشر من تشرين أول/ اكتوبر عام 2021 بنتائج مختلف عليها ومؤشرات تشي بتدخلات مرسومة فيها، مع الإعلان عن مرورها بسلمية وقبول مبطن بغضب. فازت فيها كتل سياسية مشاركة في العملية السياسية بأعداد مميزة، كالتيار الصدري وكتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني وكتلة تقدم وحليفها وبمجموعة جديدة حملت عنوان المستقلين والتشرينيين، بينما خسرت كتل كانت تحظى بأعداد أكبر، مما حصلت عليه ككتلتي فتح ودولة القانون وحلفائهما، مما صنع أزمة سياسية واضحة في المشهد السياسي، وفرت بيئة لولادة أزمات منها، تزيد في تعقيد المشهد السياسي وصراعاته، التي اندلعت منذ إعلان نتائج الانتخابات النهائية في الثلاثين من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، أي بعد خمسين يوما من إجرائها، وهي حالة متكررة بعد كل عملية انتخابات في العراق منذ عام 2003، تتضمن فترة انسداد سياسي، كما تسمى في التحليل السياسي العراقي، وقبول تجاوز القواعد والمدد والسياقات المتفق عليها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">لم تتوقف هذه الصراعات عند الانتخابات ونتائجها، وإنما تداخلت بسببها وبتداعياتها داخل وجوه المشهد السياسي، برسم الكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية منذ بدئها بعد احتلال البلاد، وتزايدت حدة التوترات بين كل الأطراف بأشكال متعددة، من إصرار على برامجها وما خطط لها، إلى المناكفات في البيانات والتغريدات في وسائل التواصل الاجتماعي، مباشرة أو ضمنا أو مداورة، معبرة عن توجهات لإدامة الأزمات ومحاولات لصناعة ما يحصل الآن من انتهاكات للدستور والقانون والادعاء بالإصلاح والتغيير، من كل أطراف المكونات التي تقاسمت كما تقول كعكعة السلطات والثروات والمشهد السياسي في العراق، ومن خلالها تبرز الانقسامات التي خطط لها والمشاركات التي تمدها عمليا، حتى ولو ادعي خلافها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تكشف وقائع ما يحصل اليوم في العراق انشغال القوى المؤثرة فيه بما يبعدها من التدخل المباشر وترك أطرافه السياسية في نزاعات متعددة الأشكال، تصل إلى حدود ما يطلق عليه بكسر العظم، دون آفاق تخدم الشعب والوطن، وتوكيل من يؤدي لها ما كانت تحسب له أو تخشى من تداعياته المباشرة، حيث أن صناعة الأزمات مهما سميت أو غلفت، دون أفعال تحقق المصالح الوطنية تظل في هوامش ما خطط للعراق ويراد له مستقبلا، لا سيما من قوى الغزو والاحتلال، وأجهزتها المنفذة والموجهة وسفاراتها المراقبة بقلق، كما تصرح. وسيمر عام تقريبا على الانتخابات التي ادعي بأنها مبكرة!! ولم تحترم قواعد العملية السياسية والسياقات الدستورية والإجراءات المطلوبة منها، في "إقرار" الرئاسات وتشكيل حكومة وطنية مركزية وتفعيل دور التشريع والقضاء وتنفيذ المهام المناطة بها على مختلف الصعد والمستويات.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">لقد ظلت كل المكونات وأطرافها المنقسمة فيها تتحرك في دوائرها ومساحاتها الخاصة بها، مبتعدة عن واجبها الوطني الاتحادي ومتفرجة على ما يجري أمامها من صراعات، وكأنها خارج حدودها ولا تتأثر بها أو تشملها. فالمكون الكردي لما يزل منقسما على اختيار رئيس للجمهورية، كاستحقاق له كما تعارف عليه في خطة المندوب الأمريكي المحتل بول بريمر، وهذا الوضع عرقل التوقيتات الدستورية وخالف قانونها والتزاماته. والمكون السني كسب "انتخاب" رئيس مجلس النواب بطريقة تركت بصمتها على ما تلاها من خطوات، دون أن تتحرك في مجال احترام الدستور ونظام البرلمان ومؤسسة التشريع وحتى مبناه وادارته، وأصبح المكون الشيعي منشطرا بين عنوانين، التيار الصدري والإطار التنسيقي، والذي وصل الصراع بينهما إلى النزول إلى الشارع باحتجاجات اخترقت القوانين والأعراف واتخذت قرارات بالتغريدات والبيانات الإعلامية، دون برامج عملية لوضع الشعارات المرفوعة على سكة التطبيق الواقعي واحترام كل الأطراف لقواعدها، وخدمة المواطن والوطن. فلقد أشار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية (3/8/2022) إلى "أنه بعد شهور من المباحثات لحل الأزمة لم تفضِ إلى تشكيل حكومة جديدة، أقدم الصدر على سحب نواب البرلمان التابعين لتياره من المباحثات، (في حزيران/ يونيو الماضي)، ورأى في الانسحاب إدانة للنظام السياسي في البلد. واحتفظ الصدر بأتباعه الموجودين في مناصب بمؤسسات السلطة في العراق، فدفع ذلك المحللين إلى التكهن بأنه يسعى من خلال هذه الخطوة للحصول على تأييد قاعدة شعبية ما فتئت تنظر بسلبية إلى المشاركة في السياسات الانتخابية المتصدعة في البلاد. كما يرى المحللون أن الزعيم الصدر يحاول تهميش منافسيه الشيعة، مما يتيح له الظهور بصفته قوة بارزة تترأس تشكيل الحكومة.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وقالت "واشنطن بوست" إن مخاطر مساعي الصدر تلك تكشّفت عندما ظهرت تسجيلات صوتية مسرّبة، يصف فيها نوري المالكي مقتدى الصدر بأنه "غادر وفاسد"، ويستعد لمعركة لا يمكن أن يخرج منها سوى منتصر واحد"(!).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بالتأكيد تلعب وسائل الإعلام وأجهزة قوى الاحتلال الأخرى دورا في شحن الأجواء والمناخات السياسية سلبيا وعلى الأرض أيضا وتشويه الصور الواقعية بكي منظم للوعي الذي تعمل عليه وتمارسه فعليا، بمحاولات زرع المصطلحات والمفاهيم التي تسعى إلى تكريسها وغسيل الأدمغة فيها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ما حصل في العراق ويحصل من أزمات متتالية، يفضح ما رسم له وخطط منذ غزوه واحتلاله، عام 2003، فلا العملية السياسية الجارية فيه بنت دولة مؤسسات ديمقراطية ولا احترمت قواعد التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية واستثمرت ثروات البلاد في خدمة المصالح الشعبية الوطنية، ومستقبل البلاد والعباد، وبقيت الخشية بعد كل ذلك قائمة من تعدد سيناريوات النهايات، وأشدها احتدام الصراعات البينية وهدر الدم العراقي، الهدف الآخر لما خطط لهذا الشعب وهذا الوطن.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-29675278220089048212022-09-06T21:53:00.004+01:002022-09-06T21:54:56.112+01:00عند البحيرة استعيد الذكرى<p dir="rtl" style="text-align: justify;"> لا نقاش حول الموت، سنة الحياة التي لا مهرب منها ولا قدرة على تغييرها او تبديلها.. الموت حق، هكذاانتهى الامر.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كلُ ابن أنثى وإن طالت سلامته</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">يوماً على آلةٍ حدباء محمول..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">و"كلُ نفسٍ ذائقةٌ الموت "!.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"> يبقى الرحيل ووقته ومنزلته هماً كبيرا.. والقرب والبعد والاحوال والآمال تبعث الاسى وتزيد اللوعة.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ألم الفراق صعب وطويل.. وقسوة التذكر او الذكرى او التذكير تضاعف الحزن وتعيد الصور والأياموالدموع وتخنق العبرات والآهات..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">الأرْضِ إلاّ مِنْ هذه الأجسادِ</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ويظل السؤال ويرد الجواب وتبتعد الكلمات او تغرق في الصمت والصبر والتسليم..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْـجَبُ</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">إنّ حُزناً في ساعةِ المَوْتِ</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">أضْعَافُ سُرورٍ في ساعةِ الميلادِ</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وتمضي السنون وتدور الدوائر وتبقى رفة العين وشهقة الحزن ماثلة في الفراق والغياب والفقدان..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">خطف المرض اللعين اصدقاء اعزاء واشقاء غالين على عجل ودون موعد وانتظار.. كنا نلتقي ونبني صروح احلام ومشاريع مستقبل زاهر، ونجدد العهد لامال مفتوحة الآفاق لشعبنا ووطننا في معمورته الممتدة بين مائين.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">هكذا في ليلة ظلماء رحل الصديق صباح جواد..في غرفة المستشفى وعلى سريره الاخير ودعنا كما كتب لي الصديق سامي الرمضاني وهو يغمض عينيه مع ابنته وابنه، في اخر لقاء وداع.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وفجعنا فايروس الكوفيد 19 في بداياته برحيل اصدقاء لم يحسبوا له حسابه.. ولم ينتظروه موعدا للغياب.. صرخات زوجته، ام رونق، على الهاتف هزتني؛ رفيقك صباح علي الشاهر لم نعد نراه.. وبعده جاء خبرالصديق جودت القزويني، وكل يوم خبر اخر عن جائحة اغلقت ابواب العالم وسورت كرته الأرضية بدائها ورفعت رايات السواد الأليم. وطوى المحيطات خبر غياب شقيقة الروح، الاستاذة فاطمة، فزعت بامالي الى تكذيبه ولكن بلا جدوى.. خطفتها المنون. وبين حصار الكورونا واجراءات السلطات التي منعتنا حتى اننحمل الجثمان الطاهر الى مثواه الاخير بنظرة وداع، وشرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي، كما قال صاحبنا ابو الطيب المتنبي.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">في المنفى والمغترب، في هذه الغربة الطويلة والانتظارات المتأملة تاتي اخبار الموت، الوداع، تشاركا فياحزان المهجر القسري وتعزية في الاغتراب الاضطراري محملة بما يضاعف في شجنها وحزنها وعبرها.. فتصدم كل من تصله ويردد حروفها وكأنها هجوم مباغت دون استعداد او تحسب له رغم كل ما يقال عنه. اخبار تتوالى.. وفاة الدكتور جعفر هادي حسن والرفيق عبد الرزاق الصافي والصديق سعد الياسري(ابو سعود) في لندن، ودفنهم في مقابرها.. والدكتور صادق البلادي، في المانيا ودفنه في مقابرها. ووفاة الصديق منذر الاعظمي في تونس ودفنه فيها، تلحقها وفاة الصديق الطبيب نظمي عبد الصاحب العبيدي في اسبانيا ودفنه في مقابرها. اية فاجعة هذه؟!.. حتى القبور اصبحت بعيدة عن السماوات الاولى، وغريبة عن تراب الوطن الذي كان حديث الروح وهاجس المنافي. غربة واغتراب في الحياة وفي الممات.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">قائمة الاصدقاء تطول وسجل الرحيل يمتد ودموع الوداع تحرق الاجفان. لكل ذكراه ولكل مكانه ولكل حسرة ولهفة وبقايا سؤال ..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">عند بحيرة في حديقة قريبة من سكني امارس المشي فيها في زمن الكورونا والحصارات والممنوعات، كان ابن العمة، سميي، القائد العسكري المؤتمن في عمله، اللواء كاظم ابو رغيف الموسوي، يتصل هاتفيا كل فترة وبالصدفة المدهشة حين اكون عند تلك البحيرة وانا ادور حولها، فاجلس على كرسي يطل عليها واواصل الحديث معه.. وقبل اسابيع وصلني خبر رحيله فجأة، تاركا خلفه عائلة كبيرة، وذكريات وأسئلة كثيرة. والآن كلما امر بالبحيرة اتوقف متذكرا كلماته وسلاماته واشواقه.. هكذا نودع الاحبة بعيدا عنهم، نوجع لهم وهم يرحلون، لا لقاء بعد ولا عتاب الزمان ومسافات المكان.. ويتركوننا بعدهم بفراغ السؤال عنهم وقسوة الغياب ووحشة الفراق..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ايها السابقون وداعا.. تظل ذكراكم وما تركتموه من طيب حيا يعيد بسماتكم المرسومة على الوجوه ويجدداستعادة لكم.. حضوركم قائم رغم الغياب، ونوركم مشع طارد للظلام، ويبقى سؤال المتنبي وفاء لكم وعنكم في القلب والعقل والوعي..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وما انتفاع اخي الدنيا بناظره</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اذا استوت عنده الانوار والظلم….</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-12114718887456767472022-06-17T16:38:00.001+01:002022-06-17T16:38:29.205+01:00دكتور نظمي وداعا <p class="p1" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-family: "Times New Roman"; font-size: 38px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px 0px 3px; text-align: justify;"><span class="s4" style="font-size: 23px;">صدمني</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">الخبر،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">توفي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">ايام</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">اسبانيا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">الصديق</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">العزيز</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">الدكتور</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">نظمي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">عبد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">الصاحب</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;"> </span><span class="s4" style="font-size: 23px;">العبيدي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody; font-size: 23px;">. </span></p><p class="p3" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s4">بهدوء</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">رحل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الرجل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بعد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ان</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">قدم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الكثير</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الخدمات</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الانسانية</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لمن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يستحق</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ذلك</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">منه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ولمن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يستحق</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">حتى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ذكر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">اسمه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">كيف</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">غادرنا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وقد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">شغلنا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تذكره</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ايام</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">دراسته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الطب</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تقديم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">خدماته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الطبية</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مجانا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">دون</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">سؤال</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">او</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تعريف</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">او</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">انتظار</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">وهو</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ينتقل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مدينة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">اخرى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ومن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بلاد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">اخرى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.. </span><span class="s4">حقيبته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مملوءة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">دائما</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">بالادوية</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">والعلاجات</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">للاهداء</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">والتوزيع</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">والارسال</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يحتاجها،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> <span class="Apple-converted-space"> </span></span><span class="s4">مع</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">كلماته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">البلسم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">معها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> <span class="Apple-converted-space"> </span></span><span class="s4">المعبرة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">طيبة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">قلب</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">توصف</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span></p><p class="p3" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s4">خجول</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">سردياته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">نفسه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وشجاع</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مواقفه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">العامة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وجليل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عطائه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بلا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تمييز</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> <span class="Apple-converted-space"> </span></span><span class="s4">ووفي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لاصدقائه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">الكثر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.. </span><span class="s4">واستغلت</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">صفاته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">هذه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بعض</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">كان</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يعرف</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">هو</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">جيدا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">نواياهم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">واتصالاتهم،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ولكنه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يقطع</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">الشعرة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">معهم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p3" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s4">بحثت</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">محرك</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">البحث</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> <span class="Apple-converted-space"> </span></span><span class="s4">عن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">اخبار</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عنه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> <span class="Apple-converted-space"> </span></span><span class="s4">فلم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">اجد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">غير</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مقال</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">قديم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">جيفارا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> <span class="Apple-converted-space"> </span></span><span class="s4">ذكرته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">فيه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ونشر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">حينها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">العديد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وسائل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الاعلام</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. (</span><span class="s4">نشر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عام</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> 2017).. </span><span class="s4">كتبت</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">: </span><span class="s4">كنت</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">زيارة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الشام</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الحبيبة،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">قبل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">سنوات</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">... </span><span class="s4">اتصل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">بي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">اخي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الطبيب</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الدكتور</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">نظمي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عبد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الصاحب</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">العبيدي،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الذي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">كان</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يعمل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مشفى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">فرانكفورت</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">الالمانية،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وهو</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">أحد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">اسرى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">سجن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الخيام</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بلبنان،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وسألني</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">أن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ابنيه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">علي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وحسنين</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يسلمان</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ويطلبان</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">هدية</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">منك،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">هي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">قميصان</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> "</span><span class="s4">تي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">شيرت</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">" </span><span class="s4">عليهما</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">صورة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">جيفارا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">شابان</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">صغيران</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ولدا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وعاشا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">اوروبا،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يخطر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">ببالهما</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">هدية</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الشام</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">صورة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">جيفارا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">وهذا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">المثال</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">هو</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ما</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يتكرر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عند</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">طلب</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">كثيرين</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ورغبة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عديدين</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وحاجة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">مريدين</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وسؤال</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مؤيدين</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">هناك</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يتباهى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بالصورة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وهناك</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يتحدى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">يعلن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">غضبا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">او</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يرفع</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">سبابته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">احتجاجا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">كثيرون</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">حلموا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">أن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يكونوا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">كما</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">كان</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">جيفارا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">وليس</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">غريبا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">أن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ترى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مكتبة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لبنانية،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تحسب</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">على</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">اليمين</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">السياسي،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">كما</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">توصف</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مصطلحات</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">السياسة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">التي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تروّج</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لها،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">والتي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تفكر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لحظة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">باليسار</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">ومطالبه،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تطبع</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">صورة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">جيفارا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وتعرضها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">أروقتها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وعلى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مدخلها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وتنشر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">كتبه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">او</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تعرضها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">على</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">رفوفها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">وتصنع</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">قمصانا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بصورته</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">صحيح</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">انها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تؤمن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بما</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تعمل</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ولكنها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تعرف</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بما</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تقوم،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">السلعة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">والربح</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">حتى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">هذه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الظاهرة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">التي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تستطيع</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مغالبتها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">. </span><span class="s4">وامثالها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">أكثر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">من</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">مكان،</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">او</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بلد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p3" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s4">اذكر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ذلك</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لاعادة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">الذكرى</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بالفقيد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وتربية</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">أبنائه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ومبادئه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وصموده</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">في</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ظروف</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ليست</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">هينة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ولا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">اريد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">هنا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"></span><span class="s4">الاشارة</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">لمن</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">تركوه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">يضمد</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">آلامه</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">منهم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">بصبر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">واخلاق</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">عالية</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">افتقدوها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">او</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ابسطها</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">.</span></p><p class="p3" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s4">خبر</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">صادم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">ومؤلم</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">وحزين</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span></p><p class="p3" dir="rtl" style="-webkit-text-size-adjust: auto; font-size: 23px; font-stretch: normal; line-height: normal; margin: 0px; text-align: justify;"><span class="s4">وداعا</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">دكتور</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;"> </span><span class="s4">نظمي</span><span class="s3" style="font-family: UICTFontTextStyleBody;">..!</span></p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-41570264560855138052022-05-21T20:09:00.000+01:002022-05-21T20:09:12.324+01:00مظفر … وداعا!<p dir="rtl" style="text-align: justify;">رحل مظفر النواب اليوم الجمعة 2022/5/20 في الشارقة العربية وولد عام 1934 على ضفاف دجلة ببغداد.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">عاش هذا العمر طويلا، اسما وصورة، مشتبكا بالموقف والنص الابداعي، ومتفاعلا مع حركة الجماهير وتطلعاتها. لم يتاخر في رؤياه وحساباته.. متداخلا بينه وبين هدير عواصف التاريخ العربي. ثابتا كنخيل بلاده وشامخا كالجبال. وجاء الخبر ناعيا.. رحل ابو عادل شاعر الفقراء والمحرومين والمستضعفين والسجناء واللاجئين والمشردين. غادر شاعر المعارضة السياسية بلغته الحادة ومفرداته المباشرة. غاب شاعر فلسطين ومرابط القدس ومنشد الثورات الشعبية العربية، ومغني العروبة الثورية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كم افتقدناه وكم سنفتقده؟. هذا زمن كالليلة الظلماء وهو كالبدر الكامل، ولكن من ينسى القدس عروس عروبتكم؟ ومن لا يتذكر الريل وحمد؟ ومن لا يتغنى بجرح صويحب ومنجله يداعي؟ والبراءة وزرارير البراري ومو حزن ومراثيه الشجاعة؟!.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تعلم في مدارس بغداد وحكم بالاعدام وخفف الحكم ليتنقل في سجون العراق، نقرة السلمان وسجن الحلة قبل ان "يهرب" الى السجون والقرارات الوحشية العربية.. صارت قصائده صرخات الغضب الشعبي وتهربت كالممنوعات الرسمية وتوثقت كدلائل للعقوبات والمحاكم العربية. سجلت قصائده بكاسيتات في زمنها وانتشرت مسربة ليستمع لها في اخر الليل في السجون والمخيمات وبيوت الاحزاب السرية، وحتى المهاجر والمنافي، وتطور الانتشار عبر وسائل الاعلام وتقنياتها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ترددت كلماته، سواء باللهجة العراقية المحلية او العربية الفصحى، في انحاء الوطن العربي، من المحيط الى الخليج. وبات اسمه مشهورا كبحة صوته وعذاب محنته وقسوة آلامه.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اخيرا.. ودعنا الشاعر مظفر النواب جسدا بعد معاناة صعبة ووجع مركب.. شهد خلالها ما كانت كلماته تعبر عنها وترد عليها وترسمها اغنية على شفاه المعذبين والقابضين على جمر العسف والقمع والنفاق والخداع المعلن.. كل مفردة من قصائده لغة خطاب لامل اجيال وخيار شعب في التحرر والاستقلال وعمران البلاد.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">فضحت كلماته واقع الحال العربي الرسمي وقدمت شهادته الشخصية المعبرة عن اوجاع امة ولسان حالها في المقاومة والصمود والرفض الشعبي.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ستبقى قصائده رنانة رغم خفوت المد وانكسار الحد وسطوة العد.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">مظفر النواب، كتب اسمه في قاموس الشعر العربي، شاعر القصيدة الغاضبة والناطقة والمعبرة..وفي سجل الكفاح الوطني والقومي.. اغنية ولحنا وديوان غضب ناطقا بلغته ومفرداته رافعا سبابته بيان احتجاج وتفرد كفاح وتجربة ثورة وصوت مقاومة..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">رحل بصمت وودعنا بغضب.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وداعا مظفر النواب الموسوي!..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">الجمعة 2022/5/20</p><div dir="rtl" style="text-align: justify;"><br /></div>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-26853521611875201172022-05-09T10:46:00.000+01:002022-05-09T10:46:02.744+01:00 أوكرانيا: اللاجئون والعنصريّة والمعايير الغربيّة<blockquote dir="rtl" style="border: none; margin: 0px 40px 0px 0px; padding: 0px; text-align: right;"><p style="text-align: justify;">كيف فضحت المواقف، في تمييز اللاجئين والمعايير المزدوجة والعنصريّة المتأصّلة؟! أسئلةٌ محرجةٌ وأجوبتُها محزنة، بحجمِ مأساتها؛ فالحقائقُ التي تمّت بالصورة والصوت لا يمكن إنكارها أو التهرّب منها؛ فضائحُ لا تشرّفُ أحدًا.</p><p style="text-align: justify;"> ما يجري في أوكرانيا من أحداثٍ على صعد الهجرة، النزوح واللجوء، والتمييز العنصريّ وازدواجيّة المعايير، يفضحُ سياسات مديري تنفيذ الرأسماليّة المتوحّشة؛ الغربُ الرأسماليّ بإدارة الولايات المتّحدة الأمريكيّة وذراعها العسكريّ، حلف شمال الأطلسي/الناتو، ومجمّعات صناعتها العسكريّة، والطاقة وأجهزتها السوداء؛ انكشفت هذه القضايا المستترة في تلك الأحداث.</p><p style="text-align: justify;">في الوقائع اليوميّة وفي العموم لما حصل له أسبابه التي تنسى، ولا يجري الحديث عنها وتسلّط الأضواء على النتائج والتداعيات دومًا، وحتّى هذه لا تُأخذ مأخذ الجدّ والصراحة والموضوعيّة، على صعيد المواقف ووسائل الإعلام، التي لم تتوقّف يومًا من الردح بهذه المصطلحات ونهج التضليل.</p><p style="text-align: justify;">مشاهدُ اللجوء التي تظهرها وسائلُ الإعلام، وتبثّها الفضائيّات بكلّ اللغات، تفضحُ العنصريّة المتأصّلة في الغرب، وتعرّي طبيعة التمييز العنصري، أمامَ أنظار الجميع، كلّ من يرى ويسمع وله بصرٌ وبصيرة، وهي من ثَمَّ خرقٌ عمليٌّ للاتفاقيّات الدوليّة، الموقّعة عليها 170 دولةً في العالم، ومن بينها دولُ أوروبا والولايات المتّحدة، للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وقد عرفته الأمم المتّحدة بقرارها الذي أخذ به نهايةَ عام 1969 " (يقصد بتعبير التمييز العنصري) أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقومُ على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القوميّ أو الإثني، ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريّات الأساسيّة، أو التمتّع بها أو ممارستها على قدم المساواة في الميدان السياسي أو الاقتصاديّ أو الاجتماعيّ أو الثقافيّ أو في أي ميدانٍ آخر من ميادين الحياة العامة".</p><p style="text-align: justify;">إضافةً لفشل كلّ هذه الدول في احترام توقيعها والحفاظ على بنود الاتفاقيّة وتعريفها الصريح، قام الإعلام الغربي والمتخادمون معه من باقي اللغات، بازدواجيّةٍ مقيتةٍ في المعايير، خاصّةً في نقل أو التعليق مع ممارسات حرس الحدود الأوروبي والشرطة وممثّلي المنظّمات الموجودة على الحدود الأوكرانيّة مع اللاجئين على أساس العرق واللون والدين. كما كشفت قنواتٌ إخباريّةٌ عدّةٌ، وصحفٌ ومواقعُ إلكترونيّةٌ دوليّةٌ عن عنصريّة القوى المتنفذة في الغرب في تغطية الأحداث في أوكرانيا، بعباراتٍ عنصريّةٍ تمييزيّةٍ بحتة، حيث إنّ اللاجئين هم أكثرُ الفئات التي تعاني من حالات الهجرة واللجوء وترك الديار والأهل والمرابع التي ألفوها... ولا فرق بين لاجئٍ أبيضَ أو أسودِ اللون، ولا فرق بين لونِ بشرةِ لاجئٍ أسيويٍّ أو إفريقيٍّ أو غيرهما من طالبي اللجوء من أركان المعمورة، أو المفروض عليهم ذلك قسرًا... لكن ما حصل على حدود أوكرانيا كشف المستور المتأصّل في أوروبا، وفضح المقياس الذي تعاملت به من تمييزٍ بين اللاجئ الأوروبي الأبيض وبين اللاجئ غير الأوروبي، وهذه الممارسات تفضح العنصريّة ومظاهرها بالدول الغربيّة عمومًا، وتستعيد ماضيًّا غيرَ مشرّفٍ لأصحابه، ويشعر بالخزي منه ومن ارتكاباته على جميع الصعد وعلى مرّ العهود.</p><p style="text-align: justify;">كتب عن ازدواجية المعايير الأوروبيّة هذه في التعامل مع اللاجئين، بحسب لون بشرتهم؛ الكاتب دانيال هاودن في مقال رأي نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، أشار فيه: إلى أنّ اللاجئين غير البيض يتعرّضون لمعاملةٍ عنصريّةٍ منذ بداية الحرب في أوكرانيا، فمثلًا أظهر أحد مقاطع الفيديو تعرّض رجلٍ أسود البشرة للضرب على يد ضباط شرطة الحدود الإسبانيّة، بسبب تسلّقه سياجًا حدوديًّا، كما أنّ إحدى الصور كشفت حشدًا من الرجال البيض يرتدون الزي العسكري يضربون بشراسةٍ رجلًا من ذوي البشرة السوداء، وهو ما لم يقع في الحالة الأوكرانية (!). وذكر الكاتب: أنّ الحرب في أوكرانيا، دفعت أوروبا إلى إعادة اكتشاف مشاعر الشفقة والرحمة لتخلق ازدواجيّةٍ في تعريف "اللاجئ"، بعد فترةٍ مظلمةٍ ومثيرةٍ للانقسام مثّل فيها اللجوء في أوروبا تهديدًا حقيقيًّا! بحسب الكاتب. ولم يتوقّف الكاتب ولا أمثاله الذين اكتشفوا مشاعر الشفقة والرحمة الأوروبيّة، عند آلاف المهاجرين الذين فقدوا حياتهم في البحار والحدود الأوروبيّة.</p><p style="text-align: justify;">ما جرى في أوضاع اللجوء هذه، من تمييز اللاجئين الأوكرانيّين وهم يعبرون الحدود إلى بولندا، نموذجًا، واستقبالهم بالأعداد الكبيرة؛ فضيحةٌ ناطقةٌ لتلك الدولة الأوربيّة ذاتها التي تقوم بوضع أسلاكٍ شائكةٍ وبناء جدارٍ على امتداد حدودها مع بيلاروسيا لمنع اللاجئين السوريين والأفغان والعراقيين من الدخول إليها، وأشركت الاتّحاد الأوروبي وحلف الناتو معها في هذه القضيّة.</p><p style="text-align: justify;">وسائل الإعلام بكلّ أنواعها، ورغم بعض مراسليها الموزّعين على كلّ الحدود والمدن الحدوديّة وأهداف مموّليها؛ نقلت صورًا مؤلمةً من التمييز ضدّ اللاجئين غير الأوروبيّين الذين فرّوا من أوكرانيا، وكشفت في بعض التقارير المصوّرة والمنقولة مباشرةً عن حالاتٍ تمَّ فيها منع أشخاصٍ من ذوي البشرة الملوّنة من دخول قطارات الإجلاء وعزلهم وإجبارهم على الانتظار لأيّامٍ عند المعابر الحدوديّة، بعد وضعهم في مخيّماتٍ تفتقر إلى أدنى وسائل العيش الكريم، وتم حجزهم بسبب لون بشرتهم وعيونهم، وشعرهم، مع أنهم كانوا يعيشون في أوكرانيا، ويكابدون مع أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأصفر معاناة الحياة اليوميّة، وَفْقَ التوصيفات العنصريّة التي أشاعها أصحابها من سياسيّين وإعلاميّين وإضرابهم؛ لعلَّ أفظعَ مثالٍ على ذلك، اقتراف عددٍ من المعلّقين والمحلّلين السياسيّين ومراسلي شبكات الإعلام الغربي، وحتى بعض الإعلام العربي الناطق بالإنجليزيّة (وهم جزءٌ من نخب الثقافة الغربيّة)، خطاب التمييز بين الأشخاص الذين يحقُّ لهم اللجوء عن غيرهم، واستخدام خطاب تمييزٍ عنصريٍّ صارخ، وطرح مقارنات تنضح بالكراهية والتمييز العنصري، وتفتقد إلى أية مشاعرَ إنسانيّةٍ أو قيم كان يتباهى بها ناطقوها، مما دفع حتّى الأمم المتّحدة إلى انتقاد هذه الموجة العنصريّة الجديدة، والدفاع عن قراراتها بهذا الشأن؛ إذ انتقدت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شابيا مانتو، ازدواجيّة المعايير التي تنتهجها بعض الدول الغربيّة تجاهَ اللاجئين، في وقتٍ كشفت الأزمةُ الأوكرانيّةُ والهجرة منها حجم التمييز وازدواجية المعايير في التعامل مع اللاجئين من دولٍ أخرى، واجهت حروبًا أو عواملَ هجرةٍ قسريّة.</p><p style="text-align: justify;">وصرحت مانتو، إنّ التصريحاتِ العنصريّةَ العلنيةَ لبعض السياسيين والصحفيين من الدول الغربيّة تثير التمييز بين اللاجئين، وعدّتْ أنّ استخدام عبارات "البيض، الأوروبيّين" للاجئين الأوكرانيّين، وتعبيرات مسيئة للاجئين السوريين والأفغان، أثارت انتباه الكثيرين، وتسبّبت في موجة انتقاداتٍ واسعة. وأضافت مانتو: "لا يهمّ ما هي هويةُ اللاجئين ومن أين أتوا، لنكن أكثرَ إنسانيّةً ورأفة"، وتابعت "لسنا بحاجةٍ لهذا النوع من الخطاب، هذا الوضعُ مأساويٌّ جدًّا للاجئين من أوكرانيا و سوريا وأفغانستان ودول أخرى. لا أحد يرغبُ في أن يكون لاجئًا".</p><p style="text-align: justify;">رغمَ أنَّ هذا الموقف إيجابيٌّ للناطقة باسم منظّمةٍ من منظّمات الأمم المتّحدة، وشهادة لها وللتاريخ، إلا أنّ الأمم المتّحدة اشتركت بأشكالٍ أخرى أو بالصمت عن ارتكاباتٍ مماثلةٍ في مناطقَ أخرى، وتدان كما تدان كل المواقف والتصريحات التي ما زالت تستخدم خطابًا عنصريًّا ومفردات الكراهية والتمييز بين البشر والبلدان. لقد عرّت قضية اللاجئين من أوكرانيا قضايا كثيرة، على صعدٍ مختلفة، لكن الحديث عن مفاهيمَ محدّدةٍ لا يغيّر من جوهر التناقض الرئيس بين التوحّش الرأسماليّ ومناهجه في إشعال الحروب، وتوزيع فيض اللاجئين على بلدانه المحتاجة لقوى عاملةٍ جديدةٍ وشغيلة خدمات وعدد سكان معين، يحافظ على بقائها في فلك دائرة النفوذ الأمريكيّ والهيمنة الإمبرياليّة، حيث من المتوقّع أن تصبح أكبرَ موجة هجرة في أوروبا ومن داخلها، وتقدّر تصريحات إعلاميّة هجرة خمسة أو ستة ملايين شخص، وقد يتجاوز هذا الرقم أيضًا، حسب المخطّطات المعدّة لتطوّرات ما يجري على الأرض، ونطقت العنصريّة والتمييز العنصري صارخة في هذه القضايا، وكشفت عن تأصّلها في الغرب، رغمَ كلّ تجاربها ودروس التاريخ فيها، ورغم كلّ التقدّم والتطوّرات الاجتماعيّة - اقتصاديّة والتقنيّة الثوريّة التي عمّت الغرب أساسًا والعالم عمومًا، وفضحت المعايير الغربيّة للمفاهيم التي تتزعمها، وتدّعي قيادتها وريادتها عالميًّا، والمنافية للممارسات الفعليّة التي حصلت على الحدود الأوكرانيّة الأوروبيّة، كما وضح معنى القيم الغربيّة والإنسانيّة التي أصبحت معروفةً الآن، وردّت على ادّعاءاتٍ كثيرةٍ وتصريحاتٍ غيرِ قليلةٍ عن مسائل التكلفة الماليّة ومصادر الإنفاق وبواعث الصراعات الإثنيّة والدينيّة وغيرها، وسيسجّل التاريخ هذه الممارسات وصمة عار على العقل الغربي الذي حكّ جلده، وبانت حقيقة معدنه.</p></blockquote>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-18207863109788523362022-04-10T23:03:00.005+01:002022-04-10T23:05:07.925+01:00عام على الفراق<p dir="rtl" style="text-align: justify;"><span style="background-color: white;">ف</span><span face=""Segoe UI", "Segoe UI Web (West European)", "Segoe UI", -apple-system, BlinkMacSystemFont, Roboto, "Helvetica Neue", sans-serif" style="background-color: white; color: #201f1e; font-size: 15px;">راق الاحبة ليس هينا ولا يمر بذكراه يسيرا.. عام مر، بأشهره واسابيعه وايامه وساعاته ودقائقه ولحظاته.. عام ثقيل .. طويل.. من الفراق..</span></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"><div style="text-align: justify;"><span face=""Segoe UI", "Segoe UI Web (West European)", "Segoe UI", -apple-system, BlinkMacSystemFont, Roboto, "Helvetica Neue", sans-serif" style="background-color: white; color: #201f1e; font-size: 15px;">ونردد من حزننا وآلامنا، هذه هي الدنيا تحمل صفحاتها من اهات الرحيل وآلام البعد وغربة الروح ودمع الحضور..</span></div><span face=""Segoe UI", "Segoe UI Web (West European)", "Segoe UI", -apple-system, BlinkMacSystemFont, Roboto, "Helvetica Neue", sans-serif" style="background-color: white; color: #201f1e; font-size: 15px;"><div style="text-align: justify;">مثل هذا اليوم، الثامن من نيسان/ ابريل طوى العراق الخبر..</div></span><span face=""Segoe UI", "Segoe UI Web (West European)", "Segoe UI", -apple-system, BlinkMacSystemFont, Roboto, "Helvetica Neue", sans-serif" style="background-color: white; color: #201f1e; font-size: 15px;"><div style="text-align: justify;">وداع ابدي ..</div></span><span face=""Segoe UI", "Segoe UI Web (West European)", "Segoe UI", -apple-system, BlinkMacSystemFont, Roboto, "Helvetica Neue", sans-serif" style="background-color: white; color: #201f1e; font-size: 15px;"><div style="text-align: justify;">لم نعد نلتقي..ولم نستلم بعد منها التحايا والسلاما. ولم تنفع الفزعة بالامال بعد ولم يدع صدق الخبر مجالا غير ان نشرق بالدمع والاهات وقضاء القدر.</div></span><span face=""Segoe UI", "Segoe UI Web (West European)", "Segoe UI", -apple-system, BlinkMacSystemFont, Roboto, "Helvetica Neue", sans-serif" style="background-color: white; color: #201f1e; font-size: 15px;"><div style="text-align: justify;">تمكنت بعد الرحيل من زيارة قبرها ومع العائلة، من الابناء والاحفاد والاب والاخ معا.</div></span><span face=""Segoe UI", "Segoe UI Web (West European)", "Segoe UI", -apple-system, BlinkMacSystemFont, Roboto, "Helvetica Neue", sans-serif" style="background-color: white; color: #201f1e; font-size: 15px;"><div style="text-align: justify;">وفي كل يوم غصة وكل اسبوع تذكار وكل شهر عزاء.. حتى الهاتف المحمول يبتكر كل مرة فيديوا يجمع فيه لقطات من تلك الايام، وتلك اللحظات، ويركبها مع موسيقى مختارة لها، يدفعك الى الذكريات والاهات والآمال.</div></span><span face=""Segoe UI", "Segoe UI Web (West European)", "Segoe UI", -apple-system, BlinkMacSystemFont, Roboto, "Helvetica Neue", sans-serif" style="background-color: white; color: #201f1e; font-size: 15px;"><div style="text-align: justify;">ايتها المسافرة بنقاء القلب وطهر النوايا.. ياشقيقة الروح والوطن.. يا اختي العزيزة يا وجعي العراقي، يا فاطمة.. مر عام اول على الفقد والرحيل .. وتمر الاعوام وذكراك لا تنسى، باقية في القلوب، وفي تخليد اسمك عند الاحفاد من بعدك...</div></span></div>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-13068532030607955232022-04-07T14:57:00.005+01:002022-04-07T15:06:47.288+01:00هدّتنا الكورونا<p dir="rtl" style="text-align: justify;"><span style="font-family: georgia; font-size: medium;"><b> <span style="background-color: white; text-align: justify;">حين انتشرت الجائحة وكثر الكلام عن خطرها، بين محذر منه او ساخر من مؤامرة خلفه او داع الى معالجته بتقبل ما توافقت عليه الادارات الصحية الدولية والمحلية، او.. او.. وكثرت اللقاحات واصبح لقاح فايزر الاشهر والاكثر قبولا وفي اكثر البلدان وزع منه ثلاث مرات، وصولا لقناعة الشفاء وقوة المناعة والتحدي لخطر الاصابة والتوقف من رعب اعداد الوفيات من هذا الوباء اللعين وهجوم فايروسه الشرس لاشهر عديدة تجاوزت العامين من عمر الانسان..</span></b></span></p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"><span style="background-color: white; font-family: georgia; font-size: large; font-weight: bold;">مثلما تجاوزت ارقام الاصابات الملايين، مثلها الوفيات طبعا، ولما تزل اخبار الجائحة والدواء قائمة وظاهرة، رغم طغيان اخبار الحرب والتآمر الامريكي وتابعه الاوروبي ومن يتخادم برغبة او اكراه معه. سواء في نشر الفيروس ومصائبه او في التخطيط للحرب وتداعياتها.. التي بلغت منها على صعيد الهجرة ارقامها بالملايين ايضا.. هذا لوحده واذا اضيفت ارقام الوفيات بالحالات الاخرى، الامراض الوبائية وحوادث الطبيعة والسيارات والجرائم المنظمة وغيرها الكثير من فواجع الراسمالية المتوحشة في اركان المعمورة..فستكون ارقاما فاجعة ومذهلة. </span></p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"><span style="background-color: white; font-family: georgia; font-size: large; font-weight: bold;">مرت</span><span style="background-color: white; font-family: georgia; font-size: large; font-weight: bold;"> فترة طويلة من شهري شباط/ فبراير واذار/مارس قاسية ومتعبة هدتنا فيها الكورونا، غالبة ما كنا مطمئنين منها، كوننا اخذنا اللقاح ثلاث جرعات..حسب قرارات وتعليمات الجهات الصحية وتقارير الاطباء والفيديوات الكثيرة التي نصحت بالدواء والشفاء والاقتراحات والتوصيات الصحية خصوصا. لبس الكمامة والتزام مسافة الابتعاد وعدم الدخول في التجمعات في الاماكن المعلقة والنظافة العامة دوما مع استخدام المعقمات وتعقيم كل شيء يستخدم يوميا، سواء في البيت او خارجه، ولم نخرج من البيت الا للضرورة، امتناعا واحتراما وتقديرا.. ورغم كل ذلك عرفنا اعراض الجائحة بالتجربة المباشرة، وبالانتقال المتداول العائلي، لكل فرد منا، تجاوزا للعمر والصحة والحجر الصحي والامر الواقع الذي فرض فرضا، وقبل منا بالتداوي والصبر على ما كتب لنا منه وفيه. ايام صعبة وظروف قاسية واحوال لا يقدرها من لا يعيشها ويتحمل معاناتها، ويزيدها ما يقرأه من اخبار واعداد الاصابات والوفيات اليومية وما يسمع من اخبار الانتظار وفترات الحجر في ثلاجات المستشفيات والبحث عن قطعة ارض لقبر في بلاد الله الواسعة، المنافي البعيدة، والغرباء والغربة وما ادراك ما تعنيه هذه كلها في هذه الايام!… اوراق العمر ووصيته ورسائل التذكير المتكررة والمنذرة مسبقا، ودائما وفي كل حين او في اللحظات العاصفة، الثقيلة وكانها الاخيرة..</span></p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"><span style="background-color: white; font-family: georgia; font-size: large; font-weight: bold;">اخذنا اللقاحات وهدّتنا الكورونا وما زلنا في دوامة الجائحة، لم نتخلص منها، ولن تنتهي بعد هذه الاشهر والسنوات والملايين من الاصابات والوفيات.. فثمة متحورات مستجدة، وكل مرة تكشف عن مصانع ومعامل لفايروسات مشابهة او اشد خطرا منها، وليس اخرها ما كشف في الحرب في اوكرانيا ومن هي الدول والاجهزة التي تديرها، وتتدافع على صناعتها والمتاجرة فيها..</span><span style="background-color: white; font-family: georgia; font-size: large; font-weight: bold;">ا</span></p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"><span style="background-color: white; font-family: georgia; font-size: large; font-weight: bold;">آخر الاخبار تقول بظهر متحورر جديد من فيروس كورونا، الذي يسبب مرض "كوفيد- 19" في بريطانيا، في وقت يقول خبراء إنه لا داع للقلق حتى الآن. ويعرف المتحور الجديد باسم (XE)، وهو خليط من سلالاتي متحور "أوميكرون" (بي إيه.1) و (بي إيه.2)، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأميركية. ويعرف هذا النوع من المتحورات، الذي يقوم على خليط من متحورات أخرى، باسم "المتحور المؤتلف".</span></p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"><span style="background-color: white; font-family: georgia; font-size: large; font-weight: bold;">لم اخبر احدا عما حصل رغبة في عدم الاشغال، ورفعا للاحراج وبعدا للسؤال ، ولكن بين فترة واخرى، مع بعض الاعزاء تجري نقاشات حول الموضوع، وكالعادة وكما هو حال المجتمع فهناك انقسامات في الآراء وفي القرارات، وهناك من لا يصدق بعد ما يحصل في المستشفيات يوميا. ولم يبق إلا الدعاء بالخلاص من هذه الجائحة وسلالاتها، والالتزام بالقواعد والقرارات وعدم التردد بأخذ العلاجات.</span></p><div dir="rtl" style="text-align: right;"><b style="background-color: white; margin: 0px; padding: 0px; text-align: -webkit-center;"><p align="justify" class="artTextmain" dir="rtl" style="line-height: 37.9076px; margin: 0px 35px; overflow: hidden; padding: 0px; text-align: justify; width: 600px;"><span style="font-family: georgia; font-size: medium; margin: 0px; padding: 0px;">لندن نيسان/ ابريل 2022<br style="margin: 0px; padding: 0px;" /></span></p><div><span style="font-size: medium; margin: 0px; padding: 0px;"><br /></span></div></b></div>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-33722980167459771692022-03-25T20:42:00.000+00:002022-03-25T20:42:28.828+00:00العملية السياسية في العراق: مرحلة التفتيت والانسداد<p dir="rtl" style="text-align: justify;"> ما يحصل اليوم في العملية السياسية في العراق يلفت الانتباه إلى المسارات التي تتجه إليها بعد كل ما اعتبر خطوات إلى الحل أو ضوءاً في آخر النفق السياسي. لماذا وصلت العملية إلى ما وصلت إليه الآن؟! وأين هي القوى التي ادعت نفسها أركان هذه العملية منذ إعلان احتلال العراق رسمياً بعد غزوه عام 2003 ووضع بصمات قوى الاحتلال عليها، وبروز اسم بول بريمر واضحاً لتثبيت قوة النفوذ الصهيو-غربي فيها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">رغم هروب بريمر، وتشكيل حكومات من عراقيين، وإجراء انتخابات، واستفتاءات، وأعمال مجالس نيابية، ودستور مكتوب، وغيرها من الخطوات التي وضعت على أساس بناء دولة مدنية ديموقراطية، ظلّت خطط الدول التي احتلت البلد هي السائدة ويجري العمل عليها، وظل نفوذها واضحاً. وعلاماتها الوصول ـــــ كما تقول أوساط سياسية ـــــ إلى «انسداد سياسي»، كخطوة مسبقة لمرحلة أخرى من العملية السياسية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اعتبرت انتخابات 10 تشرين الأوّل المبكرة مدخلاً لتغيير العملية السياسية القائمة. وبرز بعدها ما يمكن توصيفه بانشطار في جسم القوى السياسية الفاعلة إلى تيارين أو تكتلين في كل «مكوّن»، وإشهار مصطلحات متناقضة بينهما، يخشى من استمرارها عملياً إلى ما لا تحمد عقباه وتحذّر منه حتى أطراف بين التيارين المنشطرين نفسهما. فالمكوّن الكردي له طرفان، تحت قيادة الحزبين البارزين فيه؛ «الديموقراطي» بقيادة العائلة البارزانية في محافظة أربيل، ومحيطها. و«الاتحاد الوطني» بقيادة العائلة الطالبانية في محافظة السليمانية ومحيطها. وانقسم المكوّن السني إلى كتلتين؛ «تقدّم» بقيادة محمد الحلبوسي، و«حسم» برئاسة خميس الخنجر، وتكفّلت الأجهزة الأمنية التركية والإماراتية في جمعهما باسم تحالف السيادة. وظل المكوّن الشيعي منقسماً بين «التيار الصدري» الذي يتزعّمه مقتدى الصدر، و«الإطار التنسيقي» بقيادة تحالف «فتح»- «دولة القانون»، وهذه عناوين جديدة أخذت تدخل مشهد العملية السياسية، حيث كانت هذه المكونات تواجهه بمسمّيات تمثّل كل مكوّن بأجمعه، أي بثلاث كتل أو تحالفات.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">سمحت هذه الانشطارات والتفتت الداخلي بتدخلات خارجية أخرى، إضافية. وعمل هذا التدخل دوره في تكريس التفرقة وتعميق التقسيم، وصولاً إلى صراعات إعلامية وسياسية وحتى أخلاقية. أعلن عن زيارات واجتماعات قام بها قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري في إيران إسماعيل قاآني مع «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي» وجهات رسمية أخرى، وكذلك في أربيل، ولم تظهر علامات أو صور لهذه اللقاءات بين العراقيين والإيرانيين. كما حصل في اجتماعات أربيل بين قادة كرد مع جهات أمنية وسياسية أجنبية، أو صورة أنقرة بين الحلبوسي وخنجر مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ومستشاره الأمني. خلال ذلك، برزت شعارات ومصطلحات تعكس تعصّب كل طرف؛ «حكومة أغلبية وطنية» - «لا شرقية ولا غربية»، لـ«التيار الصدري»، يغرّد به رئيسه مقتدى الصدر كل مرة بعد اجتماع مع «الإطار التنسيقي» أو الزوار الإيرانيين، بينما يؤكد «الإطار التنسيقي» على «التوافق الوطني». ودارت اجتماعات وتصريحات تفاوتت بين أشكال من الاتفاق أو التعثّر فيها، ووضع شروط واشتراطات على استمرارها. ظهرت إلى الواجهة الخلافات بين التحالفات وتعميق الهوة بينها، حتى أصبح مفاجئاً التراجع عن بعضها من مثل الاتصال التلفوني بين مقتدى الصدر ونوري المالكي ــــ أبرز الخلافات والصراعات.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وهذا جزء من المخططات العاملة على التفتيت والتجزئة للقوى الفاعلة في العملية السياسية، شاركت فيها قوى داخلية، من مثل قيادات كردية لعبت دورها التنفيذي في تعميق الخلافات وتوزيع مواقفها بين الإعلان والإضمار، بين التحالف والادعاء بالتعامل المتساوي مع كل الأطراف، وتكريس الصراع والخلافات الداخلية. ومثلها قامت قوى عربية من المكوّن السني باستنساخ دور قيادات من المكوّن الكردي، لا سيما مع طرفي المكوّن الشيعي، للخروج بما يعقّد الصورة ويشوّه مشهدها السياسي. هذا النزوع بتسمية المكوّنات وقبول من يتزعمها سياسياً بذلك، قدّم معطى مقبولاً للمخططات التي أوصلت الأوضاع لما أريد له، واعتمدت على قاعدتها التي نصبتها وكلفتها عملياً.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بعد الانتهاء من تنفيذ الموعد الدستوري الأوّل عقب تثبيت نتائج الانتخابات بانتخاب، أو إعادة تعيين، محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان، ظلّت توقيتات الالتزامات الأخرى، بانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم رئيس للحكومة وتشكيل حكومة، مفتوحة لحد الآن. وهذا التأخير خرق دستوري رضي به من يبرز في المشهد السياسي، كما يبرز دور لسفراء أجانب وعرب في كل هذه الخطوات. وما نقل عن السفير الأميركي لدى بغداد في لقائه مع حزب سياسي شكلٌ من هذه التدخلات والضغوط والنفوذ السياسي عموماً. وظل التوافق عالقاً على مرشح لرئاسة الجمهورية رغم الاختراقات التي تمّت. وقد يكون موعده والخروج بما يتفق مع الأغلبية السياسية حلاً ممكناً لعقد العملية السياسية وإخراجاً لها من الانسداد المعلن لحد الآن.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كشفت العملية السياسية، منذ إعلانها وإلى اليوم، عن قضايا أساسية، أبرزها ضعف دور الأسماء العراقية التي تكلّفت بمهام السلطات في البلاد (اعترف بعضهم بارتكابه أخطاء جسيمة من دون أن يعمل على إصلاحها أو تحمّل المسؤولية عنها أمام القضاء)، وكذلك قوة نفوذ القوى الخارجية، واتساع أدوارها، وبلدانها (تركيا وقطر والإمارات مثلاً)، رغم بقاء التأثير الكبير لطهران وواشنطن. والأخرى هي هزال الثقافة الديموقراطية وممارساتها وتناقض مفهومها عما جرى ويجري باسمها. بالتالي، هذه القضايا تحتاج إلى حلول جذرية، وواقعية، نحو التغيير الحقيقي للعملية السياسية أساساً.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">أثبتت الأحداث الجارية في العراق بأن العملية السياسية تفتقر إلى حركة شعبية وطنية (لا تمثّلها الوجوه التي برزت بعد الحراك الشعبي من خريجي دورات تدريب السفارات الأميركية والبريطانية والتركية، وغيرها) وبرنامج عمل وطني ومصداقية مؤمنة حقاً بعملية التغيير الوطني على جميع الصعد والمستويات. تبدأ من تغيير نهج العملية السياسية القائم على أساس المحاصصة الطائفية والإثنية، والعمل على بناء دولة القانون والمؤسسات الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان والاستقلال والسيادة الوطنية.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-2306878176480649192022-03-17T19:53:00.000+00:002022-03-17T19:53:06.366+00:00منذر وداعا... !<p dir="rtl" style="text-align: justify;">اخبار الموت تنتقل هذه الايام سريعا. لم يشك من الم مميت. لكنه كباقي الناس تخطى عمره وعبَرَ السنوات وحرقة الاوجاع بصبر وانتظار .. اسئلة حائرة تدور في راسه. يستفهم بمكابدة ويحزن بقوة. لا تجري الامور كما يحسب. وطن يبتعد وغربة تطول. الامل باجيال الشباب والمنظمات الوطنية مثل النقابات والمجموعات الفكرية الحريصة على الشعب والوطن. يردد مع نفسه وبعض رفاقه. يكتب ويجادل بحماس الشباب وخبرة الشيوخ.. يتطرف بمواضيعه ويطرح قضايا للنقاش والحوار مختلف عليها.. ويصر متاملا الوصول الى غد افضل..</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بصمت رحل منذر نعمان الاعظمي (1942-2022)، اغلق هاتفه وصفحته على الفيسبوك واعتذر عن الجواب.. خبر محزن وموجع.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وداعا منذر!</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"><br /></p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-19201272930438809992022-02-20T12:52:00.001+00:002022-02-20T12:52:07.762+00:00المشهد السياسي في العراق: خطوة الى الامام .. خطوة الى الخلف<p dir="rtl" style="text-align: justify;"> حبَكت فكرة الانتخابات المبكرة، في 10 تشرين الأول 2021، مدخلاً لرسم المخططات الموضوعة من قبل الدول والقوى المحتلة والمعادية للمصالح الوطنية العراقية، وأبرَزت خطوات أخرى لها، مؤكدة على ما أُريدَ أن يكون عليه المشهد السياسي. فقد نجحَت تلك الدول وسفاراتها في صناعة الحدث العراقي، من خلال تقسيم العراق إلى مكوّنات، بحسب خططها، على أسس طائفية مذهبية وإثنية وقومية، والعمل على إلغاء الهوية الوطنية للشعب العراقي، ومنعه من أي تقدّم وتطوّر في أغلب المجالات الحيوية لعمرانه. أصبح الشعب في العراق مكوّناً من السنة والشيعة والكرد، وأكثر من نصفه تحت خط الفقر، والتفاوت الطبقي والاجتماعي فيه صارخاً. وهذا المخطط لم يقدّم للمشروع المطلوب نهاياته، رغم نجاحه ودسترته وتكريسه لعقد ونصف من الزمن، وجاء بعده استكمالاً لما سبق بصناعة تقسيم هذه المكونات التي اقتنع زعماؤها بها والتواطؤ في ما بينها، وتمرير اختراقات داخلية وانشطارات عمودية وأفقية، وهذا ما أصبحت عليه الحال، وربما إلى حين.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بعد إعلان نتائج الانتخابات المبكرة توضّحت نتائج المخططات علناً في المشهد السياسي. صار الحديث عنها مؤشراً لها. لم يعد القول بالتزوير والتدخل والتصريح بأهدافها سرّياً أو تحت الطاولة، بل علنياً من داخلها ومن المشتركين فيها، أفراداً أو أحزاباً اقتربت من رقم المائتين، أو كتلاً وتحالفات تجاوزت الثلاثين.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">أعطيت للقضاء وسائل لإخراجها من الانسداد أو الصدام المبكر، ووضعها أمام صراعات مفتوحة. يظهر ذلك في المعطيات المنشورة من أطراف رسمية، سواء من مفوضية الانتخابات أو الأحزاب السياسية، رغم تقديم الطعون والاعتراضات والشكاوى إلى المحكمة الاتحادية التي قال نواب عنها بأن قراراتها ليست كلها مهنيّة بل كانت منفعلة سياسياً. هذا بجانب ما أذيع من أرقام عن البطاقات الانتخابية المبعدة عن التصويت، وما انتشر من آراء في عمليات وأجهزة التصويت وإمكانات التلاعب فيها رقمياً، والمال السياسي، والخريطة السياسية المنظمة أو المطلوبة. ومعها أرقام عن عدد المصوّتين فعلياً ونسبتها من أعداد الذين يحق لهم المشاركة قانونياً. وبالتأكيد لم يخل الأمر من تناقضات ومحاولات تضليل؛ بين ما تصرّح به المفوضية للانتخابات ومراجعها أو بين وقائع الحال وأقوال من قام بالمشاركة واهتماماته بها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ولهذا، لم تخرج النتائج في اليوم نفسه أو الذي يليه. وسمحت الفترة الطويلة نسبياً للتساؤل وللتدخلات الخارجية في إدارة إجراءات الانتخابات، بالرغم من أنها، إعلامياً، ومن الأطراف المعنية بنتائجها، وصفت بأنها نزيهة وتمّت بسلاسة وهدوء سلمي! وهذا الأمر أثار ويثير أسئلة مقلقة ويبعث على القلق من العواقب وما تنتهي إليه مساراتها الختامية.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">أعطت الجلسة الأولى للبرلمان روتوشاً للصورة المنتظرة، مع تدخلات واضحة وصناعة لبيئة مناسبة لإقرار ما هو مطلوب؛ انتخاب أو إعادة تنصيب رئيس البرلمان ونائبيه، على الأسس الطائفية المتبعة عرفاً، رغم أن القوى السياسية تزعم أنها لا تتحدّث بعد عن المحاصصة وتسعى للتغيير أو الإصلاح بالشكل الصارخ، ما يعني أنها أسس لا تتمكّن كل القوى المشتركة في العملية السياسية، برغم كل تصريحاتها المتناقضة، من التهرّب عملياً منها. وتبعت الجلسة مسرحية تحت اسم النظر في شرعيّتها من قبل المحكمة العليا التي أعادت إخراجها، بالتأجيل أوّلاً، والإقرار بالصيغ المكلفة بها أخيراً، وهو ما يتكرّر مع كل طلب أو شكوى. لا تنفع، سواء المحكمة أو البرلمان، الطعونُ والأدلة الثبوتية والشهادات بالحق والعدل، وبالتأكيد الدستور وما صاحبه من قوانين داخلية. فالخروقات تحوّلت إلى سمة أو عرف عراقي أيضاً.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وفق ترتيبات المدد الدستورية والقانونية للدورة الجديدة، بعد انتهاء الجلسة الأولى من تثبيت رئيس البرلمان ونائبيه، تحدّد مدة قانونية لانتخاب رئيس للجمهورية، بثلثي عدد النواب، ويكون من المكوّن الكردي، من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بحسب الفترة السابقة. فترة، على ما يبدو، لا يراد لها أن تتكرّر هذه المرّة، إذ حصلت منافسات كيدية؛ بالإصرار على تغيير المعادلة وترشيح مرشّح من الحزب الديموقراطي الكردستاني، مع تهديدات علنية بخلخلة التفاهمات والخروج بتجديد خطط الاستحواذ على محافظة كركوك، والتوسّع لأبعد منها، وتصعيد الصراع بين الحزبين الكرديين الرئيسين حول المنصب الرئاسي أو إعادة اشتراطات تقسيم منافع ومناصب أخرى بين الإقليم والمركز، رغم المواقف والتعامل مع الدولة المركزية، بما هو معلوم من أعمال وتصريحات مسؤوليه.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">استمرار الخلافات بين القوى السياسية من كل المكونات المشتركة في العملية السياسية له انعكاساته على المشهد والمصالح الوطنية، وهو ما يجعل من التباينات والانقسامات حالة مسيطرة وواقعاً مقلقاً ومأزوماً. وقد يأخذ زمناً طويلاً يسمح للضغوط الخارجية بالتدخّل لفرض مسارات أخرى أو تنفيذ المخططات المبيّتة وصناعة الأزمات والصراعات الداخلية والبينيّة، التي بدأت إرهاصات منها عملياً بالاغتيالات والتغريدات المعبّرة عن ضياع البوصلة والتماهي مع الخريطة المرسومة للعراق والمنطقة. كما أن التوجّهات المطروحة والمصطلحات الخلابة لا تعدو عن ألفاظ لا تبتعد عن وقائع الحال، من تكريس المحاصصة والخلافات وتضييع الفرص الواقعية للإصلاح والتغيير، والتوضيح بغياب ثقافة الديموقراطية واستقلال السلطات وحقوق الإنسان واحترام خيارات الشعب وثرواته.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اختصر المشهد السياسي في العراق منذ 2003 على مشاريع داخلية مكتسبة متوافقة مع مخططات خارجية مستهدفة، يلعب فيها عملياً مَن تخادم مع أصحابها أو راهن عليهم فيها أو يمارس ما يخدمها بوعي أو جهل، ولكن النتائج محسومة، أو متوازية في إبقاء المشهد مراوحاً مكانه من دون تغيير فعلي أو خاضعاً لإرادات تعمل على إبقائه مفككاً أو يعيش فوضى الفراغات والخروقات والصراعات.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">لهذا يحافظ الفاعلون السياسيون في العملية السياسية الجارية على وجودهم العملي بكل جهودهم وحساباتهم الأنانية والذاتية، رغم الاعتراف أحياناً بما ارتكبوا من أخطاء وخطايا ولكنهم يصرّون على الاستمرار في الواجهة السياسية والعمل على إبعاد محاسبة الفاسدين منهم وما يتبعهم من المافيات ومنع أي عملية تغيير شاملة وفق برامج عمل ومشاريع بناء ومؤسسات تضع البلاد على سكة الدولة المدنية، الديموقراطية، الجديرة باسمها وعنوانها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">في الخلاصة، لا تغيير حقيقياً ولا إصلاح منتظراً من دون إرادة وطنية وإخلاص جاد. ومن دون ذلك قد ينزلق الوضع إلى منزلقات وأزمات أخرى تعيد كوارث سنوات سوداء في تاريخ العراق المعاصر. ولا بد من التوقّف عند متغيّرات الواقع اليومي والتحلّي بالشفافية في تناول وقائع الحياة الحافلة بالمؤثرات الخارجية والداخلية، الإقليمية والعالمية، وتنظيم سبل التنمية والاستثمار بالطاقات والكفاءات والثروات وتقدير عمرانها، والانطلاق إلى مستقبل واعد لشعب سعيد، ضحّى كثيراً وبذل الجهود والإمكانات. صور الخلاف بين القوى الوطنية وقوى الدول وحلفائها المتربّصين للهيمنة على العراق وعلى تنفيذ مخطّطاتهم ومشاريعهم التي قد تكون الآن معلومة ومكشوفة، تكشف الفرق الواضح، وتؤشّر إلى ضرورة الوعي بها والعمل على تغييرها بما يخدم المصالح الوطنية ويعزّز من بناء الدولة الوطنية المدنية. ولعل ما أشير له يقع في البدايات وما تؤول إليه الأمور يظهر جلياً في مسار الأيام المقبلة. حيث لا بد من تغيير خطوات المشهد السياسي من دون انتظار أو مراوغة أو تضييع الفرص الممكنة اليوم قبل الغد.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-7760522685807839504.post-73249594772498224792022-02-13T13:15:00.000+00:002022-02-13T13:15:17.275+00:00قراءة في كتاب: هذا هو العراق<p dir="rtl" style="text-align: justify;"> طبع هذا الكتاب ببيروت في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1953. وهذا هو عنوانه الرئيسي؛ هذا هو العراق، وعنوانه الفرعي على الغلاف الخارجي، تحته؛ آراء في السياسة والمعارضة والاحزاب وحقائق عن المجتمع العراقي والشباب والفتيات. والنسخة التي اقرأ فيها مصورة منه ومن محتويات مكتبة الجامعة الامريكية ببيروت. (كما هو في الختم عليها) وعلى غلافها الاول رسوم لوجوه بشرية لمختلف الاعمار والاجناس، وقافلة وجامع وعنوان الكتاب، واسم المؤلف/ بقلم عبد الكريم ابو التمن. وهذا يعني ان الكتاب صدر قبل ما يقارب سبعة عقود من الزمن، وقد مر زمان عليه، فلماذا العودة والقراءة فيه؟!. لعل الجواب في السطور التالية. فرغم ان الحصول عليه صدفة ولا اعرف الكاتب وهل له مؤلفات اخرى، ام يكفيه ما اختار واصدر في زمانه وما بقي منه، وكأنه يقرأ ببصيرة ثاقبة، وحس وطني وقومي حريص يفتقد او يعز مثاله، سواء في زمنه او في ما بعده من عقود. </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">قدم له ثلاث شخصيات عراقية، ثقافية بارزة، روفائيل بطي وعبد الرزاق الحسني وصبيحة الشيخ داود. اختلفت اراء المقدمين في الكتاب، بين تقريض وابداء راي في محتوياته، واشادة ايجابية بطرح المؤلف وتوجهاته ومواقفه في الشؤون التي تناولها وعرض لها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;"> فقد كتب روفائيل بطي تقديما نقديا، وطرحا يوازي ما احتواه الكتاب من اراء. "هذا كتاب ان دل على شيء فهو يدل بوضوح على دبيب الوعي في الشعب ، فقد كتبه شاب مارس التفكير، وزاول الارتياء، فابداها خواطر جرى بها قلمه، وحاول فيها ان يلفت نظر بني قومه الى حالتهم الحاضرة، وما يجب ان يكونوا عليه في مستقبل ايامهم، ليحافظوا على كيانهم، ويصمدوا في هذا الكفاح ويصونوا انفسهم من الفناء". واشار الى ان الكاتب شخص الغرب عدوا مباشرا، وان العدو "درس حقيقة وضعنا، وسبر مجتمعنا، وراقب اطوارنا، وعرف كنه الشخوص فينا، فحاربنا بسلاح ضعفنا، فكتبنا له الظفر بايدينا". ووضح بان "احكام المؤلف مطلقة عامة، تقوم على الشعور اكثر مما تتضمن التعمق والتحليل، واخلاصه بادي القسمات بين السطور، واعظم ما يؤلمه هذا الفارق المحسوس بين القول والعمل في مجالي السياسة العراقية وتهرب المسؤولين من مجابهة الواقع والتصريح به". واختلف روفائيل بطي مع المؤلف في بعض ارائه، كاتبا انه يرجع مثلا علة ما نحن فيه الى نقص الثقافة، بينما شعوب اخرى اقل ثقافة منا، تحسنت حالها السياسية تحسنا لا يقبل القياس بما نحن عليه. فعلتنا اذن في الاخلاق السياسية اكثر مما في نقص التعليم، وهذه الاخلاق تتجلى في سلوك الذين تصدوا للزعامة وتصرفاتهم، فكانوا قدوة سيئة للجيل الجديد، واضاعوا الثقة بالمشتغلين بالشؤون العامة والسياسة على الاخص. واضاف ان ما يقال عن العراق يصح اطلاقه على العرب عامة وبخاصة الدول العربية التي ضمتها اخيرا جامعة الدول العربية. "فان وهن الاخلاق السياسية جعل من هذه المؤسسة الاقليمية ذات الاسم الرنان عنوان فشل للتفكير السياسي العربي". وناقش الكاتب مؤلف الكتاب في مسائل عديدة، مثل رايه في عدم نضج الراي العام، او الامراض السياسية التي دفعت الى تدهور الوضع. وفيها اشارات صريحة اشبه بتنبؤات واستشرافات ثبتت صحتها ، ليس في وقتها وحسب وانما في استمرارها حتى ايامنا الحاضرة. </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كشف انه لم يعرف المؤلف قبل قراءة كتابه، "فاحببت فيه نزعته في تطلب الاصلاح ، وهمته في محاولة الجد في زمن هازل في حياتنا. وكتابه يمثله نفسه، وهو والكتاب يمثلان ما نحن فيه من وعي وتطلع الى حياة افضل". خاتما تقديمه بما يعوز المجتمع من قوى بدونها لا نجاح له، هي برايه: الخلق الاجتماعي، والتفكير العلمي، والجراة المطلقة. ودعوته الى قراءة الكتاب والتفكير بجد في حقيقة بلادنا وشعبنا وافرادنا لنستكمل وعينا، وبه تنفتح امامنا صفحة جديدة من الحياة.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وما نشر بتوقيع عبد الرزاق الحسني، فهو، كما يبدو، مختصر مقدمة كتابه عن تاريخ العراق السياسي الحديث، الذي طبع بستة اجزاء وجمع بثلاثة مجلدات، وهو تعريف عن العراق، بما يحويه من كنوز تاريخية وتضاريس جغرافية ومكونات سكان، بمعلومات مكثفة عن كل موضوع منها، تاريخيا وجغرافيا وسياسيا واجتماعيا. الى ان قدم الكتاب بخاتمة تقديمه. " وقد قرات معظم هذه الاراء فوجدتها على جانب من السداد، وهو مجهود يحمد عليه، واقدام يذكر له بالاجلال والامتنان. والمؤلف هو سليل اسرة كريمة جاهدت كثيرا لاسعاد هذه البلاد وانتشال ابنائها من وهدة الامية والجهل، وانا من المعجبين كثيرا بآرائه الحرة ونقداته الصريحة".</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">اثنت الناشطة النسوية والمحامية البارزة صبيحة الشيخ داود على الكتاب وكاتبه. "والواقع ان منحى الكتاب يتصف بالجدة والطرافة وبالرغبة والاندفاع في تشخيص الادواء التي يعانيها مجتمع تشيع فيه مختلف التيارات وتبرز بين افراده مختلف الاتجاهات، ولا مشاحة في ان اغلب الآراء التي انطوت عليها فصول الكتاب استهدفت حلولا عملية لمعظم مشكلاتنا، سياسية كانت او اجتماعية".</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ثم قدم المؤلف ايضا فاختصر ما كتبه بهموم وصور واقعية، "اسلوب هذا الكتاب قائم على اساس من الصراحة والايجاز، ويصور بعض نواح من حياة العراق خاصة والعرب عامة على حقيقتها من غير نقوش ولا " رتوش"!".</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وبعد تقديمه قسم الكتاب الى عناوين بخط بارز، تعوّض عن تقسيمه الى ابواب وفصول. تضمن كل عنوان عددا من الاراء واللقطات والشذرات التي تدور في فلك العنوان، مع تطعيمها بمختارات معبرة مختصرة ومستلة من نصوص كتاب ومؤلفين مشهورين، ورسوم مستمدة من مضامينها.</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">فكان العنوان الاول, نحن العرب، والثاني, السياسة في العراق، والثالث, المعارضة والاحزاب في العراق، والرابع، الصحافة في العراق، والخامس، الشباب في العراق، والسادس، آراء في الحياة، والسابع، شخصيات من العراق، والثامن، الاخير، قضايا عربية. وتحت كل عنوان عدد من الاراء والخواطر واللقطات التي تصب في اطاره وتعبر بلغة السهل الممتنع عن موقف او وجهة نظر نقدية او فكرة جديدة في مسار الموضوعات المختارة. ورغم قدمها زمنيا ونشرها في حينها الا انها تلامس عناوينها وموضوعاتها ما هو معاصر ومعاش في ازمان تالية وحتى ايامنا هذه زمنيا ودلالات ترقب واستشراف ورؤى قريبة لما يحدث الآن. </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">بدأ المؤلف كتابه عن حقوق العرب واهمية الراي العام في رقابة السلطات ووعي الشعب لدوره في الحياة العامة، والرد على تساؤل الغرب عن ان العرب عالة عليه، وضرورة ادراك واقع كنوز القدرات والطاقات العربية في بناء الوطن وسعادة الشعب. وتغنى بالوطن العربي بالم ما يلاقيه مواطنه من جفاء واهمال، مقارنا بما يحصل عليه المواطن في الغرب. "اما الوطن العربي فلا زال بعيدا عن امتلاك قلوب مواطنيه، ولا زال عاجزا عن غرس شعور الرضا والطمأنينة في نفوس ابنائه. ذلك لان المواطن العربي لا زال يلتفت الى وطنه فلا يجد فيه ذلك الاب الشفوق الذي يرفرف بجناح العطف والحنان عليه. والمواطن العربي لا زال يرنو الى وطنه فلا يرى فيه مجالا للعمل يعتاش منه بكرامة واطمئنان. والمواطن العربي لا زال ينظر الى وطنه فلا يأنس منه ملاذا يلجأ اليه اذا حلت به محنة او اصابته ملمة في هذه الحياة" (ص16).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">صنّف المؤلف الساسة في العراق الى اربعة اصناف، كما كرر ذلك مع المعارضة، بعد ان دعاهم الى الاعتراف بالامر الواقع وعدم السكوت او الاستكانة وتضييع الفرص. فكتب هناك اربع فئات من الساسة في العراق، رجال حافظوا على مبادئهم، سواء كانوا في الحكم او خارجه وترسموا في طريق حياتهم السياسية مبادئ ثابتة مستمدة من المصالح الوطنية.."انما المؤسف ان تاريخ العراق لم يسجل من افذاذ هؤلاء الرجال الا اقل القليل"( ص22). ورجال انفردوا بامتياز خاص واصبحوا لا يعترفون الا بسياستهم وسلطتهم... ورجال يعيشون على هامش الحياة السياسية وينتقلون من جانب الى اخر كلما لاح لهم منصب مغر!، والصنف الرابع هم الساسة الفاشلون وهم يملأون البلد في كل مكان! (هكذا ص22).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وواصل تعريف السياسيين في مقال اخر كاتبا امكانية تقسيمهم الى اربعة انواع ايضا، فمنهم، رجال تهمهم المصلحة العامة ويعرفون كيف يسعون الى تحقيق هذه المصلحة، ورجال تهمهم المصلحة العامة ولكنهم لا يعرفون كيف يسعون الى تحقيقها، ورجال تهمهم المصلحة الخاصة ولكنهم يحترمون الدستور والقوانين ويقيمون وزنا لاهمية الرأي العام. ورجال تهمهم المصلحة الخاصة وهم لا يحترمون الدستور ولا القوانين ولا يعيرون اهمية للراي العام!. </p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">وعن الازمة الاقتصادية الخانقة راى انها تكمن في سببين رئيسين، " اولا لان البلاد لا زالت غير متملكة بعد لمنابع ثرواتها باعتبارها - او هكذا يشاء الاستعمار ان يقول- انها لم تتملك القدرة بعد على استثمار هذه الموارد بنفسها. وثانيا لان الحكومات المتعاقبة قد ارتكبت وما تزال ترتكب معصيتها الكبرى، ذلك انها لم تعترف بعد او لم تأبه بعد بهذا الفراغ الهائل من البطالة وكساد وقت الفرد العراقي الذي يمضي عليه هباء ويفنى على غير طائل" (ص24).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">تحت عنوان الطائفية كتب عنها كظاهرة اجتماعية خطيرة لم ينج منها مجتمع وتنمو وتصبح خطيرة اذا اصطبغت بصبغة سياسية وراحت كل طائفة تنافس نظيراتها في القوة واسباب الحياة، وخلص الى ان الطائفية "سلاح من خيرة اسلحة العدو التي يتوسل بها التحطيم والانتقام من الخصوم" (ص29). واستمر في عرض ارائه عن الاوضاع العامة في العراق، عن الزعامة المفقودة، والروح الاقطاعية، وشيوع البطالة بين الشباب، والتطبيل والتزمير، والوعود والمزايدة في الوطنية، وعناوين اخرى.وتطرق الى غاية الاصلاح ورجاله، فاكد ان "بعض رجال الاصلاح بحاجة الى ان يصلحوا ما بانفسهم قبل ان يخوضوا غمار معركة الاصلاح, لقد كشفت معاملاتهم مع ذوي العلاقة واهل القربى معهم انهم يحملون عقلية لا تختلف بجوهرها عن عقلية الاستعمار الذي يقولون انهم كرسوا حياتهم لكفاحه..."( ص39).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">ماساة فلسطين، عنوان مقال للكاتب، (ص117)، سجل فيه رايه، "اكبر كارثة حلت بتاريخ العرب الحديث هي مأساة فلسطين. لقد ضلل زعماء العرب شعبهم بما ادلوه من تصريحات واستعدادات وظلوا يموهون عليه الحقائق حتى اختفت فلسطين من خارطة العرب او كادت. وراح اهل الغرب يتناقلون حقائق اوضاع العرب ويتندرون على تردي احوالهم في ديارهم ويعيبون عليهم انصرافهم عن التعاون والتآزر وتبادل الاخلاص (ص118). واعاد الكتابة عن قضية فلسطين في مقالات اخرى، تحت العنوان، قضايا عربية. تناول فيه وقائع حال العرب واساليب الهيمنة الاستعمارية المعيقة لنهضتهم وتطورهم ودعوة الحكام العرب الى تغليب العقل على العاطفة في اعمار الوطن واستثمار خيراته، واضاف عنوانا بارزا وضعه حلا مجربا لما تمر به الامة العربية من ازمات، هو: الاتحاد طريق العرب الوحيد للحياة. كتب فيه: ان الامة العربية تواجه اليوم ظروفا على أشد ما تكون حلكة، وتجابه صراعا على اخطر ما يكون شدة. وليس امام الشعب العربي مجال الاختيار في اية سبيل يسلك، اذ ليس هناك سبيل امامه يقوده الى الظفر سوى طريق الاتحاد. فباجتماع كلمة العرب وتكتلهم على صعيد واحد، وبتعزيز قواه واتحادها على نسق واحد، وبالابتعاد عن التنابذ، وجمع القلوب لتحقيق هدف واحد سوف يرغمون العالم ارغاما الى الانتباه اليهم ويدفعونه دفعا الى تقدير قيمتهم وخطورة اهميتهم في هذه الحياة. (ص ص146-147). وشخص في مقالاته الاخرى العدو المباشر للامة، وهو الاستعمار البريطاني وسياساته في المنطقة العربية، وزرعه للكيان الاسرائيلي فيها لاستمرار الهيمنة عليها وتفريق شعبها وبلدانها. ولخص رايه هذا واستشرافاته في مقاله الاخير في الكتاب، الذي وضع عنوانه هكذا: العرب وبريطانيا واسرائيل، داعيا الى الانتباه من مكر وغدر والتواء السياسة البريطانية، وتحريك الكيان، اداتها في تهديد الدول العربية من وقت لاخر كل دولة على حدة وانفراد. "وهل تهديد اسرائيل لسوريا يوما وللاردن ولبنان آخر إلا نموذجا لتحقيق تلك السياسة التي سيتبعونها على نطاق أوسع واخطر عندما يجد الجد عند العرب وتصبح مطالبهم في استرداد حريتهم وحقوقهم مطلب العمل والتحقيق"! (ص159).</p><p dir="rtl" style="text-align: justify;">كل ما سبق من نصوص كتبت ونشرت قبل سبعة عقود من الزمن، واخر سطر فيها، "فلكل اذن عربية وهبها الله حاسة السمع ان تسمع.. وان تعي ما تسمع.." فكيف اذا اضيف لحاملها هبات ان يقرأ ويرى ويعرف؟!.</p>كاظم الموسويhttp://www.blogger.com/profile/15056705112303254221noreply@blogger.com